احتلت التنمية المستدامة مكانه كبيرة جدا مؤخرا بمختلف القطاعات المصرية، خاصة بعد زيادة الأسعار، وارتفاع سعر الدولار، وارتفاع أسعار المواد الخام، وغلو الحياه المعيشية على مستوى القطاع الصناعى والمجتمع ككل، لذلك جاءت القيادة السياسية مطالبة كل قطاعات الدولة العام والخاص بالترشيد ونشر التنمية المستدامة.
وقام مكتب الالتزام البيئى باتحاد الصناعات، بعقد احتفالية كبرى للعام الثالث على التوالي لتشجيع المنشآت الصناعية على نشر وتطبيق التنمية المستدامة، وهنا كان لـ"البوابة نيوز"، لقاء خاص من المهندس أحمد كمال، المدير التنفيذي لمكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية، فإلى نص الحوار:
*** ما آخر التطورات التى اتخذتموها تجاه مسابقة "أعمال رائدة لتحقيق التنمية المستدامة" بمكتب الالتزام البيئى هذا العام؟
يحتفل ويكرم اتحاد الصناعات المصرية، ومكتب الالتزام البيئى والتنمية المستدامة بها، كل عام الشركات المطبقة للتنمية المستدامة، وقامت بانشاء مشاريع متميزة للتنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية، حيث إن تطبيق منظومة التنمية المستدامة بالمنشآت الصناعية سيزيد من فرصهم التنافسية أمام الأسواق العالمية، وأن المسئولية الاجتماعية للشركات تعد واحدة من المعايير العالمية لتقييم كفاءة المنتج.
ولقد فوجئت بالاستجابة الكبيرة من المنشآت الصناعية للمشاركة في تنفيذ مبادرات والتى تعبر عن حبهم للبلاد، حيث وجدت كيانات متناهية الصغر أطلقت مبادرات بسيطة تعبر عن فهم ووعي بمعنى التنمية المستدامة والمسئولية المجتمعية، وقد شهد عام ٢٠١٦ تقدم 285 شركة صناعية ما بين صغيرة ومتوسطة وكبيرة للاشتراك فى مسابقة أعمال رائدة لتحقيق التنمية المستدامة.
وقد قدمت الشركات لاتحاد الصناعات هذا العام نماذج للانشطة والمبادرات التى قامت بتنفيذها كل شركة من منطلق مسئوليتها المجتمعية سواء داخل الشركة او خارجها لخدمة المجتمع المحيط بالمنشأة.
*** وما الجديد الذي شهدته مسابقة التنمية المستدامة هذا العام؟
الشيء الجديد الذى شهدته مسابقة "أعمال رائدة للتنمية المستدامة" التى أعلن عنها مكتب اتحاد الصناعات المصرية هذا العام، يتمثل فى تقديم ٢٨٥ شركة للمشاركة بالمسابقة هذا العام، بينما العام الماضى تقدمت ١٨٠ شركة فقط، كما شهد العام ٢٠١٦ دخول قطاعات جديدة إلى المسابقة، كقطاع الجلود والدباغة، وعدد من القطاعات والصناعات الصغيرة والمتوسطة، في حين أنه كان من المعروف أن التنمية المستدامة تطبق وتهتم بها القطاعات والمنشآت الكبرى فقط، وقد حظى قطاع الجلود والدباغة بمشاركة فعالة هذا العام بمسابقة أعمال رائدة لتحقيق التنمية المستدامة، وهذا يعد حدثا غير مسبوق.
*** وماذا عن الصعيد.. والخطواط التى يتخذها مكتب الالتزام البيئي تجاه الوجه القبلي؟
إن العام ٢٠١٦ شهد لأول مرة مشاركة الصعيد بمسابقة اعمال رائدة لتحقيق التنمية المستدامة، كما شارك أحد مصانع السكر لأول مرة بالمسابقة، حيث قامت شركة السكر بإنشاء برامج جديدة لتنمية العمال وبناء القدرات وتدريبهم وتحسين بيئة العمل الداخلية، بالاضافة إلى إنشاء محطة معالجة للمياه، وأنا أؤكد أن مكتب الالتزام البيئة يتعامل فقط مع الشركات الموفقة لأوضاعها بيئيا والقطاع الرسمي.
كما شاركت إحدى شركات الأدوية التي فازت بمسابقة أعمال رائدة لتحقيق التنمية، بعمل دورات تدريبية لبناء قدرات المرضى بشأن كيفية التعامل بطريقة صحية مع الدواء.
كما قامت إحدى شركات الاسمدة، بتدريب المزارعين على كيفية الاستفادة بقدر بسيط من الاسمدة من اجل الارض، حيث إن هذا الشيء قد يؤدى إلى الحد من تسويق منتجها، ولكنها فضلت المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
*** وما السبب الرئيسى وراء اتجاه سياسة الدولة للترشيد بشكل عام.. ومحاولة إقناع القطاع الخاص بذلك؟
إن السبب الرئيسى وراء اتجاه كل قطاعات الدولة إلى الترشيد بمختلف المجالات هو "غلاء المعيشة"، حيث إن المواد الخام أصبحت غالية الثمن، وأي ترشيد يساهم فى تقليل تكلفة الانتاج، هذا بالإضافة إلى زيادة تكلفة الطاقة والكهرباء والغاز، حيث، إنه كلما استطعنا تقليل تكلفة الإنتاج سنستطيع وضع أسعار أقل وتزيد القيمة التنافسية، وبذلك نستطيع تصديرها للخارج، وتزيد التنافسية بين الدول.
*** وما وضع التنمية المستدامة لدى ملف ترشيد الاستهلاك الذى تسعى إليه الدولة؟
إن هذا التوقيت هو توقيت التنمية المستدامة، وهذا الزمن يعرف بزمن التنمية المستدامة، وأشدد على ضرورة استخدام المنشآت الصناعية للتنمية المستدامة بصورة موسعة، حيث إن استخدام نهج التنمية المستدامة يعمل على تحسين الإنتاجية وتقليل تكلفة الاستهلاك لدى المنتج، كما أنها تساعد المنشآت على التصدير، حيث يقوم مكتب الالتزام البيئي، بفتح باب التقدم بشهر أغسطس كل عام، لتعريف الشركات والمنشآت الصناعية بالتنمية المستدامة والمسئولية الاجتماعية وتحسين بيئة العمل المجاورة للمنشأة الصناعية، ويشجع الشركات على الالتزام البيئى ونشر التنمية المستدامة له، ومردود ذلك من عائد اقتصادي للشركات والمجتمع.
*** أطلعني على أوجه تعاون مكتل الالتزام البيئي باتحاد الصناعات مع وزارة البيئة؟
تعاون مكتب الالتزام البيئي مع وزارة البيئة، ليس له حدود، وأن المشاريع المشتركة بين وزارة البيئة واتحاد الصناعات المصرية مستمرة، كما يتشارك مكتب الالتزام البيئى متمثلا فى اتحاد الصناعات وهيئة التنمية الصناعية والجهات الاجنبية فى عقد العديد من المشاريع من أجل نهضة الصناعة المصرية، حيث إن جميع المشاريع التى يتشارك بها مكتب الالتزام البيئى تصب جميعها فى خدمة الصناعة المصرية، ورفع جودة الصناعة المصرية، وجعلها ذات قدرة تنافسية عالية فى الأسواق العالمية، لأن ذلك سيفتح منافذ جديدة للبيع وللأسواق للمنتج المصري خارج البلاد.
وما استراتيجية مكتب الالتزام البيئى لدعم الصناعات الصغيرة؟
إن مكتب الالتزام البيئي باتحاد الصناعات لديه استراتيجية وخطة خاصة بعام ٢٠١٨، تتمثل فى زيادة عدد الشركات التى تقتنع بمبدأ نشر التنمية المستدامة بمصانعها، من أجل تحقيق أكبر توفير للمواد الخام، والطاقة، وزيادة القدرة التنافسية، كما يسعى مكتب الالتزام البيئي باتحاد الصناعات، لمساعدة الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتى تشمل قطاع الحرف اليدوية والحرف البسيطة، لأنها تمثل مستقبل الصناعات بمصر، وسيتم الاستمرار فى إقامة مسابقة التنمية المستدامة لتشجيع الشركات على نشر التنمية، حيث إن هذه المسابقة ذات طبيعة خاصة حيث تتافس الشركات الصناعية فيما بينها على خدمة المجتمع، كما تهدف إلى لفت نظر الشركات الصناعية بمسئولياتهم تجاه مجتمعهم، ونشر الوعى فيما بينهم بالفوائد العظيمة لمبادرات التنمية المستدامة على المجتمع ومصانعهم.
