الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

فضائيات

6 سنوات وما زال الجدل مستمرًا.. "2-1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرت ست سنوات على ما اصطلح بتسميته ثورة ٢٥ يناير وما زال الجدل مستمرا خاصة بين ما يسمى «النخب السياسية» حول هل كانت ثورة أم لا؟ ووصل النقاش الشوفينى أحيانا إلى اعتبار ما حدث فى ٢٥ يناير عام ٢٠١١ لم يكن ثورة إنما كان مؤامرة ضد الشعب المصرى واستقرار الدولة المصرية، ولذلك أتصور أنه آن الأوان لكى نناقش الأمر بهدوء وموضوعية حتى لا تتوه الحقائق وسط كم من سيل الأكاذيب التى يتبناها البعض متعمدا تشويه التاريخ أو يتبناها بحسن نية من فعل تكرار ما تردده الآلة الإعلامية. 
وعلى كل حال من حقك أن يكون لك رأى مختلف عن الآخرين، ولكن ليس من حقك أن تفرض هذا الرأى عليهم أو تعاديهم لأنهم لا يتبنون وجهة نظرك، هذا هو حال المجتمع المصرى منذ فترة طويلة وهناك قطاع عريض يرى أن مثالب ثورة ٢٥ يناير كانت أكثر مما عاد منها على الوطن من فوائد وهو رأى -نقدره ونحترمه- ولكن القول بأنها كانت «مؤامرة» أمر يجب التوقف أمامه قليلا، خاصة أن كثيرين ممن يقولون ذلك قالوا فى حينها إنها «ثورة» ولكنهم غيروا رأيهم الآن ولست أدرى هل هذا من باب النفاق أو أنهم اكتشفوا جديدا جعلهم يعيدون النظر فى موقفهم. 
الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلنها صراحة أنه مع ثورتى يناير ويونيو منذ اللحظة الأولى لتوليه مهام قيادة التغيير فى مصر، وبالتالى من ينافق لا ينافق النظام الحالى لكنهم يحاولون تشويهه بمحاولة خلق تناقض بين الحدثين ( ٢٥/٣٠ ) ومن الناحية الواقعية هما يعتبران مدا ثوريا لحركة تغيير كانت حتمية وقتها، والغريب أن البعض انجرف وراء توجه أن ٢٥ يناير كانت مؤامرة لإخفاء وجه الثورة من الصورة وربما محاولة البعض الآخر الإبقاء على وجه ثورة يونيو فى صورة المشهد العام، خاصة أن هذا يتسق مع طى صفحة حكم الإخوان لمصر وتجاهل هؤلاء وهؤلاء أن التاريخ لا يتجزأ أو يمكن النظر إليه بعين واحدة. ومما لا شك فيه أن الحاجة إلى التغيير السياسى فى يناير ٢٠١١ كانت ضرورة فرضتها تطورات الأحداث بالبلاد بعد أن تفشى الفساد نتيجة تزاوج السلطة بالمال السياسى فى آخر سنوات حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك وبالتالى استمراره فى الحكم كان يعنى إهلاك المزيد من مقدرات الشعب لصالح فئة قليلة من منتفعى النظام والمجموعة التى كانت على قمة الحزب الوطنى الحاكم فى ذلك الوقت. ومن المؤكد أنه لم تكن البداية توحى بوقوع ثورة لكن تلاحق الأحداث وتسارع إيقاعها هو الذى قاد إلى الاتجاه نحو احتمالية التغيير الشامل واستمر فى الأيام الأولى من الثورة ثم سرعان ما ركب الإخوان الموجة واختطفت الثورة جهارا نهارا بعد يوم ٢٨ يناير، وتحول مفهوم الثورة إلى مفهوم الفوضى، حيث كانت الثورة على النظام الذى اعتراه الفساد ولكن الفوضى كانت ضد الدولة، ويبقى جانب مهم من أين جاء مفهوم المؤامرة؟ الأمر الذى ساهم فى إحداث تغيير وجهة نظر البعض لما حدث فى ٢٥ يناير، أو على وجه الدقة ما حدث بعد ٢٥ يناير.
وللحديث بقية!!