الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

مرصد الإفتاء: هجوم الظواهري على الإخوان يكشف علاقة الجماعة بالإرهاب

دار الإفتاء
دار الإفتاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء، اليوم الثلاثاء، أن الصراع بين التنظيمات الإرهابية اشتد سُعاره، وأصبح كل تنظيم يحاول الصعود على أنقاض التنظيمات الأخرى، بل تدميرها بعد تشويه أهدافها، وأن هذا الصراع تَحوَّل إلى ظاهرة عدائية انتشرت بين تلك التنظيمات، والتي بدأت منذ انشقاق تنظيم داعش عن القاعدة وإعلانه رِدّة جماعة الإخوان وتكفيرها، ثم الاستخفاف بتنظيم القاعدة واعتباره خرج على خط الجهاد ولم يعد يمثل منظومة الجهاد العالمي.
وأضاف المرصد أن تصريحات زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الأخيرة تؤكد هذه الظاهرة، حيث هاجم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي، واتهمهم بأنهم من دُعاة التفريط في الدين والانزلاق في مهاوي العلمانية والدولة الوطنية والتخلي عن ثوابت العقيدة ومبادئ الشريعة.
ولفت إلى أن الظواهري قال، في شريط مصوَّر تحت اسم "احمل سلاح الشهيد": إن جماعة الإخوان أبحرت فيما سمّاه "مستنقع" إغراءات حكام الفساد والتبعية والمال الحرام، الذين يغرون ما وصفهم بـ"المجاهدين" بالسراب؛ ليتخلوا عن دينهم، ويفرقوهم إلى معتدلين يمكن التفاهم معهم، ومتشددين متطرفين يجب قصفهم.
وتابع أن الإخوان غرقوا في مستنقع الخيبة والخسارة، بعد أن أبحروا في هذا المسار، ولم يستفيقوا إلا في السجن أو على أعواد المشانق.
وأشار المرصد إلى أن تنظيم القاعدة يهاجم جماعة الإخوان؛ لأنهم– حسب وصفه– انخرطوا في عملية الديمقراطية التي يَعتبرها كفرًا وحكمًا بغير ما أنزل الله، وأنهم منافقون، ويغالطون أنفسهم؛ لأنهم أقروا بالشرعية الدولية واتفاقات الاستسلام مع إسرائيل والشراكة مع الولايات المتحدة.
وأوضح المرصد أن تنظيم القاعدة يحاول بشتى السبل أن يعود إلى صدارة المشهد وتأكيد صدارته مشروع الجهاد العالمي، حتى لو على حساب حلفاء الأمس، فرغم أن أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة كان عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين باعتراف الظواهري، ورغم أن مؤلفات سيد قطب هي التي أثّرت في فكر أيمن الظواهري ودفعته إلى تشكيل أول قوات للحركة الجهادية المعاصرة في مصر حتى أصبح زعيم تنظيم القاعدة، لكنه اعتاد شن حملات عدائية واسعة النطاق على جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها، بل أصدر العديد من المؤلفات والنشرات التي تتضمن هجومًا عنيفًا عليهم، بل وصل به الأمر إلى مطالبتهم بإعلان توبتهم علانية.
وأكد مرصد الإفتاء أن هذا العداء الشديد بين التنظيمات التي تزعم انتماءها للإسلام والدفاع عنه، يكشف مدى ابتعادها عن تعاليم الإسلام الحنيف، وأنها لا تتحرك إلا وفق مصالحها الضيقة التي لا ترتبط بالإسلام ولا المسلمين وفق سياسة ميكيافيللية انتهازية تسعى لتحقيق أطماعها والوصول إلى أهدافها بأي طريقة كانت.
وأضاف أن هجوم القاعدة على التنظيمات الأخرى يكشف استمرار الإشكاليات الداخلية في التنظيم، وتراجع قدرته على التحكم والقيادة بصورة أدت إلى تضاؤل إمكاناته في التعاطي مع التحديات المفروضة، خاصةً مع غياب القيادة الكاريزمية لأسامة بن لادن، ومن ثَمَّ يحاول الظواهري الظهور بمظهر الزعيم القوي الذي لا يخشى التنظيمات المنافسة، ومن جهة أخرى يكشف هذا الهجوم على الإخوان المسلمين عن العلاقة التي تجمع بين الإخوان المسلمين بالتنظيمات المتطرفة وحركات العنف المسلَّح، بدءًا من الجماعات التكفيرية، مثل التكفير والهجرة في السبعينيات، ومرورًا بتنظيم الجهاد، وحتى القاعدة وداعش.