السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

دواء الرحمة.. الإعلان عن 3 عقاقير جديدة لعلاج الأورام السرطانية.. 100 ألف دولار ثمن الحقنة.. دراسات: فاعليتها أقوى وآثارها الجانبية أقل من الكيماوي.. خبراء: تمنع الورم من الاختباء وتنشط الجهاز المناعي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل يوم أمل جديد يُولَد، الإعلان عن ثلاثة عقاقير جديدة لمواجهة وعلاج الأورام السرطانية والخبيثة، مشكلتها فقط سعرها الباهظ والمكلِّف "100 ألف دولار ثمن الحقنة الواحدة"، الدواء لم يدخل مصر بعد، فاعليته "أقوى" بحسب دراسات، وآثاره الجانبية أقلُّ من الكيماوي بمراحل، دوره يمنع الورم من الاختباء وينشِّط الجهاز المناعي؛ ليغزو ويقتل المرض اللعين.. 



وكشفت الجمعية الدولية لأورام الثدي عن إطلاق 3 أدوية جديدة للعلاجات المناعية؛ لعلاج أورام الرئة، الجلد الصبغية، والمسالك البولية، والكلى، والرأس والرقبة، وأورام الغدد الليمفاوية، في انتصار جديد للأبحاث العلمية؛ للقضاء على أورام الجسم المختلفة، وقالت الجمعية: إنه سيتم لأول مرة وبالتعاون مع 3 جمعيات دولية، وضع خطوط استرشادية لاستخدام العلاج المناعي للأورام في العالم ومصر، بدلًا من العلاج الكيميائي.
وأكد الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام ورئيس الجمعية، أن نتائج الدراسات الحديثة أثبتت تفوق 3 أنواع جديدة من العلاجات المناعية في علاج الأورام، منها عقاقير النيفولوماب، والبيمبورو ليزوماب، والأتيزوليزوماب، في علاج أورام الرئة تفوقت على العلاج الكيميائى، مما يزيد نسب الشفاء بآثار جانبية أقلّ، بالإضافة إلى صعوبة الانتكاسة في المرضى الذين أبدوا استجابة لهذا العلاجن ما يحقق نقلة نوعية كبيرة في علاج الأورام بشكل عام.

ويضيف الدكتور أسامة طه، أستاذ جراحة وعلاج الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة، أن العلاج المناعي أحدث نقلة نوعية كبيرة ومتطورة في مجال علاج أورام الرأس والرقبة والقولون باستخدام أجسام مضادّة موجَّهة لعلاج الورم.
ولفت طه إلى أن فكرة العلاج عبارة عن مهاجمة الورم بدقة شديدة، حيث تُوجَّه العلاجات على أجسام مضادة تتواجد فى الورم نفسه أو تمنع الورم من الاختباء أو الاختفاء خلف أجسام مضادّة وتسهِّل للجهاز المناعي مقاومته، موضحًا أن الأورام تنتج بعض المواد تمنع الجهاز المناعي من مواجهتها، وأن العلاج المناعي ينشط الجهاز المناعي ويغزو الورم ويقضي عليه قائلًا: "هذه نقلة كبرى في العلاجات الجديدة".
وتابع أستاذ جراحة الأورام أن فاعلية هذه العلاجات عالية، وآثارها الجانبية قليلة، مقارنة بالعلاج الكيماوي، لكن هذه العلاجات عيوبها أنها باهظة الثمن وتمثل عبئًا كبيرًا على الدول المنتِجة لها، فى أمريكا مثلًا تصل الجرعة للعلاج المناعي إلى 100 ألف دولار، وهناك علاجات مناعية مركَّبة لبعض الأورام قد تصل للمريض الواحد بما يقدر بمليون دولار، مشيرًا إلى أنه لا بد من التنويه والحرص على أننا لن نستطيع الترويج بأن هذه العلاجات ستتوافر فى مصر بسهولة؛ لأنها غالية الثمن جدًّا، والشركات التي تنتجها ترفض إدخالها البلاد. 



وكشف الدكتور فاروق حجاج، أستاذ علاج الأورام والطب النووى، أن العلاج المناعي للأورام طاقة أمل جديدة للمرضى، موضحًا أن العلاج ما زال حتى اليوم تحت التجارب، والتجارب التى أُجريت عليه فى المعامل فقط أثبتت فاعليته، ولم تُجْرَ له تجارب على المرضى، مضيفًا أنه عندما تثبت فاعليته ويسجل فى منظمة الغذاء والدواء الأمريكية سيدخل مصر بالتأكيد، لكن بعد انخفاض سعر الدولار.
وأضاف حجاج أن هناك أدوية موجَّهة لأورام الرئة، العلبة منه بها 30 حقنة، سعرها كان بـ35 ألف جنيه، وبعد ارتفاع سعر الدولار أصبح سعرها 70 ألف جنيه تقريبًا، لكن العلاج المناعي سيكون أغلى بكثير من ذلك، موضحًا أن العلاج المناعي يقصد الورم مباشرة ويتخطى الأنسجة الأخرى، فيما يظل السؤال: ماذا عن تأثير وتركيب هذا الدواء كيميائيًّا؟ 


ويردُّ الدكتور على عبدالله، مدير مركز البحوث والدراسات الدوائية والإحصاء، ويقول: إن الهندسة الوراثية والتجارب على الخلايا الحية أسهمت فى تطور هائل بصناعة الدواء عالميًّا، بدلًا من الصناعة التقليدية الكيماوية للأدوية؛ لزيادة مفعولها أو تقليل آثارها الجانبية، وقد ظهر ذلك واضحًا فى تطور صناعة الإنسولين وحصوله بشريًّا بدلًا من الإنسولين الحيواني، لكن الأكثر ظهورًا هو الأدوية الحديثة لعلاج السرطان، بدلًا من التقليدية، وظهر ما يُعرَف بالأدوية الموجَّهة، أي التي يتم توجيهها إلى مكان محدد ومُصاب بالسرطان داخل الجسم؛ لتفادي تأثير الدواء السلبي على باقى الجسم، ثم ظهر جيل جديد يُعرَف بالأدوية المناعية "monoclonal antibody drugs"، ويتم الحصول عليها عن طريق حقن فئران التجارب بمواد معينة تحث جهاز المناعة لها بتكوين أجسام مضادة، ثم عزل هذه الخلايا ودمجها بخلايا سرطانية معينة ومعمليًّا؛ للحصول فى النهاية على هذه الأدوية والتى عند حقنها أو تناولها فى جسم الإنسان تُوجَّه إلى الخلايا السرطانية المحددة، ثم التعامل معها؛ لوقف نموِّها دون التأثير على باقى الخلايا السليمة؛ منعًا للآثار الجانبية يحدث ذلك عبر طرق متعددة، منها أنها تجعل الخلايا أكثر وضوحًا للجهاز المناعى للمريض الذى بدوره يهاجمها أو أنها تحمل عناصر إشعاعية أو أدوية لوقف نمو الخلايا السرطانية.
وأضاف عبدالله أنه يوجد على سطح الخلايا العادية أو السرطانية مستقبلات لما يُعرَف بـgrowth factors دورها نمو الخلايا، إلا أن عددها يكون أكثر على الخلايا السرطانية، ومع العلاج الحديث يتم غلق هذه المستقبِلات على الخلية فيمنع نموّها، ومثال هذه الأدوية cetuximab ويُعرَف باسم erbitux يعالج سرطان القولون والرقبة، ويمكن أيضًا لهذه الأدوية أن تمنع الأوعية الدموية من توصيل الدم حاملًا الأكسجين والغذاء للخلايا السرطانية، ومثال لذلك Bevacizumab ويُعرَف باسم avastin وهو دواء شهير استُخدم مؤخرًا فى بعض أمراض العيون، وهناك أنواع تحمل ذراتٍ إشعاعية مثال ibritumomoab ويُعرَف باسم zevalin لعلاج مرض non_hodgkin's lymphoma.

فيما أوضح الدكتور محمد شعلان، أستاذ جراحة الأورام بطب القاهرة ومدير وحدة الوقاية بالمعهد القومي للأورام ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى، أن بعض هذه العلاجات تستخدم بالفعل فى مصر وفى العالم كله منذ فترة وليست اختراعًا جديدًا، وهناك جزء من هذه الأدوية الحديثة توفره الدولة للمرضى، رغم ارتفاع أسعارها، وخاصة العلاج الموجَّه لسرطان الثدي توفره الوزارة بالمجان، موضحًا أنه بدأت تثبت آثار هذه الأدوية الجانبية وهى أقل من العلاج الكيماوي وثبَت أن لها دورًا مهمًّا فى علاج الأورام.