الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

خوف إسرائيل من سقوط "حماس" في غزة دفعها للتحالف مع قطر وتركيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية مقالاً مثيراً للجدل حول قلق وخوف إسرائيل الشديد من سقوط حركة حماس في قطاع غزة، وبذلها جهودا حثيثة بمعاونة قطر وتركيا وإسماعيل هنية لحل أزمة الكهرباء في غزة وضمان استمرار حكم الحركة للقطاع.
وتجلت فكرة المقال الذي كتبه أليكس فيشمان، بعنوان "انتفاضة الكهرباء.. الغزيون ملوا حماس" في جملة "لقد نشأ وضع وجدت فيه إسرائيل نفسها في تحالف غريب مع تركيا وقطر، هدفه، في السطر الأخير، الحفاظ على حكم حماس".
وقال فيشمان: "عندما سار الآلاف من حركة الشباب يوم الخميس الماضي في شوارع جباليا في قطاع غزة وأطلقوا نداء المعركة في ميدان التحرير (الشعب يريد اسقاط النظام) ثار قلق في جهاز الأمن الإسرائيلي.. كان هناك إحساس بأننا نشهد ببث معاد (الربيع العربي) الذي يهدد هذه المرة نظام حماس".
وتابع: "كانت هذه المظاهرة، تعد الذروة في سلسلة من نحو 100 مظاهرة شعبية جرت في الشهر الأخير في القطاع منذ بدأت موجة البرد الشديد. وكان هذا الاحتجاج الشعبي الأكبر منذ صعود حماس إلى الحكم منذ نحو 10 سنوات فيما أن الخلفية هي ظروف المعيشة الآخذة في التدهور. وألصق صحفيون فلسطينيون لهذا الاحتجاج عنوان (انتفاضة الكهرباء)، وقد خلقت رموزا منذ الآن: فلسطيني أحرق نفسه في جباليا امام مكاتب جمعية خيرية وثلاثة أطفال صغار توفوا من البرد".
وأشار المقال إلى فزع "حماس" هذه المرة برغم اعتياد قادتها على الاضطرابات من الجمهور خلال فترات البرد الشديد في يناير والحر الشديد في أغسطس في ضوء نقص الكهرباء، إلا أن أحجام المظاهرات هذه المرة كان من شأنها أن تفسر للحظة كثورة. في دول المنطقة أشعلت أضواء حمراء: للمرة الأولى انكشفت الإمكانية الكامنة لإزالة حكم حماس من الداخل.
وأردف فيشمان "في قيادة حماس تخبطوا. رئيس الوزراء إسماعيل هنية، الذي يتواجد خارج البلاد منذ خمسة أشهر، والقيادة المحلية انقسموا بين أولئك الذين يعتقدون بأنه ينبغي السماح للمتظاهرين بالتنفيس وتوجيه الغضب نحو السلطة في رام الله، المسؤولة عن توريد السولار إلى محطات توليد الطاقة في غزة، وأولئك الذين ادعوا بأنه يتعين قمع المظاهرات بالقوة والآن. وكان القرار في هذه الاثناء، هو ترك الشارع ينفس عن إحباطه من السلطة (الفلسطينية) في رام الله".
وتابع "بالتوازي، وضعت الذراع العسكرية لحماس كتائب تحت أهبة الاستعداد حال خروج المظاهرات عن نطاق السيطرة، والحاجة إلى السيطرة على الشارع بالقوة. نحو 400 شخص اعتقلوا، في قسمهم الأكبر بتهمة التحريض في الشبكات الاجتماعية. وأطلق أفراد شرطة حماس والأجهزة المسلحة النار في الهواء لتفريق المظاهرات. كما اعتقل فايز أبوعيطة، من زعماء فتح في القطاع، ولم يطلق سراحه إلا بعد تعرض للضرب المبرح".
وأفاد كاتب المقال بأنه في هذه الأثناء يبدو أن حماس تنجح في اجتياز هذه الموجة بسلام. ولكن في أوساط مؤيدي الإخوان في العالم العربي هناك فهم بأنه إذا أنهارت حماس في القطاع، فستكون هذه نهاية تجربتهم السياسية الأهم: المكان الوحيد الذي وصل فيه الإخوان الحكم وبقوا هذا القدر الكبير من السنين هو غزة".
وقال "إذا انتهت هذه التجربة بالفشل، يمكن لهذا أن يكون نهاية حماس كعامل مؤثر في المجتمع الإسرائيلي، وليس صدفة أن هرع حكام أنقرة والدوحة -أسياد حماس في العالم الإسلامي- لتلبية نداءات الاستغاثة من هنية لإنقاذ حكمه، وضخ الأموال والسولار بكميات تسمح لسكان غزة باجتياز الشتاء في ظروف معقولة من 6 إلى 7 ساعات كهرباء في اليوم بدلا من 3 فقط".
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى نشوء وضع وجد فيه اسرائيل نفسها طرفا في تحالف غريب مع تركيا وقطر، هدفه، في السطر الأخير، الحفاظ على حكم حماس. فإسرائيل لا تتعاون فقط مع خطة النجدة التي نظمها هنية وتسمح بالتوريد الطارئ من هاتين الدولتين بل هي أيضا مورد الكهرباء الأكبر والأكثر أمانا للقطاع. وعليه، فإن حماس تتخذ جانب الحذر من استهدافها كعنوان لغضب الجماهير.
وأوضح فيشمان أن نحو 60 في المئة من الكهرباء التي تغذي غزة (1255 ميجا وات) يمر عبر عشرة خطوط من إسرائيل إلى القطاع. وإسرائيل بالمناسبة، بنت أيضا الخط الـ11 حتى القطاع والكفيل بزيادة كمية الكهرباء التي تبيعها شركة الكهرباء للقطاع، غير أن السلطة الفلسطينية ترفض السداد عن ربط الخط الجديد، ولهذا فهو ليس فاعلا.
وتابع "تتحرك السياسة الإسرائيلية بدافع الخوف من أن يؤدي سقوط حماس في هذه المرحلة إلى الفوضى في القطاع حيث يجتذب ليس فقط رجال داعش بل 14 منظمة مسلحة من أنواع مختلفة وعشرات العشائر المسلحة من داخل القطاع، ما سيجعل الحياة في جنوب البلاد لا تطاق. فضلا عن ذلك، طالما ظلت حماس مسيطرة في القطاع تستفيد القيادة الإسرائيلية الحالية من الانقسام في المجتمع الفلسطيني، بين غزة ورام الله، وبالتالي لماذا التخريب على ذلك؟".
واختتم فيشمان بالقول "غير أن الشارع الفلسطيني في القطاع مل. فالشعار الذي من خلاله سيطرت حماس على غزة (الإسلام هو الحل) فرغ من مضمونه. عشر سنوات من الحصار وحملة (الجرف الصامد) أوقعتا ضربة قاضية على احتمال تحسن شروط المعيشة هناك. (انتفاضة الكهرباء) هي ثورة في مهدها. مجرد إشارة لما سيأتي".