الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الداعية الليبي خميس إبراهيم المالكي: حكومة الوفاق ستار للاحتلال الغربي.. والإخوان تتعاون مع داعش وشاركوا باعتصام رابعة وقدموا 2 مليار دولار لمرسي.. "برهامي" ضال.. "الحويني" قطبي تكفيري و"حسان" متلون

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تزال الأوضاع في ليبيا مضطربة غير مفهومة لا للمواطن الليبي ولا للمواطن العربي، والشيء الوحيد الواضح هو أن هناك حربا تسببت فيها جماعة الإخوان الإرهابية بسبب طمعها في السلطة، وازدادت تلك الحرب بعد انضمام العديد من الميلشيات الإرهابية المسلحة لتلك المعادلة وعلى رأسهم تنظيم داعش الإرهابي.
الإمام خميس إبراهيم المالكي، الخطيب بوزارة الأوقاف الليبية، أحد مشايخ السلفية هناك، يكشف ويفك طلاسم الأوضاع في بلاد المجاهد عمر المختار، فاضحا دور جماعة الإخوان في إشعال الحرب لإسقاط ليبيا بالتعاون مع مخابرات أجنبية...
وإلى جانب للمزيد من التفاصيل في الحوار التالي:

*** ماذا يحدث في ليبيا الآن؟
إن ما يحدث الآن في بلدنا ليبيا في مُعظمِه مؤامرة حيكت خيوط أحداثها داخل كواليس ورُدهات أجهزة المخابرات الأجنبية- عربيّةً كانت أو غربية- فبسبب بعدنا عن التمسك بالكتاب والسنّة النبوية بفهم السلف الصالح تسلّط وتحكُّم الغُرْبُ عنّا في بلادنا، ودخلوا علينا من باب الحريّة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية! فنفّذ هذه المؤامرة بعض أبناء جلدتنا وشقوا صفوف الليبيين مقابل مصالح شخصيّة أو حزبيّة أو قبليّة ضيقة.
*** وما رأيك في حكومة الوفاق؟
حكومة الوفاق- حسب رؤيتي لها- هي مجرد غطاء يستتر به الاحتلال الغربي لليبيا، وانتهاكٌ غيرُ مُعلن لسيادتها! وإنما في ثوب الوفاق البرّاق، وإن ما تقوم به القوات المسلحة العربية الليبية والأجهزة الأمنية في ليبيا، هو عبارة عن عمليّة لاستعادة الدولة من براثن الأعداء والعُملاء.
*** وما دور الإخوان في ذلك؟
الإخوان، كان ومازال بعض العلماء يُسمّيهم "الخُوّان"، وهذه حقيقة لا تخفى على من عرف عقيدة ومنهج ومسلك تلك الجماعة منذ نشأتها إلى يومنا هذا، فهذه الجماعة ما نشأت إلا بأموال الإنجليز، كما أن رءوس هذه الجماعة زرعتهم الماسونية، كما ذكر ذلك أحد علمائهم البارزين وهو الشيخ محمد الغزالي، فهذه الجماعة زُرِعتْ في البلاد الإسلامية لتشويه الإسلام الصافي النقي، وإسقاط الدول الإسلامية بإثارة الفتن فيها، وتهييج الغوغاء على حكوماتها، وليبيا دولة من الدول الإسلامية العربية المُستهدفة، وليست مُستثناة، فيسعى الإخوان جاهدين لإسقاطها، وجعلها مقاطعة تابعة لمشروعهم العالمي، وقد ظهر ذلك جليا إبّان حكمهم في صورة "المؤتمر الوطني"، والذي كانت جُلّ قراراته لخدمة جماعة الإخوان ومشروعهم، فمكّنوا لقادة الإخوان الليبيين وقادة الجماعات التي تنهل من ذات المنهل، كالجماعة الليبية المقاتلة، وأنصار الشريعة (تنظيم القاعدة) وغيرهم ممن يدور في فلكهم، وتغلغلوا في مفاصل الدولة، ودفعوا الأموال الطائلة للأذرع العسكرية لتلك الجماعات، وخاصة ما يُسمّى بـ"الدروع" لفرض هيمنتها سياسيا وعسكريا على البلاد والعباد.

*** وهل هناك تعاون إخواني مع داعش؟
هذا أمر بديهيّ، فجماعة الإخوان هي الأمّ التي أنجبت الجماعات الإرهابية كتنظيم الجهاد في مصر، وتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش، فلا نستغرب أن تتعاون الأم مع أبنائها وإن كانوا أولادا عاقّين لها!، وفي معركة القوات المسلحة العربية الليبية ضد داعش والقاعدة، كانت السند لهما جماعة الإخوان، فدعمت التنظيميْن سياسيا وماليا وعسكريا وإعلاميا، ونحن نعلم ذلك يقينا، ولكن قبل يومين اعترف رئيس حزب " الأصالة " الإخواني في طرابلس، ويُدعى (علي السباعي) بأن مجلس شورى بنغازي الذي يحمل بعض منتسبيه الفكر التكفيري القاعدي، والبعض الآخر الفكر الإخواني، تحالف مع تنظيم داعش في حربهم ضد الجيش الليبي في بنغازي، وكذلك فتاوى المفتي المعزول ـ الإخواني ـ الصادق الغرياني، والتي كانت المستند الشرعي لأفعال داعش والقاعدة والأذرع العسكرية الإخوانية المتمثلة في الدروع في بنغازي وغيرها من المدن الليبية، حيث كان لفتاواه الدور الأبرز في تمثيل التعاون الإخواني الداعشي على سفك الدماء المعصومة، كذلك هناك تحالف إخواني قاعدي داعشي " إعلاميّ " تتجلى صورته في التحالف بين قناة (النبأ) التابعة للجماعة الليبية المقاتلة وقائدها عبدالحكيم بلحاج، وقناة (التناصح ) الناطقة باسم المفتي الإخواني الصادق الغرياني والمُحرّضة على قتل الليبيين، وقناة (الرائد) الإخوانية التي تبث سمومها من تركيا، فقد مثلت هذه القنوات الصوت الإعلامي للخوارج بصفة عامة، ومحاولة إظهارهم في صورة الحمل الوديع! حتى إنني لاحظتُ أن لها بعض التأثير في آراء بعض المواطنين غرب ليبيا تجاه الجيش الليبي وقياداته، وما يقوم به من جهاد عظيم.
*** ما حقيقة مشاركة السلفية الليبية في الحرب حاليا بليبيا ؟
السلفيون في ليبيا هم عبارة عن مواطنين ليبيين، ليسوا غرباء عن الوطن، وهم ليسو حزبا من الأحزاب، أو جماعة من الجماعات التي تأتمر بأوامر من وراء الحدود!، السلفيون في ليبيا لم يكن لهم مشاركة في حروب الفتنة التي مرت بها البلاد، كحرب فجر ليبيا وغيرها، ولا الحروب القبليّة أو المناطقيّة والجهويّة. لأنهم منضبطون بضوابط الشرع في اعتزال الفتن، أما قتال الخوارج من قاعدة وداعش ومن دار في فلكهما فليس من قتال الفتنة، وإنما هو قتال شرعيّ، دفاعا عن الدين وعن دماء وأعراض المسلمين في ليبيا، فهو يعتبر جهادا شرعيا قائما تحت راية ولاة الأمر في ليبيا، وولاة الأمر تتمثل في رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح، وفقه الله.
*** وما ردك على اتهام الشيخ ربيع المدخلي بالتدخل في الشأن الليبي؟
الشيخ ربيع المدخلي- حفظه الله- عالم من علماء المسلمين، يحمل همّ الإسلام والمسلمين في كل مكان، وكان قد وجّه نصيحة إلى أهل السنّة في ليبيا بأن يدافعوا عن مدينة بنغازي وأهلها، بعد أن كرر مفتي ليبيا- الإخواني المعزول من منصب الإفتاء بقرار من البرلمان الليبي- المدعو الصادق الغرياني نداءاته لمن أسماهم ثوّار ليبيا- وحقيقتهم أنهم تنظيم داعش والقاعدة- بالتوجه إلى بنغازي وتحريرها من الجيش الليبي!
فوجّه الشيخ ربيع المدخلي نصيحته لأهل السنّة في ليبيا بالدفاع عن بنغازي من الغزو الإخواني التكفيري، وهذا ليس تدخلا من الشيخ، وقد رد بعض أعضاء اللجنة العليا للإفتاء، وهم من المشايخ السلفيين، الذين ذكرنا أسماءهم قبل قليل على هذا الفرية، وبيّنوا أن الإخوان يتهمون الشيخ ربيعًا بالتدخل في الشأن الليبي، بينما نسي الإخوان الليبيون أنهم تدخّلوا في الشئون المصرية عندما احتفلوا بفوز محمد مرسي، وعندما اعتصموا معهم في ميدان رابعة العدوية، وتظاهروا مع إخوان مصر ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد سقوط مرسي، بل إنهم تدخلوا في الشأن التركي، والسوري أيضا.

*** وما حقيقة اتهام الإخوان للشيخ محمد سعيد رسلان بالتحريض على قتل أحد رجال الدين في ليبيا؟
السلفيون أكثر الناس بُعدًا عن الفتوى والتحريض على الفتن والاقتتال واستباحة الدماء المعصومة، والسلفيون بريئون من دم الدكتور نادر العمراني الإخواني، واتهامهم للشيخ محمد سعيد رسلان هو اتهام باطل، ليشوّهوا دعوة هذا الشيخ التي لاقت قبولا كبيرا واستحسانا لدى المسلمين في كافة البلدان، خاصة وأنه قد كان للشيخ رسلان جهد كبير في فضح مخطط الإخوان في السيطرة على مصر والبلدان العربية، وفضح مخطط الثورات، والرد على دعاتها حتى سقط الإخوان وانتهى حلمُ حكمهم وتسلّطهم على الناس، وقد أصدر الشيخ رسلان بيانا مصوّرا يتبرأ فيه مما نُسب إليه، وإلى الدعوة السلفية من إراقة الدماء المعصومة.
*** وهل لإخوان ليبيا دور في تهديد الأمن القومي المصري؟
نعم، عندما قامت- ما يُسمّى- بثورة السابع عشر من فبراير عام 2011، وتحديدا في شهر إبريل 2011 م قام بعض المنتسبين لجماعة الإخوان في ليبيا بالسفر إلى مصر لإعلان "البيعة" والولاء للمرشد العام محمد بديع، ولهذا قاموا بدعم حكومة مرسي بمبلغ 2 مليار دولار، اختفت فيما بعد، وبالبيعة للمرشد فإن إخوان ليبيا يتحتّم عليهم الوقوف بجانب إخوان مصر في محنتهم بشتى الطرق والوسائل، ولا وسيلة لهم إلا محاربة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي يعتبر سدّا منيعا بينهم وبين الأمن القومي المصري، ولو انتصر الإخوان وحلفاؤهم على القوات المسلحة فستكون الحدود الغربية لمصر مدخلا للجماعات الإرهابية، والأسلحة المُرسلة إلى الجماعة الأم في مصر، والجَوْسَسة وذهاب الأمن على الشعب المصري وحكومته، ومصر كما يعلم الجميع هي دولة مستهدفة في أمنها السياسي والعسكري والغذائي.
*** وكيف تقيمون مشايخ السلفية في مصر، خاصة مدرسة الشيخ ياسر برهامي المعروفة باسم الدعوة السلفية بالاسكندرية؟
السلفيين في مصر كُثُر، ودعوتهم منتشرة، قام ويقوم عليها علماء أجلاء كالشيخ العلّامة حسن بن عبد الوهاب بن مرزوق البنا، وهو يقيم في القاهرة، وتتلمذ على يد شقيقه العلّامة محمد حسن بن عبدالوهاب بن مرزوق البنا، رحمه الله، والشيخ محمد سعيد رسلان في محافظة المنوفية، والشيخ خالد بن عبد الرحمن بن زكي مِن محافظة القليوبية، والشيخ أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان، وهو في القاهرة، الشيخ عادل السيد، وهو في القاهرة، وغيرهم، أما الشيخ ياسر برهامي فهو لا يسير على منهج السلف الصالح، حتى وإن ادعى هو ذلك، لأن أقواله وأفعاله في كتاباته وأشرطته وخُطبه لا تدل على صدق دعواه، هو ومن معه ممن يُطلق عليهم " سلفية الاسكندرية" فهم في حقيقتهم " قُطبيون".
*** وما رأيكم في المشايخ أبو إسحاق الحويني ومحمد حسان والشيخ محمد سعيد رسلان؟
الحويني وحسّان قُطبيّان، أي أنهما على نهج سيد قطب، فالحويني يُكفّر مرتكب الكبيرة، أما محمد حسان، فهو رجل دنيا لا دين! مُتاجر بالدين من أجل الدنيا، لا نعرف له مبدأ يقف عنده، فهو متحول يتحوّل في كل مرة ويتلوّن بتلوّن الأحداث، فتارة تجده مع الصوفية صوفيا، ومع الإخوان إخوانيّا، ومع الجهاد جهادي! رأيناه يمدح القذافي وابنته، ثم في عام 2011 يذم القذافي وحكمه، وهو من القطبيين المدافعين عن سيد قطب، أما الشيخ محمد سعيد رسلان، فليس مثلي من يقيّمه، فهو عالم من علماء مصر الأجلاء، وهو رجلٌ قال كلمة الحق في زمن كان يخشى فيه أهل الحق على أنفسهم، أسأل الله أن يثبتنا وإياه على الحق.