الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

الفنان أحمد آدم في حواره لـ"البوابة ستار": من يهاجم "القرموطى فى خط النار" إرهابي.. وأسعى لتقديم أعمال فنية تخلد اسمى وليست للتكرار.. وأشكر الجيش والشرطة لمساعدتهما فى خروج الفيلم للنور

فى انتظار إجازته من الجيش

الفنان أحمد آدم في
الفنان أحمد آدم في لقطة من الفيلم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«القرموطى» عرفه محبوه بهذه الشخصية، يراه كثيرون فنانا مثقفا، ثائرا يعتمد على السخرية فى أسلوبه لمناقشة الأزمات والأوضاع فى أعماله، بداية من مسلسل الأرض، مرورا بـ«فيلم هندى» وصولا إلى «معلش احنا بنتبهدل»، إنه أحمد آدم أحد أبرز وأهم أبناء جيله.
مؤخرا، قرر مواصلة طريقته فى مناقشة مشاكل أمته التى برزت مؤخرا، وبدت واضحة فى ظهور العديد من التنظيمات الإرهابية، التى اختار معالجتها فى فيلمه الأخير «القرموطى فى خط النار».. ليواصل سلسلة أعماله الفنية البارزة التى لا ينساها جمهوره لارتباطها بأخطر الظواهر فى المجتمعات العربية على مختلف مستوياتها، وإلى نص الحوار:
■ لماذا كان كل هذا الغياب عن السينما؟
- الفترة السابقة مررنا جميعًا بظروف عصيبة، فلم تكن أحداثا عادية بل كانت عاصفة كبيرة جدا من الأحداث المتلاحقة والمتتالية والخطيرة والمصيرية بالنسبة للجميع، ولم يكن بالإمكان أن أقدم أى عمل فنى بها خاصة أن الإنتاج الفنى توقف بشكل شبه تام فترة كبيرة ليس بمصر فقط ولكن بجميع الدول التى تضمنها ما يسمى بالربيع العربى، حتى المسرح لم يكن فى الإمكان أن يتم تقديم عرض مسرحى فى وجود اضطرابات سياسية وأمنية، فبعد تجهيز البروفات يتم تأجيل العمل، ولم يسعنى سوى الاكتفاء بالمشاهدة لما يجرى بمصر والبلاد المحيطة، ولم أقدم سوى برنامج «بنى آدم شو» الذى سمح لى بمتابعة الأحداث والتعليق عليها وتحليلها من وجهة نظرى.
■ قررت أن تضحك العالم على شىء يخشاه فما الرسالة التى يحملها الفيلم؟ وما القضية التى يناقشها؟
- الفيلم يحمل العديد من الرسائل المغلفة بالمواقف والمفارقات الكوميدية لتصل بسهولة إلى جميع الفئات الاجتماعية والمراحل العمرية، بجانب أنى أطمئن المشاهدين بألا يخشوا هذا الوحش المزيف الضعيف والهش، وأعتقد أن الشعب المصرى لا يخشى هذه الجماعات فقد واجهت مدينة بورسعيد بمفردها ثلاث دول عظمى أثناء العدوان الثلاثى على مصر، وانتصرت عليها فما بالك ببضعة مسلحين، فالمصريون لا يخشون شيئًا، وباعتبارى «كوميديان» فليست الجدية والتراجيديا طريقى فى مناقشة قضية ما، وقضية الفيلم الحقيقية هى أن الإرهاب أصبح سبوبة وليس عقيدة أو فكرا ومنهجا، فأغلبهم من جنسيات أجنبية وهذا ما يتضمنه الفيلم، فهو وظيفة دموية مربحة جدا لبعض المرتزقة الأجانب.
■ كم وصلت تكلفة فيلمك الجديد؟
- التكلفة تجاوزت أربعة ملايين جنيه بسبب تعدد مواقع التصوير والأدوات والأسلحة، ولم تبخل شركة الإنتاج وأحمد السبكى على الفيلم بسبب حجم المؤثرات البصرية والتقنية التى تطلبها الفيلم، وبدأنا التصوير فى شهر مارس من العام الماضى ليتم عرض الفيلم فى عيد الأضحى الماضى، ولكن انشغالى بالبرنامج ضاعف أزمة التأجيلات أثناء التصوير، وانتهينا منه قبل أيام بالرغم من أن عدد أيام التصوير الفعلية لم يتجاوز الـ ٢٥ يومًا، بالإضافة إلى أنه كان هناك فيلم «القرموطى والتوريث» قبل «القرموطى فى أرض النار» وتعاقدت عليه بالفعل عام ٢٠٠٩، وكان يناقش عملية توريث الحكم التى كانت ستتم فى مصر بشكل كوميدى وكان يستعرض أهم السلبيات فى عهد مبارك، ولكن بعد الثورتين تم تأجيل العمل إلى أجل غير مسمى.
■ أين تم تصوير المشاهد الخارجية وهل واجهت صعوبات أثناء التصوير؟
- مناطق متعددة مثل العين السخنة ومرسى مطروح والسلوم والساحل الشمالى وبعضها فى المناطق الصحراوية القريبة من القاهرة، أما بخصوص الصعوبات فجميع الأعمال الفنية حاليًا بها صعوبات، ولكن الصعوبات الحقيقية التى واجهتنا أثناء التصوير كانت تكمن فى مناطق التصوير التى كانت على الحدود الليبية، خاصة أن الفيلم عن داعش، وكان من الممكن أن تظن قوات حرس الحدود أننا عناصر داعش ويدعم هذه الظنون السيارات والأعلام السوداء والأسلحة فتتم إبادتنا، لكن كانت تصاحبنا حراسات مشددة، ويتم استخراج العديد من التصريحات من الجهات الأمنية سواء القوات المسلحة أو الشرطة اللذان أظهرا تعاونا شديدا وأقدم لهم جزيل الشكر على ما قدموه.
■ هل تدخلت فى السيناريو ووضعت لمساتك؟
- الفيلم من تأليفى وأنا صاحب الفكرة، والموضوع تم سرده من وجهة نظرى وطريقة تناولى للقضية ولكن لا أكتب ذلك فى العمل، فكنت أجتمع مع محمد نبوى وعلاء حسن وانضم لنا المخرج أحمد البدرى فتكونت ورشة عمل جماعية تم من خلالها تنقية الموضوع وتجسيده فى إطار الشخصية والفكرة المطروحة، واستغرقت مراحل التحضير وتجهيزات السيناريو العام والنصف، وهذا ما يتم عامة فى جميع أعمالي.
■ ما هى الرسالة التى توجهها لمن طالبوا بوقف عرض الفيلم؟
- بشأن الأشخاص الذين طالبوا بوقف الفيلم بحجة أنه يسىء إلى محافظة مطروح فقد اعتذروا لنا بعد أن حضر وفد من أهالى مطروح وتم عرض الفيلم لهم، ومن المقرر أن يتم تقديم اعتذار رسمى فى الصحف التى نشرت الخبر وإن لم يحدث سيتم اتخاذ إجراءات أخرى تجاههم خاصة أن الفيلم يناقش قضية الإرهاب والجماعات المسلحة ويظهر دمويتهم وجهلهم، فلماذا يطالبون بإيقافه، وهناك الكثير من علامات الاستفهام على هذا الأمر فبداية من نشر الموضوع أولًا بقناة العربية التى سبق أن لفقت لى تقرير حلب السورية، مرورًا بمطالبات الإيقاف غير المبررة، ولا أعرف سببا لهذا التصيد، وفى هذا التوقيت تطالب بإيقاف فيلم يحارب الإرهاب؟ وهل هذا مقصود؟، وأعتقد أن أى شخص يطالب بمنع فيلم يحارب الإرهاب إرهابى.
■ صناع السينما فى العالم يتجنبون تقديم أفلام عن داعش فلماذا تحمست للفكرة؟
- هوليوود لم ولن تقدم أفلاما عن داعش لأنهم من صنعوها، وتناولها فى أعمال فنية سيقلل من هيبة هذه الجماعات المسلحة التى تقوم بمذابح وتتفنن فى طرق الإعدام لدرجة أعادتنا إلى أجواء محاكم التفتيش فى العصور الوسطى، وبصفتى مواطنا مصريا أعلن أنى لا أخشى داعش أو غيرها، وعندما يقترب الخطر سترى الـ ٩٠ مليونا تحولوا لفدائيين، والشعب المصرى هو ظهير لجيشه ويدعمه دائمًا فلو استطاع الدواعش دخول مصر ما كانوا انتظروا كل هذا، ونجاحهم فى دول مثل العراق وسوريا وليبيا يرجع لتفتيت داخلى سابق بهذه المجتمعات ونتائج متوقعة لشعوب تخلت عن جيوشها، وأعتقد أن نهاية الدواعش ستكون على أيدى الفراعنة مثلما حدث لسابقيهم من الهكسوس والتتار والحملات الصليبية وغيرها.
■ لم يسبقك أى فنان فى تقديم مثل هذه الأفلام فلماذا تختار هذا الخط من الكوميديا؟
- أنا دائما أحب تقديم كل ما هو جديد بأسلوبى المختلف وإلا فما الهدف من تكرار أعمال وأفكار الآخرين وما الجدوى من وجودى أصلا، وإذا اقتنعت بفكرة ما أستطيع أن أحارب من أجلها بجانب أنى أفضل مواجهة الطاغية وهو فى أوج قوته وليس بعد انهياره كما يفعل الآخرون، فهذا ليس من الشجاعة الأدبية والفنية.