الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سيد حجاب.. شاعر الفقراء وأمير العامية

الشاعر الراحل سيد
الشاعر الراحل سيد حجاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شاعر متوهج متقد الموهبة، أثرت أعماله القاموس الشعرى من خلال مفرداته الخاصة، استعاد للشعر التصاقه بالتجربة الحسية، لقب بشاعر الفقراء والمهمشين فهو حامل همومهم، من خلال الكلمة البسيطة المعبرة عن رؤى المجتمع المصرى، والتغلغل فى أعماق الأعمال الدرامية التى يكتب كلماتها، وكان تتر «ليالى الحلمية»، أشهرها.. إنه الشاعر الكبير سيد حجاب، الذى ساهم فى تشكيل وجدان الشعب المصرى، بعد أن حُفرت كلماته فى عقل وكيان كل مصرى وعربى، ومن هنا استطاع «سيد حجاب»، أن يحوّل شعره وكلماته إلى جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية معبرًا عنها من كل جوانبها وزواياها المختلفة.
ولد سيد حجاب لأسرة متوسطة فى قرية المطرية، بمحافظة الدقهلية على شواطئ بحيرة المنزلة فى مطلع أربعينيات القرن الماضى، وتحديدًا فى ٢٣ سبتمبر١٩٤٠، حصل على شهادة الثانوية، ورحل إلى مدينة الإسكندرية للالتحاق بكلية الهندسة، وقد شغفته الإسكندرية حبًا بعالمها الثرى والمتنوع، الذى يعج بمختلف ألوان النشاط الأدبى والفنى لمختلف جنسيات العالم آنذاك.
غادر سيد حجاب الإسكندرية، واستقر فى القاهرة ليلتقى كبار الشعراء الذين سبقوه، كصلاح جاهين، وفؤاد قاعود، وفؤاد حداد، وزملاء جيله كعبدالرحمن الأبنودى، ويحيى الطاهر وغيرهم وارتبط ببعض تجمعات اليسار، واعتقل لعدة شهور، فازداد عشقًا للبسطاء.
مع بداياته بالقاهرة قدَّم سيد حجاب مع عبدالرحمن الأبنودى برنامجًا إذاعيًا بعنوان «بعد التحية والسلام»، ثم ألف ديوان «صياد وجنية» الذى حمل أصداء التأثير الكبير لنشأته فى المطرية على ضفاف بحيرة المنزلة، حيث تعلم معنى الكفاح من حياة الصيادين الفقراء، كما تعلم منهم الشعر الذى اتخذ شكل الحادى فى حياة هؤلاء الناس، فالحياة هناك كما فى كل قرى مصر تمارس بالغناء والشعر فى كل لحظة من الميلاد وحتى الموت. 
كتب «حجاب»، العديد من الأغانى التى ارتبطت بها الأعمال الدرامية، مثل «ليالى الحلمية»، «الأيام»، «الوسية»، «الشهد والدموع»، «المال والبنون»، «أرابيسك»، وغيرها الكثير من المسلسلات، كما كتب عددًا من الأغنيات التى تغنت بها مجموعة من المطربين، أشهرهم المطرب على الحجار، كما فى أغانى «هنا القاهرة» و «يا مصرى».
حصل «حجاب»، على العديد من الجوائز، أهمها جائزة «كفافيس» الدولية لعام ٢٠٠٥ فى الشعر عن مجمل أعماله، كما كرمه معرض تونس الدولى للكتاب فى دورته السادسة والعشرين، باعتباره أحد رموز الشعر، كما فاز بجائزة الدولة التقديرية للآداب، ورحل حجاب عن عالمنا الأربعاء ٢٥ يناير الماضى، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز ٧٧عامًا.