الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

دول الجوار الليبي تكثف جهودها لمنع تدويل الأزمة وتجنيب المنطقة مواجهات عسكرية قد تخرج عن السيطرة.. خبراء: اجتماع تونس لمناقشة توصيات نظيره العاشر بالقاهرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انطلقت اليوم الأحد بمدينة الحمامات التونسية، اجتماعات لجنة الجوار السياسي لمناقشة الأزمة السياسية ومراحل تنفيذ اتفاق الصخيرات، ويأتي اجتماع الحمامات والذي تشرف عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عقب يوم واحد من اجتماع دول الجوار الليبي بالقاهرة، وبحث اجتماع الحمامات توصيات اجتماع دول الجوار العاشر لا سيما المتعلق منها بتطبيق الاتفاق السياسي، وتشكيل حكومة وفاق جديدة للتصويت عليها من قبل مجلس النواب الليبي. 
وشارك في الاجتماع ممثلون عن المجلس الأعلى للدولة المنبثق عن الاتفاق، وأعضاء لجنة الحوار المستقلون والأحزاب في ظل غياب ممثلين عن مجلس النواب. 
وفي تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" قال صالح الزوبيك المحلل السياسي الليبي: إن معظم الليبيين ضد ما ورد في اتفاق الصخيرات وأن الجولات الحوارية التي تستضيفها دول الجوار تتجاهل حقيقة أن اتفاق الصخيرات وجد من أجل تمكين جماعة الإخوان في ليبيا، وهي جماعة مكروهة ولا تحظى بأي قبول في الشارع الليبي، ولا يخفى على أحد الدور الذي لعبته السفيرة الأمريكية السابقة ديبورا جونز من أجل الوصول إلى الاتفاق السياسي بصيغته الحالية من بناء هيكل سياسي يستوعب عناصر الجماعات المتشددة بداخله، عبر فكرة المجلس الرئاسي ذو الرؤس التسعة والمجلس الأعلى للدولة، وهو ما أدى إلى حالة التشظي التي تعيشها المؤسسات السياسية في ليبيا. 
ويرى أشرف القطعاني الناشط الحقوقي الليبي أن اجتماع الحمامات التونسية اليوم، هو من أجل البناء على ما أوصى به اجتماع وزراء خارجية دول الجوار العاشر بالقاهرة. 
وأضاف في تصريح خاص للبوابة نيوز: أن اجتماع لجنة الحوار بتونس هدفه تقريب وجهات النظر بين أصحاب القرار في ليبيا، لا سيما بعد وجود حالة من رضا بين الفرقاء الليبيين حول مخرجات اجتماع القاهرة، والذي أزاح أزمة الثقة المتعلقة بالوساطات الإقليمية، والتي كانت ملازمة للاجتماعات السابقة في نيامي والجزائر وتونس والمغرب، وهناك ترحيب ليبي بدور مصري قوي في ليبيا لا سيما بعد ترحيب المشير خليفة حفتر بأي وساطة تقوم بها مصر بين الأطراف الليبية. 
ويقول محمد علي المصراتي الناشط الحقوقي الليبي: إن كل الاجتماعات المتكررة حول الأزمة الليبية تبدو تقليدية في العموم كونها تدور في فلك خارطة الطريق التي صاغتها الأمم المتحدة عبر بعثتها للدعم في ليبيا والمتمثلة في اتفاق الصخيرات. 
وأضاف "المصراتي" أن هناك مخاوف حقيقية لدى دول الجوار الليبي من تنامي ظاهرة الإرهاب في شمال أفريقيا، وأن ليبيا قد تصبح قاعدة دعم لوجيستي للجماعات المنتشرة في دولة المنطقة، وعليه لا يرى أن اجتماع تونس اليوم والمتعلق بلجنة الحوار لن يأتي بجديد نظرًا لهيمنة الإخوان على الاجتماع، في حين أنهم سبب رئيس من أسباب إغراق ليبيا في الفوضى والانفلات الأمني.
ويرى الدكتور منذر ثابت المحلل السياسي التونسي، أن تونس في وضع دقيق من الناحية الجيوستراتيجية، وأوضح ثابت: استضافة تونس لاجتماع لجنة الحوار الليبي يأتي في إطار جهدها المبذول بتسوية الأزمة الليبية فهي ترفض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، ومن ناحية أخرى لديها مشاكل على حدودها مع ليبيا في منطقة بن قردان، وتقع تحت ضغوط جزائرية مستمرة نتيجة مخاوف الجزائر من تسرب عناصر جهادية إلى أراضيها عبر حدودها الشرقية مع تونس، وتعمل تونس على الوصول إلى حل توافقي بين الليبيين يغلق المنافذ أمام أي تدخل غربي في المنطقة ومراجعة كل المبادرات المطروحة لتسوية الأزمة الليبية جذرية بعد دخول الاستراتيجية الأمريكية طور التكيف مع تصورات الرئيس الجديد، الذي يري في القضية الليبية قضية إقليمية ودولية مضاعفة من جهة الأهمية التي تمثلها علي أمن المنطقة، وما تشكله من مخزون الطاقة، كما أنها على صلة مباشرة بالحرب على الإرهاب ومقاومة الإسلام الراديكالي، وتؤكد كل المعطيات أن ترامب وتحت تأثير المدرسة الواقعية يسعى إلى تحالف مع دول الجوار الليبي ضمن تفاهمات استراتيجية مع موسكو لاستعادة الأمن والاستقرا ر في ليبيا. 
وأشار المحلل السياسي التونسي إلى أن دول الجوار تكثف مساعيها من أجل الوصول سريعًا لتسوية جذرية للأزمة الليبية خوفًا تدويل أكبر للقضية الليبية، وخروجها عن سيطرة المحيط العربي لتجنيب المنطقة جراحة عسكرية قد تخرج عن سيطرة الجوار.
وشدد وزراء خارجية دول الجوار الليبي في اجتماعهم العاشر بالقاهرة، على رفضهم المطلق لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، كما أكدوا على أهمية تعزيز التعاون والتشاور فيما بين دول الجوار على صعيد أمن الحدود ومكافحة الإرهاب بمختلف صوره والجريمة المنظمة، وكل أشكال التهريب العابر للحدود، وعلى مواصلة الجهود لعقد اجتماع للخبراء ليعرض اقتراحات في هذا الصدد على الاجتماع المقبل لوزراء خارجية دول جوار ليبيا.