الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

دول الجوار تبحث تطورات الأزمة الليبية بالقاهرة.. و"حفتر" ينهي زيارة سريعة لمصر بحث فيها الأوضاع الأمنية في بلاده والتعاون المشترك في مكافحة الإرهاب

المشير خليفة حفتر
المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستضيف العاصمة المصرية القاهرة غدًا السبت، اجتماعًا وزاريًا رفيع المستوى لدول الجوار الليبي لبحث تطورات الأزمة الليبية على الصعيدين السياسي والأمني، ويعد اجتماع اليوم هو العاشر من نوعه في إطار الجهود الإقليمية المبذولة لتسوية الأزمة الليبية بعد 6 سنوات من سقوط نظام العقيد معمر القذافي.
وقد وصل إلى القاهرة اليوم الجمعة كل من وزير خارجية تونس- خميس الجيهناوي، ووزير خارجية حكومة الوفاق الوطني الليبية- محمد الطاهر سياله، قادمين من تونس للمشاركة في اجتماع مجموعة دول جوار ليبيا، والتي تضم وزراء خارجية مصر، وتونس، والجزائر، وليبيا، والسودان، والنيجر، وتشاد، بالإضافة إلى المبعوث الأممي ومبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا.
وفيما غادر القاهرة اليوم الجمعة المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، والذي بحث مع المسئولين في مصر تطورات الأوضاع الأمنية والسبل الناجعة لمواجهة الإرهاب في ليبيا لاسيما بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي مجددًا جنوب مدينة سرت.
وبحسب مراقبين فإن المشكل الأمني سيحظى باهتمام كبير في اجتماع دول الجوار بالقاهرة، لاسيما وأن المادة الثامنة والمتعلقة بالترتيبات الأمنية ودور المؤسسة العسكرية الشرعية في ليبيا في تحقيق الأمن والاستقرار محل خلاف بين الفرقاء الليبيين، وتحظى فكرة إنشاء مجلس عسكري يحوي كل الفصائل العسكرية بقبول دولي وسط مخاوف من إمكانية دمج عناصر متطرفة داخل المؤسسة العسكرية الشرعية، كما أن وجود خليفة حفتر على رأس هذه المؤسسة يخالف توجهات بعض الكيانات شبه العسكرية الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي.
وقبيل اجتماع القاهرة اتهم عبدالحكيم بالحاج زعيم الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، دول الجوار بإشعال فتيل الحرب في طرابلس، وأضاف في حديث لتليفزيون العربي، أن الحرب في طرابلس ستحرق تونس وتمتد إلى الجزائر، كما هاجم بلحاج القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر، معتبرًا أن منطقه العسكري مرفوض جملة وتفصيلا.
ويرى الدكتور أسعد زهيو الأمين العام للتجمع الوطني الليبي، أن وصول الرئيس دونالد ترامب للسلطة سيغير من معادلة الصراع السياسي في ليبيا.
وأوضح زهيو: "أتوقع أن يكون هناك تعاون روسي أمريكي من أجل إنجاز سريع للازمة الليبية، وسيكون الجيش الليبي هو المنوط بدور أكبر في المرحلة المقبلة التي ربما تشهد رفع للحظر الدولي المفروض على توريد السلاح للجيش العربي الليبي، على اعتبار أن المشكل الأمني هو الحاكم وراء كل الأسباب المؤدية إلى تفاقم الأزمة الليبية، وأضاف الأمين العام للتجمع الوطني الليبي، أن إدارة الرئيس ترامب أبلغت رسميًا إدارة الرئيس أوباما بأنها لم تعد ملزمة بأي قرارات اتخذتها الإدارة السابقة، ومنها ما يتعلق بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التي كانت تعتقد الإدارة السابقة أنها ستحقق الاستقرار في البلاد، ويرى "زهيو": أن روسيا وأمريكا سيقدمان دعمًا غير محدود للمشير خليفة حفتر بهدف تحرير ليبيا من الإرهاب، لاسيما وأن القضاء على الإرهاب هو الشاغل الرئيسي للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وذلك على عكس سلفه أوباما الذي وفر غطاء أمريكيا للجماعات المتشددة في المنطقة العربية.
وحول زيارة المشير حفتر للقاهرة، قال زهيو: إن الزيارة تأتي في إطار الجهد المصري المبذول لإيجاد مخرج للمشكل الليبي القائم، وفي تصوري الدبلوماسية المصرية تحاول تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية للدخول بتصور عملي لإنهاء الصراع، وإيجاد حل يرضي كل الأطراف، فمنذ أيام قليلة زار رئيس المجلس الرئاسي القاهرة والتقى بالمسؤولين المصريين، وكذلك وفد من المجلس الأعلى للدولة وأعضاء مجلس النواب وكذلك سلسلة لقاءات مع العديد من السياسيين والإعلاميين الليبيين. 
وأشار الأمين العام للتجمع الوطني الليبي إلى أن دول الجوار تحاول الخروج من مأزق المادة الثامنة للاتفاق السياسي، وتتشاور مع كل الأطراف للوصول إلى مخرج مناسب يضمن الحفاظ على المؤسسة العسكرية الليبية، وهذا يتطلب اجتماع للجنة الحوار، ومن ثم إعادة فتح الاتفاق السياسي مجددًا، ومعالجة هذه الفقرة وهذا بحاجة إلى مزيد من الجهد والوقت أيضا الذي لا يخدم تسوية الأزمة، وتسعى دول الجوار إلى تمرير هذا المادة بضمانات تقدمها للجيش الليبي وقيادته ويلتزم الرئاسي بهذا الاتفاق، لا سيما وأن اجتماع لجنة الجوار بات صعبًا لكثير من الاعتبارات آخرها تغيير لجنة حوار البرلمان في آخر جلسة له.
ويرى الدكتور محمد ابوراس الشريف المحلل السياسي الليبي، أن زيارة حفتر للقاهرة والتي تتزامن مع اجتماع وزراء خارجية دول الجوار اليوم السبت بالقاهرة، تتعلق بتذليل العقبات أمام تنفيذ الاتفاق السياسي والمعروف باتفاق الصخيرات وتهذيبه ليكون مقبولا من كل الأطراف في ليبيا.
وأضاف الشريف: "أعتقد أن المشير حفتر بحث بالقاهرة نتائج اجتماعه مع العسكريين الروس على متن حاملة الطائرات الروسية أدميرال كوزنيتسوف، التي وقفت بجوار السواحل الليبية قبالة مدينة طبرق الأسبوع الماضي.
وأشار الشريف إلى أن نتائج المشاورات السابقة التي أجرتها القاهرة مع العديد من ممثلي أطياف السياسية الليبية كانت محورًا في لقاء المشير حفتر بالمسئولين المصريين، بهدف تحقيق التوافق الوطني بتفعيل اتفاق الصخيرات بعد تعديله، بما يحقق حل نهائي للمشكل الليبي، واستعادة الدولة الليبية بكامل مؤسساتها في ظل وجود جيش وطني قوي بقيادة المشير خليفة حفتر يضمن تحقيق الأمن والاستقرار وقادر على حماية حدود الدولة الليبية.