الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الفاشية الألمانية من جديد على المسرح السياسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار رفض المحكمة الدستورية بألمانيا في 17 يناير الجاري إعلان التنظيم الفاشي "الحزب القومي الديمقراطي" جدلا واسعا وسط النخبة السياسية والأحزاب السياسية التقليدية على هامش جولة الانتخابات للبوند ستاج الألماني، ورغبة المستشارة "ميركل" الفوز بحزبها المسيحي الديمقراطي بولاية جديدة لقيادة ألمانيا برغم انحدار شعبيتها وحزبها بل ومتحاليفها من الحزب الاشتراكي .
فما بين ليلة وضحاها اتسعت دائرة المعجبين والمؤيدين لذلك الحزب، بل وداعمه في تنظيم "مواطنين للرايخ الألماني" وبخاصه بعد اغتيال أحد أعضائه لشرطي ببرلين أول أمس.
التنظيم المذكور وصف في موقعه الإلكتروني المستشارة ميركل بـ"اليهودية الماسونية"، بل دعا إلى العودة للحدود الألمانية فيما قبل عام 1937 ؟!، عشرات من تنظيمات وجماعات منتشره بألمانيا على شاكلة الرايخ، بل والعديد من جمعيات معاديه للسامية.
في تقرير صادر عن مكتب الدفاع عن الدستور الألماني عام 2015 بلغ عدد المنتسبين للتنظيمات الفاشية أكثر من 22600 ألف مواطن ألماني، منهم وفق التقرير 8 آلاف مواطن يميلون لاستخدام العنف، أغلبيتهم تتجمع في تنظيم "التجمع الألماني للشعب والوطن" تأسس عام 2013 والذي يضم في صفوفه 900 عضو من الشباب وربات البيوت ضمن مكونات اليمين الألماني المتطرف، والذي أطلقت وسائل إعلام عليه بالطريق الثالث الألماني للرايخ.
هذا مع 200 مجموعة من الروكر في تجمعات يعتمد عليها اليمين في حملاته الانتخابية مجمل أطروحات تلك التنظيمات تصب في خانة العداء للمهاجرين والأجانب واللاجئين المقيمين على الأراضي الألمانية، بل تحت شعار يجمعهم "لا لأسلمة المانيا" .
عام 2006 أسس الحزب القومي جناحه النسائي للتخاطب مع النساء والفتيات وربات البيوت الألمانيات واتسعت دائرة معجبيه عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
بل تعاظمت شعبيته أكثر من 3 سنوات ماضية أثر سياسات ميرطل الانفتاحيه باستقبال مهاجرين ولاجئين بلغوا وفق تقديرات لأكثر من ملبيون ونصف شخص العام الماضي، طبعا الهدف واضح لحل أزمة سكانية ولأيدي عاملة رخيصة.
الحزب المذكور حصل بأخر انتخابات للبوند ستاج (البرلمان الألماني) علي نسبة 1.2 % من أصوات الناخبين وهي نسبة ليست هينة.
تري بعد تجمع أول أمس ببرلين لممثلي الأحزاب اليمينية المتطرفة بحضور ماري لوبين مرشحة الرئاسه الفرنسيه ودعوتها وسط مئات الآلاف بالخروج من الاتحاد الأوروبي بل وإعلان وفاته، ماذا ستفعل أحزاب يسار ووسط يمين ألمانيا بالانتخابات المقبلة؟! الحزب القومي له تمثيل بالمجالس البلدية بمقاطعات سكسونيا وأنهالات، وبثمثيل ضعيف في بافاريا.
من الشاهد وعلى وقع عمليات إرهابية وتدفق للاجئين ومهاجرين اكتظت شوارع ومناطق ألمانية بهم وانحدار لمستوي رفاهية بل بطالة مقنعة في سوق العمل الألماني، تعاظم نفوذ تنظيمات فاشية قومية تحظى بمد شعبي طاغي في ظل أزمة يمين ليبرالي ويسار ألماني عاجز عن طرح البديل والمخرج .