ألقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، محاضرة في الإدارة العامة لرئاسة قوات الأمن المركزي بمنطقة الدرّاسة، تحت عنوان "كيفية التعامل مع الأزمات"، حيث تناول فيها الكثير من الموضوعات، خاصة الممارسات الخاطئة أثناء الأزمات من بعض المسئولين والمواطنين وسبل علاجها.
في بداية كلمته قال وكيل الأزهر: إننا جميعًا نحمل مهمة واحدة هي حماية المجتمع من براثن الفكر المتطرف، فرجال الجيش والشرطة يواجهون النار بصدورهم في سبيل تحقيق الأمن للمواطنين، ونحن في الأزهر الشريف نواجه ذلك الفكر ونحاول تفكيكه من جذوره، مؤكدًا أن الجيش والشرطة تحمّلا الكثير وما زالا يقومان بدور كبير في مواجهة المحاولات المُفلِسة من القائمين على الفكر المتطرف، مؤكدًا أنه بفضل تضافر جهود المؤسسات المعنية فقد قُطع شوط كبير في مواجهة هذا الفكر، وسيعود الأمن لمصرنا وللمنطقة بأسرها.
وشدَّد على أن استهداف رجال الشرطة والجيش القائمين على أمن الوطن وحماية حدوده، دليلٌ واضح على خِسَّة مرتكبي هذه الأعمال الجبانة وتجرُّدهم من أدنى درجات الوطنية والإنسانية، فضلًا عن جهلهم بتعاليم الدين الإسلامي وأحكامه السمحة، وهو ما يتطلب التعامل بكل حزم مع هؤلاء المغيَّبين، وضرورة تكاتف مؤسسات الدولة وتكثيف جهودها للقضاء عليهم أمنيًّا وفكريًّا، مُشيدًا بالضربات الأمنية الناجحة خاصة الضربات الاستباقية من قِبل القوات المسلحة والداخلية في مواجهة تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية، مؤكدًا أن صلابة الدولة المصرية وشجاعة قواتها واستبسالهم تُعَدّ العامل الرئيسي في منع الإرهابيين من النَّيل من أمن الوطن وتحقيق أغراضهم الخبيثة.
وأوضح أن مصر تعرضت لعدة مشكلات اجتماعية وسياسية وأمنية على مدار التاريخ، لكن الراصد والناظر بتمعُّن لتعامل المجتمع ككل، مع تلك الأزمات، يجد أن تعاملنا معها لا يتم بطرق صحيحة في الغالب، بل يتم التعامل معها بما يزيدها صعوبة وتعقيدًا، وليس أَدلَّ على ذلك من التعامل مع أزمة ارتفاع الأسعار الحالية.
وأضاف وكيل الأزهر أن الأزمة الحقيقية تتمثل في الممارسات الخاطئة في التعامل مع الأزمات، مشيرًا إلى أن مواجهة ذلك تتطلب نشر الفكر والثقافة الصحيحة حول مفهوم التعامل مع الأزمات، ومواجهة الحصار الدولي الذي تفرضه بعض الدول لتدمير اقتصادنا، موضحًا أن هناك علاجًا فكريًّا خاطئًا من قِبل بعض المحلِّلين الذين يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء في كل شيء، ما تسبَّب في تضليل المواطنين وتوجيههم نحو القول بفساد بعض المسئولين كحلٍّ جاهز لعلاج الأزمات دون طرح حلول واقعية وبيان الأسباب الحقيقية للأزمة.
