الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

25 و 30 وبينهما "الشيطان"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ونحن نحتفل بالذكرى السادسة لثورة 25 يناير.. لايزال السؤال الصعب يفرض نفسه علينا ألا وهو لماذا هوت هذه الثورة واحتجنا إلى ثورة تصحيح مسار 30 يونيه حتى تسير البلد فى الطريق الصحيح؟
فى البداية أعلم تمامًا الانقسام الشعبى حول هذه الثورة.. البعض- مثل الدكتورة لميس جابر عضو مجلس النواب-يُطلق عليها نكسة 25 يناير، ويرفضون بشدة فكرة الاحتفال بها، وينسى الغالبية العظمى من هؤلاء أنه لولا الثورة ما كنا نسمع عنهم، ولم يكن يستطيعون التعبير عن رأيهم السياسى، وآخرون يرون أنها ثورة عظيمة ويعتقدون أن هناك "شيطانًا" تدخل فى وقت ما لإفشالها، وهذا الاعتقاد يسيطر على جميع الأطراف التى شاركت فى الثورة.. البسطاء "حزب الكنبة" الذين ثأروا على فساد نظام مبارك، والقوى السياسية التى خرجت ضد احتكار الحزب الوطنى للسياسة، والشباب الثوار الذين قادوا الثورة بعد أن أهملهم نظام مبارك، وأيضًا جماعة الإخوان التى فوجئت بالثورة، فشاركت فيها أملًا فى أن تجد فرصة لها فى الحياة، والشيطان هنا يختلف من وجهة نظر كل طرف من هذه الأطراف.
يعتبر البسطاء "حزب الكنبة" أن الشياطين الذين تدخلوا لإفساد ثورتهم هم أصحاب الأطماع الذين حاولوا ركوب الموجة لحصد المكاسب، والقوى السياسية، وجماعة الإخوان المسلمين، لذلك لم يكن غريبًا أن يهب هؤلاء البسطاء مرة أخرى فى 30 يونيه لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
بينما يرى الشباب "الثوار" أن الشيطان هو جماعة الإخوان لطمعها فى السلطة، وممارستها الغشيمة فى السيطرة على مؤسسات الدولة، مما جعل الشعب ينقلب على 25 يناير باعتبارها السبب فى وصول الجماعة للحكم.
الشيطان من وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين هو مؤسسة الدولة التي تصدت للإخوان، ووقفت ضد حكم الجماعة، ومحاولات السيطرة على مؤسسات الدولة.
بعيدًا عن وجهات نظر الأطراف المشاركة فى الثورة فإننى أعتبر أن 25 يناير ثورة كشف الحقيقة.. فى الساعات الأولى للثورة كشفت للشعب حقيقة نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، واتضح أنه نظام هش كان يحتمى طوال الوقت بالعضلات الأمنية فقط، وهذه العضلات لم تنفع عندما تدافعت الجماهير، وغلبت الكثرة العضلات، ولم يجد النظام مؤيدين يستند عليهم فوقع فى ساعات قليلة، وأيضًا كشفت حقيقة الإخوان ومخطط الجماعة للسيطرة على الدولة، كما كشفت أن لمصر مؤسسة قوية هى القوات المسلحة، تحمى ظهرها، وتقف ضد المؤامرات الداخلية والخارجية، ونجدها فى الشدائد.
وأخيرًا لا تظلموا ثورة 25 يناير، فالعيب ليس فيها، وإنما فى الشيطان.