الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس "تعمير سيناء والقناة" في حواره لـ"البوابة نيوز": التنمية تتم بفكر وتمويل مصري.. ومحور 30 يونيو أحد روافد الاقتصاد المستقبلية.. ومشروعات "السيسي" يحصد خيرها الأجيال القادمة

رئيستعمير سيناء والقناة
رئيس"تعمير سيناء والقناة" فى حواره لـ "البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد المهندس محمد السقا، نائب رئيس الجهاز المركزي للتعمير، ورئيس جهاز تعمير سيناء والقناة، أن الجهاز يقوم بتنفيذ مشروعات بنية أساسية عبارة عن كهرباء وطرق وخطوط صرف صحي، وخطوط مياه، ومحطات مياه، وصرف صحي.

وأشار «السقا» إلى أن جميع مدن سيناء تتمتع بخدمات متكاملة، مؤكدًا أن هناك دراسة للتوسعات المستقبلية وكل ذلك يتم بفكر مصري وتمويل مصري خالص.



في إطار ذلك كان لـ«البوابة نيوز»، هذا الحوار مع المهندس محمد السقا، وإليكم نص الحوار.. 

في البداية حدثنا عن مشروع محور 30 يونيو؟

محور 30 يونيو شريان تنمية شرق مصر، ويعد أحد المشروعات القومية الكبرى، ضمن الخطة القومية للطرق بمحافظات مصر، بغرض خلق محاور تنموية جديدة لتحقيق الاستراتيجية الشاملة للتنمية والاستغلال الأمثل للموارد البشرية والاقتصادية، والطبيعية، وتهيئة المجال لجذب السكان، وخلخلة الكثافة السكانية في المحافظات ذات الكثافة السكانية المرتفعة، والخروج من الوادي الضيق لتنمية مناطق الجمهورية.

ومشروع محور 30 يونيو، عبارة عن طريق حر بطول 95 كيلو وعرض 80 مترًا، يبدأ من محافظة بورسعيد مرورًا بالطريق الساحلي «بورسعيد – دمياط»، ويمتد جنوبًا بعد محطة تحصيل الرسوم عند كيلو 94 تقاطع طريق «القاهرة – الإسماعيلية»، ويتكون من طريق مزدوج كل اتجاه 5 حارات مرورية، 2 للنقل الثقيل و3 للمركبات، ويفصل بينهما حاجز خرساني، بالإضافة إلى طريق الخدمة لكل اتجاه يشمل 11 كوبري و17 نفقًا عرضيًا و5 محطات خدمة و2 محطة لتحصيل الرسوم.

وما هي أهمية هذا المشروع في الوقت الحالي ؟ 

محور 300 يونيو، محور النقل الأساسي لخدمة تنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس، ما يؤدي إلى إسراع معدلات التنمية على جانبي محور قناة السويس، وتطوير وربط موانئ مصر شرق وغرب بورسعيد ودمياط، والإسكندرية والعريش وخليج السويس، ببعضها، وكذلك زيادة الربط بين منطقتي سيناء، والدلتا وتنفيذ المخططات المستقبلية لروافد المنصورة والمطرية والجمالية وجبل الجلالة، ما يساهم في الإسراع من معدلات التنمية وزيادة الربط بين مصر وإفريقيا بالربط المستقبلي على محور إفريقيا، كما أنه سيتم وضع أماكن أثرية هامة على خريطة السياحة كمناطق تل دفنه.

ماذا عن التكلفة الإجمالية للمشروع وعدد العمال به؟ 

التكلفة التقديرية للمشروع 2.950 مليار جنيه، تنفذه 13 شركة مصرية منهم 7 شركات طرق و6 شركات كباري، وعدد الأعمال الصناعية 311، ويبلغ حجم العمالة المباشرة والغير مباشرة بالمشروع 50 ألف عامل يستخدمون 2000 معدة، وتم دفع 508 مليون جنيه كتعويضات نزع الملكية.

وبلغت نسبه التنفيذ للأعمال 50% طرق و80% من الكباري، ومن المقرر بدء التشغيل التجريبي له نهاية العام.



الأمن والاستثمار والتنمية مثلث النهوض بسيناء.. فما مدى توافرهم على أرض الواقع؟ 

 مما لاشك فيه أن الظروف التي مرت بها مصر خلال ثورتين أثرت كثيرًا على عجلة التنمية، ولذلك فإن جهاز تعمير سيناء، بدأ يفكر بجدية في تنمية تجمعات البدو وجعلها تجمعات منتجة، وقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بتخصيص مليار جنيه سنويًا لتنمية سيناء ومكافحة الإرهاب خطوة إيجابية، حيث لا تقتصر مواجهة الإرهاب على المواجهات العسكرية، بل تمتد إلى ضرورة إحداث تنمية حقيقية، ما دعا جهاز تعمير سيناء إلى ضرورة تفعيل مشروعات التنمية لإعادة صياغة الوضع التنموي على تلك البقعة الغالية وفى منطقة القناة.

وبالنسبة للحالة الأمنية في سيناء، فهناك بقعة صغيرة في سيناء، هي التي تعاني في بعض الأحيان من هجمات إرهابية، واستطاعت القوات المسلحة السيطرة عليها، حتى الآن لم يتعطل المشروع بسبب دواعٍ أمنية وجميع المشروعات تنفذ بكفاءة عالية، وحسب المخطط الزمني 

هل العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش والشرطة تأثرت بالعمليات الإرهابية في سيناء؟

كما ذكرت فقد بدأ عمل الجهاز في سيناء منذ عام ١٩٨٢ لتنفيذ خطة الدولة المدروسة، فالتعمير يعنى التنمية التي تقضي على الإرهاب والفساد، كما أنه هو الحضارة والاستيطان، لذلك لم نشعر أبدًا أن الإرهاب أثر على عملنا بدليل أن كل عام لا يتبقى أي فائض في الميزانية المخصصة للتعمير في سيناء، ومن يعيش في سيناء أو يعرفها يدرك جيدًا أن الإرهاب منحصر في منطقة محدودة جدًا هي رفح والشيخ زويد وكاد أن ينتهى، وأؤكد أن الإرهاب لم ولن يؤثر أبدًا في تنفيذ خططنا.

كيف تواجه مشكلة نقص المياه في سيناء؟ 

استطاعنا تعظيم دور الاستفادة من مياه الآبار خاصة المالحة وتم استخدامها في الاستزراع السمكي وزراع الزيتون والنخيل، ومن أرض الواقع لدينا تجمعات تقوم في الأساس على المياه المالحة على اعتبارها موارد طبيعية مثل البترول، ونستهدف جعل سيناء سلة غذائية لمصر، وذلك باستغلال مواردها الطبيعية وإقامة مشروعات تنموية حقيقية، ومن خلال جهاز تعمير سيناء تم مد خطوط مياه في شمال وجنوب سيناء من مياه النيل.

وفي شمال سيناء هناك محطة طاقتها 200 ألف متر مكعب تصل إلى رفح كمياه شرب وفي الجنوب محطة أخرى طاقتها 700 ألف متر مكعب تصل إلى شرم الشيخ وسانت كاترين، ومشكلة ندرة المياه في وسط سيناء، ونعتمد على مياه الآبار بعد معالجتها، بالإضافة إلى تنفيذ محطات تحلية في منطقة خليج العقبة تستوعب أكثر من 100 ألف طن

..ماهي أسباب تأخر التنمية في سيناء؟

بدأت حركة تعمير سيناء منذ تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي بعد 1982 باشتراطات برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، واستمر لما يقارب 4 سنوات، واتضح أنه برنامج غير جاد وتسبب في بطء تنفيذ البرنامج الإنمائي العمراني بسيناء، وعندما وجدت الإرادة والجدية من القيادة السياسية الحالية في الفترة الأخيرة، بدأنا نفكر في إعادة المشروع، ولكن بتمويل مصري لإحداث تنمية حقيقية، وتكون باكورة تجمعات بدوية، وبالفعل أنشأنا ما يقارب من 21 مجمعًا سكنيًا، ومن المستهدف إنشاء 30 مجمعًا في وسط سيناء.

 وجهاز تعمير سيناء بدأ في تنفيذ مشروع التنمية المتكاملة لأهالي سيناء من قاطني الوديان وسفوح الجبال والذين يصعب إمدادهم بالاحتياجات الأساسية بهدف توطينهم في مجتمعات عمرانية متكاملة وذلك بتعاون كامل بين محافظتي شمال وجنوب سيناء.

هل من الممكن أن يصبح الجيش مستثمرًا بديلًا للمدنيين في سيناء؟ 

القوات المسلحة لها مهام أخرى تتمثل في تأمين حدود مصر، والعمل ليلًا ونهارا للدفاع عن الوطن، صحيح أن الاستثمار والتعمير جزء من الأمن القومي في سيناء إلا أنه ليس من مهمات الجيش، كما أننا نحتاج لضخ أموال من الخارج في مصر، ولا يمكن الاعتماد على المستثمر المحلى بشكل مستمر.

أود الإشارة إلى أن عددًا كبيرًا من المشروعات الصناعية التي تشيدها القوات المسلحة يتولى إدارتها مدنيون مثل مصنع المكرونة بالعريش، و٧٥% من العاملين في مصنع الأسمنت من المدنيين أبناء سيناء، والقوات المسلحة تعمل حاليا في تنفيذ المشروعات العملاقة لإحداث طفرة، وأعتقد أنه سيتم تسليم زمام الأمور إلى الجهات الحكومية المختلفة كلٍ في تخصصه لاستكمال المشروعات القومية، وجميع المشروعات التي تشرف عليها القوات المسلحة، التي لها مردود إيجابي.



..هل الطبيعة الأمنية لسيناء تدفعكم للتعامل مع شركات القوات المسلحة؟

- في بادئ الأمر من سلمنا سيناء في ١٩٨٢ هو القوات المسلحة، لذلك نحن في تنسيق وتعاون تام معها، وفى أي مشروع عندما نحتاج مساعدة من الجيش فإنه لا يتردد ولا يتأخر في تقديم كل ما نحتاجه للقيام بعملنا على أكمل وجه.

ما رأيك في إقامة منطقة حرة بين مصر وغزة ؟ 

هذا مشروع مخطط بالفعل وبالتأكيد أي إضافة للاستثمار لها مردود إيجابي على البلد، وسيتم وضع رؤية شاملة لتنفيذ هذا المشروع الذي سيضم عدد من الصناعات التي يحتاجها أهالي هذه المنطقة، كما سيتم الأخذ في الاعتبار الوضع الأمني

هناك اتجاه لإتاحة الفرصة للأجانب لتملك أراضي سيناء بهدف الاستثمار.. ما رأيك في ذلك؟ 

يجب وضع آلية، وأنا مصري كل ما أخشاه أرضي وأعتقد أنه اذا كان هناك اتجاه لذلك فالقيادة السياسية لن تنفذه إلا بوضع معايير صارمة لتعظيم الاستفادة من الاستثمار الأجنبي، فلن يقوم الاستثمار المصري على المستثمرين المحليين فقط، ولن ننكر أننا بحاجة إلى عملة صعبة لذلك من المؤكد أن هناك آلية تضمن حقوق الطرفين

..كيف تأثرت المشاريع في سيناء بارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية؟

لم تتأثر كثيرا وذلك لان هناك لجان منعقدة بشكل دائم تدرس متغيرات السوق وتتواصل مع الشركات والمقاولين لتعويضهم عن أي خسارة تنتج عن ارتفاع الأسعار وليست هي المرة الأولى التي نواجه فيها ارتفاع الأسعار وكل شيء محسوب ومدروس ولم تتعطل التنمية في سيناء لحظة واحدة حتى الآن



رأيك فيما يقول إن التنمية في سيناء حبر على ورق؟

من يقول إن التنمية في سيناء حبر على ورق جاحد، وأعذر جهله، ومن الواضح أنه لا يعلم شيء عن التاريخ أو الجغرافيا، فأنا كنت مقيم في سيناء قرابة 35 عامًا والوضع كان مختلف تمامًا، وكان الأهالي أقصى آمالهم توفير مياه للشرب، وتنمية سيناء لن تنتهي في ليلة وضحاها بل هي معركة، ومستمرين فيها إلى يوم القيامة لإحداث طفرة حقيقية.

 وهناك محاور نعمل عليها بالتوازي والوضع اختلف تماما عن الماضي وأصبح لدينا شبكة طرق وخطوط مياه وكهرباء وإسكان على أعلى مستوى هذا بالإضافة إلى المشروعات التي نفذها جهاز تعمير سيناء، ومن خلالها تحول المواطن السيناوي من بدوي راعٍ للأغنام إلى مزارع وتاجر وشريك أساسي في حركة التنمية بسيناء

ماذا قدم جهاز تعمير سيناء للمواطن السيناوي البدوي البسيط؟

- كل شىء يحتاجه بعد أن استعدنا سيناء دون أن يكون بها أي شيء، وكل ما هو موجود هناك الآن من شبكات كهرباء ومياه وطرق وصرف صحي، فعندما يرغب أي من أهالينا الذهاب إلى دهب أو شرم الشيخ لا يجد صعوبة وكذلك من وإلى العريش أصبح الطريق مزدوجا ومؤمنا، حيث إن هذا الطريق يقع بين كثبان رملية كثيفة، ولم يكن من السهل التنقل بسببها سابقًا، وكذلك نفق الشهيد أحمد حمدي والمعديات ومحطات الكهرباء منذ بدء العمل فى سيناء كل تلك المشاريع يقوم بتنفيذها جهاز تعمير سيناء وكل ما ذكرته ليس سوى نبذة بسيطة.

كيف ترى المشروعات التنموية في عهد الرئيس السيسي؟ 

محمد علي باشا عندما أقام النهضة في مصر واجه انتقادات شديدة والان نعيش في خيره، والرئيس السيسي كذلك يقيم مشروعات للأجيال القادمة ولها ضرورة ملحة لإنقاذ الاقتصاد المصري، وقدرنا أن نتحمل وليس هناك بديل عن التنمية وعلميا البنية الأساسية هي قاطرة التنمية وطموح الرئيس السيسي عالٍ، لينهض بالوطن في اصعب الظروف وبالفعل ظهرت اللحمة الوطنية بين فئات الشعب المصري في وقت كان الجميع مصاب بالإحباط والفكر التنموي، وهو البدء في عدد من المشروعات بالتوازي لتحقيق تنمية حقيقية



نشرت بعض المواقع الإسرائيلية بعض الصور التي تفيد عزم الحكومة على نقل مياة النيل عبر سحارات إلى إسرائيل فما رأيك في ذلك؟ 

 بالتأكيد الحكومة المصرية تسعى لمصلحة الشعب ومياه الشرب من الممكن أن تنقل بأي طريقة، وليس بالضرورة سحارات، والاستثمار ليس له وطن أو جنس فالعالم كله أصبح قرية صغيرة وجميع الدول تتعاون من أجل المصلحة

ما رأيك في اتجاه الدولة لتوطين أهالي الدلتا في سيناء؟

في الماضي كان اتجاه الدولة زرع سيناء بالبشر لكن حاليا الفكر تغير ستصبح سيناء أمينة للجميع خاصة بعد إمدادها بجميع الخدمات والمرافق

هل تدعم الحكومة مشروعات وقرارات جهاز تعمير سيناء ولديها خطة واضحة في ذلك؟

 حاليًا الاهتمام الأكبر للحكومة هو سيناء، نحن نربط هذه المنطقة حاليًا بمجموعة من الأنفاق عند بورسعيد والإسماعيلية ونقوم بإنشاء مدينتي الإسماعيلية ورفح الجديدتين، ووفر الرئيس مبلغ ١٠ مليارات جنيه وهذا اختزل معاناة كبيرة وطويلة لأهالي سيناء، ومشروعات كثيرة كان من الممكن أن تأخذ وقتا طويلا سوف تنفذ في وقت أقصر لمصلحة أهالينا هناك.



بحكم خبرتك ماذا تحتاج سيناء خلال المرحلة المقبلة؟ 

سيناء تحتاج إلى مستثمر جاد يكون على وعي قيمتها وأتمنى إقامة مدن صناعية متكاملة تضم إسكان للعاملين ونوادٍ ومطاعم وكافة السبل الترفيهية.

..ما هي احتياجات الجهاز لتنفيذ المشروعات المستقبلية ؟

موارد الدولة بسيطة وما يتم تخصيصه من موازنة يتم تنفيذه بالكامل، ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد، إلا أنه خلال سنوات استطاعنا إنشاء أقوى بنية أساسية، وإقامة تجمعات عمرانية متكاملة من خلال المعديات، ولكن بعد الانتهاء من تنفيذ الأنفاق، أسفل قناة السويس سنشاهد طفرة حقيقية في حجم التنفيذ