الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور.. مصرع الطفل أحمد جميل بالغربية.. مأساته بدأت بالتفكك الأسري وانتهت بمقتله بدون ذنب.. وأهله يرفضون تلقي العزاء.. وأهالي المنطقة يطالبون برحيل السماكين

الطفل أحمد جميل
الطفل أحمد جميل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"التفكك الأسري" من أهم المشكلات التي تواجه المجتمع المصري، نتج عنها مئات قصص الضياع للأطفال والنشء ووصل ضحايا التفكك الأسري إلي الجريمة بكامل معانيها، بل وصلت للقتل بمعنى الكلمة.
سوق الحكمة بمدينة طنطا أحد المناطق الشعبية التي تروي حكايات من تاريخ الشعب المصري بكافة طبقاته، وكل حكاية تصلح لأن تكون رواية كاملة المشاهد والأدوار بما فيها دور البطولة، ولو عاش كاتب في الحي لكتب عشرات القصص والحكايات من قلب الواقع المصري.
مصرع الطفل أحمد جميل " صبي الجزار"علي يد مجموعة من السماكين الذين تجرؤوا علي الطفولة وتحدوا كل القوانين والأعراف لدرجة فتحت النار علي مصراعيها لفتح أكثر من ملف، وترديد العشرات من الأسئلة جميعها بلا أجوبة، ويبقي السؤال من القاتل، الأب والأم بعدما تخلوا عن دورهم منذ الطفولة، وانفصل ليعلن كل منهما حياته او مجموعة من السماكين الذين تحدوا انفسهم علي حساب الاخرين وانهوا حياته بعد صراع انفسهم وطمعهم في المال وتناسو كل معاني الانسانية والرحمة. 
البداية حينما تلقي اللواء حسام الدين خليفة مدير أمن الغربية إخطارا من العميد خالد مرزوق مأمور قسم ثان طنطا، يفيد وصول بلاغ من نقطة شرطة مستشفي المنشاوي بوصول عامل جزارة ويدعي " أحمد جميل" 14 عاما، مصابا بإصابات نافذة، ولقي مصرعه في الحال. 
وبينت التحريات الامنية الأولية أن الطفل يعمل صبي جزار منذ 8 سنوات بسبب التفكك الأسري، ويمتاز بحسن الخلق والأدب، وكانت هناك خلافات سابقة بين الجزار وجيرانه السماكين وانتهز السماكين فرص تواجد الطفل منفردا في المحل واستدرجوه وأوسعوه ضربا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة دون أن ينقذه أحد.
"البوابة " انتقلت لسوق الحكمة لمعايشة الواقع والوقوف علي حقيقة الجريمة التي يندي لها الجبين، ومعرفة ما حدث داخل المنطقة حتي سالت دماء الطفولة والبراءة في شوارع المنطقة الشعبية البسيطة.
يقول " محمد عباس " أن الطفل أحمد جميل هو اسم علي مسمي رفض أن يعيش مع زوجة أبيه بعد الانفصال عن والدته ورضي أن يعمل صبي جزار مع أحد الجزارين المشهورين في المنطقة، وبالفعل احتضنه الجزار كأحد أبنائه وخصص له مصروف يد يومي، بخلاف مقابل أجر ثابت يتم وضعه في حساب بريدي باسم الطفل حتى يكبر. 
أيام وشهور تجاوزت 8 سنوات والطفل يقوم بمهام عمله ونسي أحلام الطفولة ومن في عمره من الأطفال، وكانت أقصي أمانيه أن يشتري وجبة كنتاكي، أو قطعة حلوي، يلتهمها وهو منشغلا بعمله الذي يبدأ منذ الصباح الباكر حتى موعد النوم، حتى بدت عليه علامات النضوج الفكري وعلامات الشباب.
وأضاف " رجب حسين " من أبناء المنطقة أن هناك خلافات نشبت مسبقا بين أصحاب محل سمك وبين الجزار الذي يعمل به الطفل الجميل أحمد جميل وتعددت الخلافات بسبب قطعة أرض ملك للجزار حاول السماك الاستيلاء عليها وضمها لأرضه التي اشتراها، وصلت الخلافات للمحاكم وبناءا عليه صدرت قرارات وأحكام بوقف أعمال الاستيلاء التي قام بها السماك.
وأكد " السيد ليمون " أن السماكين انتهزو فرصة وجود الطفل أحمد جميل في المحل بمفرده واستدرجوه وتمكنوا منه وانهالوا عليه ضربا بالشوم والشاكوش وسكاكين السمك، وتطورت الأحداث وتنهار حالة الطفل ويبقي مدرجا في دمائه دون أن ينقذه أحد ونقله أحد الأهالي لمستشفي خاص بمنطقة العجيزي ولكن المستشفي رفضت استقباله لكون حالته حرجة، فانتقل به الأهالي لمستشفي المنشاوي العام ولكنه لفظ أنفاسه قبل أن يتم إسعافه ليسجل حالة مصرع طفل ضحية دون ذنب اقترفه سوي براءته وطفولته وما جناه الزمن عليه.
لم يمر الأمر مرور الكرام حتي أعلن جميل السيد لحام كهرباء والد احمد برفضه تلقي العزاء لحين القصاص من القتلة واعلان القانون كلمته وحكمه علي المتهمين مبينا ان ما وجعة القاء نجلة علي الارض دمائة سالت ولم ينقذه الا الاهالي رغم ان الواقعة كانت في اكبر الشوارع الشعبية الكائن بها مستشفيات مطالبا بمحاسبة المستشفي الذي رفضت استقبالة والمقصرين في ابلاغ الاجهزة الامنية لحظة حدوث الواقعة قائلا وهو يبكي حسبي الله ونعم الوكيل.
كما كان لأهالي المنطقة رأي آخر حينما أجمعت الآراء علي ضرورة ترحيل السماكين من المنطقة مؤكدين أنه لا عودة للهدوء طالما السماكين موجودين ولا سيما أن لهم خلافات عديدة مع عدد من أهالي المنطقة والباعة الجائلين.