الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

خطيب بالدقهلية: جنودنا ضربوا أروع الأمثلة على الكرم بالنفس

الشيخ نشأت زارع
الشيخ نشأت زارع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، خلال خطبة الجمعة الموحَّدة، بعنوان "الكرم فى المال والنفس"، أن الكرم صفة ذاتية لله عز وجل، فهو الكريم والجواد والمعطي والمُنفق "يا أيها الانسان ماغرَّك بربك الكريم"، "اقرأ وربك الأكرم".
وأضاف: "الله قد ضرب مثلًا للإنفاق والكرم، بالأرض فقال (مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)، فالأرض لا تكذب، أنت تضع فيها تقاوى بسيطة تنتج لك أطنانا من الغذاء، فهى صادقة لا تنافق ولا تمتنع عن العطاء والكرم، هذا اليقين أنت تُعاينه وتلمسه وتجرِّبه بنفسك، وكذلك ما تنفقه فى وجوه الخير والعمل الصالح لن يضيع أبدًا وتكون على نفس اليقين مع الأرض، مع الله الذى لا يُضيع أجر من أحسن عملًا".
وتابع: "الكرم أنواع، أعلاه مكانة الكرم بالنفس، أي أغلى ما يملك الإنسان، وهذا مثال لسيدنا إبراهيم أبي الأنبياء الذى أُلقي في النار، وكرمه لمّا قدَّم ولده للذبح امتثالًا لأمر الله، وكرم إسماعيل لمّا أخبره الخليل أنه سوف يذبحه امتثالًا لأمر الله، قال: سمعًا وطاعة لأمر الله. هذه أمثلة للجود والكرم بالنفس بأغلى ما يملك الإنسان".
وتابع: "هناك مثال حي واقعي نراه يوميًّا فى بطولة وتضحية وفداء نحسدهم عليه من جنودنا الأبطال الذين يدافعون عن مصر، عن الوطن والعِرض والشرف، وكل يوم نودِّع منهم أبطالًا إلى جنات الخلد فى شرف وتضحية، وهذا وعد الله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأَنّ لَهُمُ الجَنّةَ يُقَاتِلُون في سَبيل اللهِ فَيَقْتُلُون وَيُقْتَلُون وَعْدًا عَلَيْه حَقًّا في التّوراة والإنجِيل وَالقُرآن وَمَن أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الّذى بَايَعْتُم بِه وَذَلكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
وأكمل: "وعد الله فى كتبه السماوية الثلاثة: التوراة والإنجيل والقرآن، وصوّر لنا المشهد فى صورة بائع ومشترٍ وسلعة، فالبائع هو الإنسان المؤمن بقضيته والواثق فى يقين الله، والمشتري هو الله، والسلعة الجنة، وهذا ينطبق على جنودنا الأبطال من الجيش والشرطة الذين يستشهدون يوميًّا لحماية تراب هذا البلد ".
وأضاف: "ومن مجالات الكرم إكرام الضيف، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فليكرم ضيفه)، وكان خليل الله إبراهيم كريمًا مِضيافًا عندما يأكل طعامه يبحث عن ضيف ليأكل معه، وفى إحدى الليالي شديدة البرودة أوقد نارًا أمام خيمته، وجهّز طعامه، وانتظر ضيفًا ليأكل معه فمرّ عليه رجل كبير عجوز فقال له الخليل هلا أضيفك، فجاء معه، وعندما بدأ الرجل أكل الطعام لم يتفوه ولم يتكلم فقال له إبراهيم: هلا ذكرت اسم الله فقال له: ومَن الله؟ قال: الذى خلقنى وخلقك وخلق السموات والأرض، فقال: ليس هناك شيئ اسمه الله، أنا أعبد هذه- وأشار إلى النار؛ لأنها هى التى تحرقنى، أما الله فأين هو، فنهَره إبراهيم وطرَده، وقال: لا يُسجد فى خيمتى إلا لله، فأوحى الله إلى إبراهيم أنه أباه عبد النار سبعين سنة، واحتمله، وهو لم يحتمله ليلة، فخرج إبراهيم يبحث عنه وردّه وقال له: لقد عاتبنى فيك ربي".
وأوضح أنه مِن كرم الرسول أنهم ذبحوا شاة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بقي منها؟" فقيل له: ما بقي منها إلا كتفها، قال: "بقي كلها غير كتفها".
وتابع: "من مجالات الكرم أيضًا أن يكرم المرء والديه وزوجته، وهذا من الكرم الذى أوجبه الله تعالى: (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين )، فليس من المروءة أن يكون لك والدان وزوجة ولا تكرمهم".
وقال: "من مجالات الكرم إطعام البطون الجائعة وكسوة الأجساد العارية وإيواء النسمات المشرَّدة وكفالة الأيتام وإيواء اللاجئين وتخفيف آلام المرضى وتعليم الجاهلين وتشغيل العاطلين، كل ذلك يُرضِي لله تعالى، وحاتم الطائى كان رجلًا كريمًا يُضرَب به المثل فى العرب بالكرم والجود فهو من أكرم العرب فى الضيافة والكرم، والمجتمع الإسلامى الذى ينتشر فيه الجود والكرم وسدّ حاجات الناس والإنفاق والتيسير على المُعسرين هو المجتمع الذى يسوده الحب والود والإنسانية، والعتب كل العتب والوعيد على فئة من الناس رزَقها الله مالًا ولم تراعِ حق الله فيه وتعيش مُصابة بالأنانية وحب النفس، لا ينظر حوله إلى أصحاب العوز والحاجات: "وآتوهم من مال الله الذى آتاكم".