الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

معركة النووي.. حرب كلامية بين أمريكا وطهران.. ترامب يغرق في تصريحات التهديد والإنذارات.. وطهران تتجاهل وترد: "دونالد غاوي منظرة".. وخبراء: التصعيد العسكري صعب وإلغاء الاتفاق النووي مستبعد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كرة النار تتدحرج بقوة على جبال الثلج في ملف الخلاف النووي بين واشنطن وطهران، أمريكا منزعجة، وإيران غاضبة وإن حاولت أن تظهر ببرود مضاعف وثبات مستفز في معركتها مع إدارة البيت الأبيض، الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ماضٍ في تصريحاته الثائرة ضد الاتفاق النووي مع تهديدات وإنذارات بوقفه، وطهران على العكس متمسكة بموقفها مكتفية بالرد: "دونالد غاوي منظرة"، مراقبون وصفوا الدائر الآن بين الطرفين بـ"الحرب الكلامية" في ظل عدم وجود خطوات جادة فيما يتعلق بـ"الاتفاق النووي". 




الدكتور رأفت حسين، الخبير السياسي، يرى أن الأزمة الحالية بين أمريكا وإيران، وحرب التصريحات والتهديدات الدائرة بينهما حاليًا، نشبت نتيجة تجربة طهران لإطلاق صاروخ بالستي، وهو ما تعتبره أمريكا تهديدًا لها ولمكانتها في العالم.
وأضاف رأفت، أن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تريد أن تظهر بشكل ضعيف أمام العالم وأمام الأمريكان أنفسهم لذا جاء ردها سريعًا وفرضت عقوبات على إيران، إلى جانب أن شخصية الرئيس الحالي تختلف عن شخصية الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان يسعى دائمًا للحلول الدبلوماسية من وراء الكواليس، على عكس ترامب ذي الطابع الحاد والذي يريد أن يظهر أن أمريكا الدولة العظمى في العالم وهي صاحبة الكلمة الأعلى.
واستبعد حسين، اللجوء للحل العسكري، وقال إن تطوره سيؤدي إلى مشكلة كبيرة على المنطقة، وتابع: "نحن نتحدث عن حرب نووية إذا لجأ الطرفان للحل العسكري، كما أنه من المستبعد إلغاء الاتفاق النووي لأسباب كثيرة، وفيما يتعلق بتأثير الخلاف الحالي على الاتفاق النووي بين إيران والدول الـ6، أوضح حسين، أن الاتفاق النووي ليس مع أمريكا فقط، ولكن هناك 5 دول أخرى، وهناك مصالح اقتصادية بين إيران والدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، وبالتالي فالخلاف الحالي لن يؤثر على الاتفاق النووي بصورة مباشرة، ولكن تأثيره السلبي سيتمثل في العقوبات الاقتصادية، إلى جانب أن إيران شريك أساسي لروسيا، التي قد يكون لها دور في تهدئة الخلاف.
وتابع: أن إيران تلعب على أكثر من محور لحماية نفسها من بطش الرئيس الأمريكي الجديد؛ خصوصًا الحفاظ على تواجدها في المنطقة، وبشكل أكبر في سوريا والعراق، لذا فمن المستبعد تمامًا اللجوء للحل السياسي أو إقدام ترامب على إلغاء الاتفاق النووي، لافتًا إلى أن هناك طرقًا أخرى للرد على تجربة إيران البالستية، منها العقوبات الاقتصادية التي كانت السلاح الأمريكي الأول مع إيران، وفرض عقوبات عن طريق الدول الأوروبية الأخرى، والقيام بعمليات استخباراتية تؤثر على إيران في بعض المواقع، واللجوء إلى الحرب الإلكترونية التي تعد أقوى سلاح حاليًا.


وقال الدكتور وجيه الأنصاري، الخبير السياسي، إن تصعيد الأحداث بين أمريكا وإيران وفرض عقوبات على طهران يعد أمرًا سياسيًا مبالغًا فيه وغير مبني على أساس سياسي سليم، لافتًا إلى أن إيران أجرت 9 تجارب نووية فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ولم يبادر بفرض العقوبات مثلما فعل ترامب.
ولفت الأنصاري، إلى أن ترامب لا يمكنه إنهاء الاتفاق النووي الذي وقعت عليه أمريكا وإيران و6 دول أوروبية في 2015 الماضي، وإذا أراد الانسحاب فسينسحب منفردًا دون التأثير على الدول الأخرى، ولن يستطيع فرض الحصار الاقتصادي على إيران مثلما حدث قبل ذلك من دول أوروبا.
وتوقع الأنصاري، أن تأخذ سياسات ترامب مسارًا مغايرًا لسياساته المتغطرسة قبل إجراء الانتخابات نصف السنوية المقبلة، موضحًا أن أصوات الجمهوريين بدأت تنخفض وفي حال استمرار سياسات ترامب سيتحول المشهد لصالح الديمقراطيين.
وأضاف أن "ترامب" لا يستطيع بمفرده فرض حصار اقتصادي على إيران مثلما حدث قبل ذلك في ثمانينيات القرن الماضي، لافتًا إلى أنه سيتم عقد اجتماع مطلع الأسبوع المقبل بين قيادات الحزب الجمهوري، وأعضاء الكونجرس والدول الست الموقعة على الاتفاقية، كما ستجري محادثات تليفونية بين ترامب وأعضاء الكونجرس؛ لتهدئة حدة الأزمة.



وأكد اللواء جعفر متولي، الخبير الاستراتيجي، أن تجربة الصواريخ البالستية التي قامت بها إيران منذ أيام قليلة كانت الشرارة التي أشعلت الموقف بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، فطهران ترى أنها تمارس حقها، وأمريكا ترى ذلك تهديدًا للأمن والسلم في المنطقة خصوصًا تجاه "إسرائيل."
وقال متولي، إن الصواريخ التي جربتها إيران من النوع متوسط المدى الذي يصل مداها إلى 2000 كيلو، ومن الممكن أن تطور إيران قدراتها النووية وتستخدم هذه الصواريخ لحمل رءوس نووية؛ مما يهدد الأمن والسِّلم الدوليين، كما أن الإدارة الأمريكية الجديدة تريد تعديل الاتفاق النووي الذي تم بين إيران وبين الدول (5+1)، وربما يلجأ "ترامب" إلى فرض عقوبات على إيران للحد من تطوير ترسانتها النووية.
وأوضح أن المشاحنات الحالية بين الدولتين ستهدأ ولن تتطور أبدًا إلى صراع عسكري، لعدة أسباب منها أن أمريكا كانت في منأى عن أعدائها عدا الصين، ولكنها باحتلالها العراق وبناء قواعد عسكرية في عدد من الدول دخلت بجزء من أراضيها إلى منطقة الشرق الأوسط، وأصبح التهديد للقوات الأمريكية كبيرًا جدًا، ولا أحد يستطيع التنبؤ بقدرة دولة ما واستطاعتها السيطرة على منصات الصورايخ الإيرانية في وقت واحد.
وأضاف أن فكرة نشوب حرب عسكرية بين أمريكا وإيران معقدة جدًا وتهدد باشتعال المنطقة، وفي أغلب الظن لن تسمح الولايات المتحدة بذلك، لأن إيران خصم غير هين، إلى جانب حزب الله المرابط في لبنان وهو تهديد مباشر لإسرائيل.
أكد متولي، أن الرئيس الأمريكي لن يقدم على إلغاء الاتفاق النووي، فإيران لديها إرادة قوية وطنية وستلجأ إلى تطوير منصاتها العسكرية والنووية تحت أي ظرف، وإذا تم إلغاء الاتفاق النووي فهذا سيعطي إيران بشكل أو بآخر الفرصة للتمادي في مشروعها النووي وتتطوير برنامجها (السلمي) كما هو معلن، دون رقيب، وبذلك لن يتم السيطرة عليها في ظل عدم وجود تفتيش على تطوير مشروعها النووي، قائلًا: كل ما يحدث بين الجانبين لأن لا يخرج عن حرب كلامية.