الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بين إطلاق القنوات والنقابة.. التنوع المطلوب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«عبدالناصر» كان محظوظا لأنه كان يتكلم والإعلام كان معه.. جملة وردت ضمن خطاب الرئيس السيسى خلال وضع حجر الأساس لتطوير قناة السويس تكرر المعنى مؤخرا فى مداخلة أجراها مع أحد البرامج فى حديث الرئيس عن الواقع الإعلامى الذى كان موجودا خلال حرب ١٩٦٧ وشهد اصطفاف الدولة والإعلام فى اتجاه هدف واحد مقارنة بالوضع الإعلامى بعد عام ٢٠١١. المعنى الواضح والدقيق وراء الجملة بالتأكيد لا يحمل إشارة الى سيادة الرأى الواحد فى الإعلام.. مثل هذا الإفك الملتوى تتدنى إلى مستواه فقط قنوات «الإخوان كوميدى»!!. الهدف وراء دعوة الرئيس إلى الإعلام هو الاصطفاف حول القضايا المصيرية التى تهدد وجود الوطن ويفتح خوض التكهنات حولها أبواب التشكيك فى مصر سواء سياسيا أمنيا أو اقتصاديا خصوصا حين يبلغ الأمر بين بعض المثقفين والكتاب - للأسف - تقييم الدعوة إلى الاصطفاف أنها مجرد مبرر من الدولة فى الوقت الذى تكتظ به إشارات الإعلام - سواء المقروء أو المرئى – نحو مواطن التقصير فى أداء الحكومة. الإعلام المصرى شهد تحولات مثيرة وسط أجواء الخلط سواء على صعيد الأداء أو الرسالة الإعلامية.. متعة تقمص البطولة والشهرة أطاحت بالمهنية.. لذة النجومية ألغت الفوارق بين إثارة قضايا حقيقية وإثارة الرأى العام. فى إطار هذه الحالة شهدت الفترة الماضية حدثين إعلاميين.. انطلاق مجموعة قنوات DMC التى نجحت فى ضم وجوه تمسكت بالمهنية الإعلامية بعيدا عن الادعاءات الزائفة التى حولت البعض من إعلاميين إلى «مهرجين». أبرز هذه الأسماء الإعلامى أسامة كمال والإعلامية إيمان الحصرى بكل نجاحهم فى الاحتفاظ بثقة وتقدير المشاهد عبر مختلف تجاربهم الإعلامية.. التزم دورهما بالتوازن المهنى سواء فى النقد الموضوعى أو ما يستحق الإشادة. ثقافة وقدرة أسامة كمال على مخاطبة الإعلام الغربى مهارة لم تستغل تماما حتى الآن رغم أهميتها إذ ما زلنا ندور فى دوامة تبادل الخطاب الإعلامى بين أنفسنا عبر عشرات المنابر.. الاختلاف الحقيقى الذى قد تُحدثه مجموعة القنوات الجديدة هو نقل الصوت المصرى والعربى إلى العالم استثمار وجود طاقة مهنية مثل أسامة كمال فى هذه الجزئية. ارتباط المشاهد العربى بالشأن المصرى وحرصه على تبادل الاهتمام قضية، أخرى يجب ألا تغيب عن أولويات القنوات الجديدة.. لتنطلق إلى آفاق أكثر شمولا بدلا من كونها مجرد قنوات محلية. صدور قانون نقابة الإعلاميين حدث آخر ننتظر أن يكون له دور إيجابى. تاريخ الإعلامى القدير حمدى الكنيسى يؤكد اهتماماته العربية.. من جهة أخرى الأحداث التى عصفت بدول المنطقة منذ ٢٠١١ دفعت بأعداد كبيرة من كتاب وإعلاميى عدة دول عربية (سوريا-اليمن-ليبيا- العراق) إلى الاستقرار فى مصر وممارسة رسالتهم الإعلامية منها لكن للأسف دون وجود أى كيان إعلامى يحتضنهم. من المؤكد أنه لا جدال حول أولوية احتفاظ نقابة الإعلاميين بخصوصيتها المصرية على صعيد كل الممارسات القانونية سواء فى تعيين مجلس الأمناء فى الانتخابات والاستفتاءات فى حال وجود قضايا تستدعى هذا الإجراء. هذه الأولويات فى الحفاظ على مصرية النقابة قانونا لن تتعارض مع مناشدة نقابة الإعلاميين ضم الإعلاميين العرب المقيمين فى مصر فى إطار شُعبة ضمن النقابة ومنحهم عضوية بصفة «منتسب» عليهم ما على الأعضاء من حقوق دون أن تمنحهم العضوية الحق بالمشاركة فى أى إجراء قانونى للنقابة. هذا العرف ليس مستحدثا بل يسرى فى أغلب النوادى الرياضية والاجتماعية التابعة لوزارة الشباب والرياضة فى مصر وفق قانون يحدده مجالس إداراتها. دور كبير فى عدم وضوح الرؤية حول مواقف محددة وما نتج عنه من «سحابات صيف» بين الدول العربية يقع على وسائل مخاطبة الرأى العام ظهور تنظيم نقابى بقيادة إعلامى قدير مثل حمدى الكنيسى بكل تاريخه المهنى قادر على أن يتحمل ضمن بنود أهدافه بناء هذا الجسر من التواصل المفقود حاليا رغم أهمية هذا الملف بحكم كل التحديات الأمنية السياسية الاقتصادية التى تشهدها المنطقة العربية. مصر تمضى نحو تحقيق مكاسب دولية وعربية لاستعادة قوة وتأثير دورها.. حقيقة لا يمكن إغفالها ولا فصلها عن أحداث مثل تدشين منابر أو كيان إعلامى ولا تقل فى أهميتها عن الدور المتوقع من القوانين الإعلامية التى تم إقرارها مؤخرا تحديدا فيما يتعلق بإشكالية انحدار مستوى الأداء الإعلامى وغياب المعلومة الدقيقة ما دفع العديد إلى اللجوء للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى التى لا تعتبر فقط أرضا خصبة للشائعات بل مصدرا قويا تعتمد عليه التنظيمات الإرهابية فى بث رسائلها الإعلامية.