يعد «معهد ناصر» من أكبر المعاهد التى تم إنشاؤها فى العصر الحديث، نظرا لمكانه المتميز على كورنيش النيل، والذى تم افتتاحه منذ أكثر من ٣٠ عاما، وتحديدا فى ١٢ يوليو ١٩٨٧، وهو من أكبر المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة.
على مساحة ١٠٤ آلاف متر مربع تقريبا، أكثر من نصفها حدائق خضراء على ضفاف النيل، تم افتتاح المعهد، والذى يتكون مبناه الرئيسى من ٨ طوابق وبدروم، وتصل طاقته الاستيعابية لأكثر من ٨٥٠ سريرا موزعة على جميع التخصصات.
ظل المعهد منذ إنشائه تابعا للمؤسسة العلاجية بالقاهرة، إلى أن انتقلت تبعيته إلى المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة.
ومن الأسباب التى جعلت أكثر من ٤٥٠ ألف مريض يأتون للمعهد سنويا، الخبرات الطبية الكبيرة به، فالمعهد يضم ٣٣٤ من أساتذة الجامعات والاستشاريين الحاصلين على الدرجات العلمية والزمالات من داخل وخارج مصر لتغطية كل التخصصات تقريبا والتخصصات الدقيقة، و٢١٤ إخصائيا حاصلين على شهادات الماجستير، كما يضم وحدات ومراكز طبية فريدة ومتخصصة.
واستطاع الدكتور إسماعيل سلام، وزير الصحة الأسبق، عندما تولى المسئولية، أن يجعل المعهد واحدا من أكبر المراكز المتخصصة، ليس فى مصر بل فى الشرق الاوسط، لعلاج غير القادرين بالمجان على نفقة الدولة، وكذلك التعامل على أساس اقتصادى، حتى أصبح من أكبر مراكز السياحة العلاجية فى مصر لخدماته المتميزة وأسعاره المعتدلة بالمقارنة بمثيلاته فى الدول المتقدمة.
ووصلت فى بعض الأحيان نسبة الاشغال بالمعهد إلى أكثر من ١٠٠٪، ويبلغ عدد غرف العمليات به ٢٣ غرفة مجهزة بأحدث الأجهزة بخلاف ٢٠ غرفة زرع نخاع، وعدد أسرة الرعاية المركزة ٥١ سريرا، كما يشتمل المعهد على قسم أشعة مزود بأحدث أجهزة الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسى والجاما كاميرا والأشعة بالصبغة على الشرايين والدوبلر والموجات الصوتية.
كما يوجد بالمستشفى قسم للعلاج بالأكسجين المضغوط، يتم به علاج حالات قصور الدورة الدموية، وبعض أمراض الجهاز التنفسي، يضم كذلك ١٠ أسرة رعاية متوسطة، و٤٥ وحدة غسيل كلوى، و٤١ عيادة متخصصة.
ويقوم المعهد على مفهوم الجودة الشاملة خاصة فى التخصصات الدقيقة، وترشيد الإنفاق واتباع النظم الإدارية الحديثة مع وضع الجدوى الاقتصادية كأساس للاستثمار، وتقديم الخدمة لغير القادرين والفئات المحرومة والأكثر عرضة للمخاطر، أما بالنسبة لاستقلالية المعهد الإدارية، فإنه يتبع وزير الصحة مباشرة، وذلك أعطاه الحركة والحرية فى كسر الروتين والتغلب على كثير من معوقات الإدارة.
ويعمل المعهد على أساس اقتصادي، وبالرغم من قيامه بعلاج غير القادرين على نفقة وزارة الصحة فإنه يحقق عائدا يستطيع من خلاله تحسين الأداء، والارتقاء بمستوى الخدمة، وبلغ عدد المترددين على المعهد يوميا أكثر من ألفى مريض تم تحويلهم إلى المستشفيات بالمحافظات.
ويصل عدد مرضى القسم الداخلى إلى ٢٢ ألف مريض سنويا، وعدد المترددين على العيادة الخارجية ٢٠٢ ألف والعمليات الجراحية تصل إلي ١٤ ألف عملية ومرضى الطوارئ ٢١ ألفا.
وأجرى المعهد أكثر من ألفى عملية قلب مفتوح، وما يقرب من ٩٠٪ من الحالات التى يخدمها المعهد من غير القادرين ويتم علاجهم على نفقة الدولة بقرارات علاج.
ولكن بفضل يد الإهمال وتولى غير المؤهلين طبيا وإداريا تحول المعهد نتيجة الفشل فى الإدارة إلى مكان غير آمن، وكشفت كاميرا «البوابة» بالصور الإهمال والتردى الذى وصل إليه حال مستشفى معهد ناصر، فغرقت أساسات المبنى فى الصرف الصحى والبدروم وبعض الغرف الخاصة بالمرضى بالإضافة إلى غرف رعاية زرع الكلى ورعايات الجراحة والباطنة والأعصاب ما يعرض حياة المرضى للخطر.
والأخطر من ذلك أن دورات المياه من الدور الثالث إلى الدور السابع غمرتها المياه ولا تصلح للاستخدام، وتتعرض حوائطها للرطوبة والتشققات بالإضافة إلى إغلاق أكثر من غرفة بالدور الأول «عمليات»، منها غرفتان لجراحة القلب، بسبب أعطال التكييف المستمرة، وكذلك إغلاق بعض الغرف الحيوية، وأخرى بداخلها مياه مغمورة فى الأرضيات.
