رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رئيس البرلمان الأوروبي وظل بيرلسكوني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عمت الأوساط السياسية الأوروبية حالة من الامتعاض إزاء انتخاب الإيطالي "أنطونيو تاياني" رئيسا للبرلمان الأوروبي حتي وصفه العديد من المحللين والصحفيين علي أنه رجل بيرلسكوني –رئيس الوزراء الايطالي الأسبق الشهير بفضائحه الجنسية وعمليات التهرب الضريب والعلاقات المريبة مع المافيا والتي علي أثرها حكم عليه بالشغل العام نظرا لكبر سنه والمنع من تولي وظائف عامه.
تاياني شغل موقع مفاوض أوربي من سنوات ،من قبله مستشارا لـ"بيرلسكوني" للشئون الأوروبية، عضو حزب الشعب الأوربي «تكتل أحزاب اليمين الأوربية ووسطها» والذي أصبح مهيمنا علي المؤسسات الأوروبية الثلاثة والهامه عبر دونالد توسك البولندي رئيس المجلس الأوروبي ،والمفوضية الأوروبي الممثلة برئيسها جان كلود يونكر من لكسمبورج .
ذلك أدي لاعتراض حزب الاشتراكيين الأوربيين «تكتل الأحزاب الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية» ووصفه لانتخابه بالصفقة التي عقدها الشعب الأوربي مع كتلة الليبراليين، خارقا بذلك التفاهم الذي جري منذ عاميين ونصف بتقاسم السلطة بداخل المؤسسات الأوروبية مع حزب الاشتراكيين.
البلغاري سيرجي ستانيشيف رئيس حزب الاشتراكيين الأوربيين توعد اليمين الأوربي بصدام محتمل لدي اهدار قاعدة العدالة الاجتماعية التي يكافح الاشتراكيين الأوربيين لإرسائها بالمجتمعات الأوروبية وكذلك توسيع الحقوق المدنية للمواطنين الأوروبيين.
هكذا وبهذه الصفقة تمكن تاياني الذي حصل بالانتخابات علي 351 صوت مقابل 282 صوت للاشتراكي مواطنه الايطالي جاني بيتيلا.
تياني البالغ من العمر 63 سنه مارس العديد من المهن كضابط بسلاح الإشارة، ثم صحفي برلماني، ثم مذيعا للأخبار بمحطة راديو"ريا 1" الإيطالية، إلي متحدث لحكومة بيرلسكوني عام 1994 ،ليعود عام 2008 بحكومة بيرلسكوني الثالثة لتولي منصب نائي رئيس المفوضية الأوروبية لقطاع المواصلات خلفا لفرانكو فراتيني الذي عينه بيرلسكوني وزيرا للخارجية وقتها، ومن عام 2010-2014 نائبا لرئيس المفوضية لقطاع الصناعة والبيزنس .
اتهم العام الماضي 2016 بتورطه في فضيحة "شركة فولكس فاجن الألمانية لصناعة السيارات " بسبب ارتفاع الأضرار الناجمة عن استخدام الديزيل كوقود بالسيارات المنتجة وتأثيرها علي البيئة، وهو مارد عليه بأن الشركة تلاعبت بالنصب في السوفت وير لإخفاء هذه الأضرار ومعالمها.
بالطبع هذه الفضيحة تركت بقعه وعلامة استفهام حول عمولات ورشاوي تم تقاضيها ؟!زومن جديد يعود تاياني في انتخابات 2014 لنواب البرلمان الأوربي ثم اختياره مرة أخري نائبا ليونكر ضمن 14 نائب له .كثيرين يتحدثون بالمؤسسات الأوروبية ويهمسون عن تاياني وسمعته ،بل بكثرته في الكلام دون فائدة منه وهو ما يسمي بالثرثرة الصاخبة لجذب الأخرين واهتمامهم.
تاياني علي النقيض من سابقه الاشتراكي مارتين شولتز الذي عمل علي اعلاء شأن البرلمان الأوربي ولسماع صوته طيلة سنتان ونصف من مايو 2014 .
بصفقة انتخاب تاياني هيمن اليمين الأوروبي علي مقدرات 28 دوله الأعضاء بالاتحاد .يبقي انتظار رد الاشتراكيين واليسار للفترة القادمة في ظل المتغيرات الدولية المتواترة والتي أثبتت بفشل سياسات النيو ليبرالية الأوروبية.