الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

حسن طلب.. الفيلسوف الشاعر

الشاعر الكبير الدكتور
الشاعر الكبير الدكتور حسن طلب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى قصيدته «هذه كربلاء، وأنا لست الحسين»، استطاع أن يرصد الغزو الأمريكى للعراق من خلال خطابين للشاهد والشهيد، فهو صاحب الدور التنويرى من خلال شعره الذى يحتفى باللغة، ويدفع القارئ لاكتشاف الجديد عند إعادة القراءة، وهو ليس شاعرًا فحسب، لكنه أيضًا شارك فى خلق اتجاه شعرى جديد، إنه الشاعر الكبير الدكتور حسن طلب. جمع طلب بين الشعر والفلسفة، لتصدر عنهما تجربة إبداعية غنية فى محتواها الفكرى والفنى، جعلته فى طليعة المبدعين الذين يتميزون بمكانة شعرية فريدة، طاف بجمهوره عبر رحلة عميقة فى عالم الكتابة الإبداعية، عبر تجربة شعرية حقيقية تمتاز بالخصوصية والصوت المتميز بين عشرات، بل مئات الشعراء فى مصر، وبين آلاف الشعراء فى الوطن العربى. كان طلب صوتًا جهوريًا فى مواجهة الفساد بوجهيه الثقافى والسياسى، وعندما أصدر ديوانه «عاش النشيد» عام ٢٠٠٥، أشد الأوقات قوة لنظام مبارك، والذى كان بمثابة صرخة فى وجه الفساد، وكأنه أراد أن ينتقل بأشعاره من حالة الرمز إلى حالة الوضوح والصراحة والمباشرة.
أصدر «طلب» عدة دواوين، منها «آية جيم» الذى تعرض للمصادرة، و«سيرة البنفسج» و«زمان الزبرجد» و«لا نيل إلا النيل» و«إنجيل الثورة وقرآنها». ولد «طلب» فى الثامن من ديسمبر ١٩٤٤، بمركز طهطا، محافظة سوهاج، أنهى دراسته الثانوية بمدرسة رفاعة الطهطاوى الثانوية العسكرية، وحصل على ليسانس الآداب، قسم الفلسفة، من جامعة القاهرة عام ١٩٦٨، وماجستير فى الفلسفة من كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام ١٩٨٤، أكمل الدكتوراه فى الفلسفة من كلية الآداب، جامعة القاهرة، ١٩٩٢.
يعتبر «طلب» نفسه خادم سيدين متضادين، هما الشعر والفلسفة، ويصف ذلك بالشيء الشنيع، لأن الإنسان -فى نظره- لا يستطيع أن يخدم سيدين فى ذات الوقت، بنفس الكفاءة، ولذا انحاز إلى الشعر، على حساب الفلسفة، فأبدع العديد من الدواوين، واقتصر إنتاجه على ثلاثة كتب فلسفية فقط، فهو يعد النموذج الثالث فى تاريخ الأدب العربى الذى استطاع أن يمزج الشعر بالفلسفة، بعد أبى العلاء المعرى، ومحمد إقبال، ورغم ذلك لم يسقط فى فخ نظم الأفكار الفلسفية المجردة. 
حصل طلب على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، عام ٢٠١٥، تقديرًا لدوره الكبير، وجهوده المتصلة، وإبداعه الدائم.