الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالفيديو والصور.. "البوابة" تكشف ملابسات حادث "كمين النقب" في الوادي الجديد

حادث كمين النقب
حادث "كمين النقب"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهد كمين النقب الحدودي بمحافظة الوادي الجديد، مساء أمس الإثنين، حادثًا إرهابيًا، أسفر عن استشهاد 8 من رجال الشرطة، بينهم ضابط برتبة نقيب، وأصيب 4 آخرون في حادث هجوم جماعات إرهابية مسلحة علي الكمين.

تلقى اللواء عصام بدير، مساعد وزير الداخلية لأمن الوادي الجديد، بلاغًا يفيد بوصول 8 جثث لشهداء الشرطة من قوة تأمين كمين النقب، وإصابة 4 آخرين وتم نقلهم إلى مستشفى الخارجة العام.

وبدأت الواقعة الساعة 8 مساء، وهو موعد تبديل وتغيير النوبتجيات وأطقم الحراسة بالنقطة الأمنية واستغرقت العملية 6 دقائق فقط، حسب تصريح لمصدر أمني مسؤول.

وكشف المصدر، أن الهجوم على الكمين تم باستخدام أسلحة رشاشة وثقيلة محمولة على 3 عربات دفع رباعي، إحداهما كانت تحمل شعلة من النيران فوقها، ثم قام مجموعة من الملثمين بالنزول من سيارات الدفع الرباعي، وإبعاد الأهالي عن الكمين، وإطلاق النيران على رجال الشرطة وسيارة الإسعاف المتوقفة في نقطة إسعاف بجوار الكمين أعلى هضبة النقب الحدودية، مرددين كلمات "الله أكبر الله أكبر"، وفروا هاربين في المناطق الصحراوية والجبلية.

فيما أكد شهود عيان، من المسافرين على طريق الخارجة أسيوط بالوادي الجديد، أنهم شاهدوا عملية الهجوم على كمين النقب، بواسطة 3 سيارات دفع رباعي، حيث تعاملت القوات معهم، إلا أن الهجوم كان مباغتًا لانشغال قوات الأمن بالتصدي للسيارات التي دخلت الكمين وهاجمته

وأوضح الشهود، أن أفراد كمين النقب، أطلقوا استغاثات ضوئية تحذيرية، لطلب الدعم الأمني خلال التعامل مع الإرهابيين الذين قطعوا الطريق، وحذروا المسافرين من ترك مواقعهم، وهاجموا إحدى سيارات الإسعاف التي حاولت نقل المصابين.

وتابع أحد شهود العيان، أن المشهد كان مروعًا، بعد أن لاذ الجناة بالهرب إلى المناطق الجبلية، مؤكدين أن الكمين عبارة عن مبنى من دور واحد تعلوه 4 دشم حراسة، وبجواره مسجد صغير، وتم إحلال وتطوير الموقع بتركيب بلاط خرساني، وإضاءة مكثفة، بالإضافة إلى إنشاء حارات انتظار للسيارات، حيث لا يسمح بالمرور سوى لسيارة واحدة خلال التفتيش.

يقول موظف بالإسعاف - فضل عدم ذكر اسمه - إنه فوجئ بدخول أحد الملثمين عليهم النقطة صارخا فيهم "هل لديكم شرطي"، وكانت لهجته تميل إلى البدوية أو لهجة القبائل العربية، حيث بدأ الهجوم من خلال اقتحام 3 سيارات دفع رباعي لنقطة الإسعاف المجاورة للكمين من الخلف يمين الطريق واتجهوا مباشرة إلى أفراد الكمين وتبادلوا إطلاق النيران

وكشف مصدر أمني مسؤول، أنه تم العثور علي 3 قنابل يدوية بموقع الحادث وكميات كبيرة من فوارغ الطلقات النارية المستخدمة في الحادث، حيث تم الهجوم على محورين الأول علي أفراد الشرطة في نقاط وأبراج الحراسة، والأفراد المتمركزين داخل عربتي شرطة، تعرضتا للتدمير، بسبب وابل الرصاص الذي أصاب جسم السيارتين، فضلًا عن استشهاد من كانوا بداخلها متأثرين بجراحهما حيث فجر الإرهابيون رؤوس الجنود، داخل إحدى سيارات الشرطة، ما دفع إلي خروج مخ أحد الشهود على مقعد سيارة شرطة "بيك أب" كانت ضمن قوات تأمين الكمين

بينما أصيب شخصان من منفذي الهجوم، تمكن زملائهم من حملهم مباشرة علي سيارات الدفع الرباعي، وسادت حالة من الحزن الشديد بين أهالي المحافظة الوادي الجديد، بعد الهجوم الإرهاب على كمين النقب الأمني، وانتقل إلى موقع الحادث قيادات إدارة الأمن الوطني، وكل من مساعد وزير الداخلية لقطاع وسط الصعيد اللواء عبد الباسط دنقل، يرافقه اللواء عصام بدير مساعد وزير الداخلية لأمن الوادي الجديد، واللواء محمد سعد، مدير إدارة البحث الجنائي، والعميد عصام مهني، رئيس مباحث المديرية والرائد محمد إبراهيم، مدير مكتب مدير الأمن، وعدد كبير من القيادات الأمنية إلى موقع الكمين.

وتم الدفع بتشكيلات أمنية وتعزيزات لضبط الجناة من خلال تمشيط الصحراء والدروب الجبلية، بالتعاون مع قوات حرس الحدود ورجال القوات المسلحة البواسل والذين انتقلوا مباشرة لمؤازرة إخوانهم من رجال الشرطة عقب علمهم بوقع الحادث مباشرة.

وأسفر الحادث عن استشهاد 8، وإصابة 4 آخرون أسماء ومحافظات الشهداء كالتالي: «خالد ناصر عبد الرحمن - مجند من سوهاج، مصطفى علي أحمد - القوصية أسيوط، حسام حسن محمد - سوهاج، عزب السيد عوض محمود - أسيوط، مرزوق عطا أحمد جاد الرب - أسيوط، نقيب حازم أسامة - إسكندرية، محمود أحمد محمد - أسيوط، عبد السميع فنجري - ديروط أسيوط، بينما أصيب كل من: "محمد حسن أحمد، محمد إبراهيم دسوقي، أحمد عبد العزيز أحمد عبادي، أحمد شاهر أحمد".

جدير بالذكر أن كمين النقب، هو أكثر الأكمنة التي نجحت في ضبط الهاربين من أحكام، والمتهمين بحيازة مواد مخدرة، ويمثل الصمام الأمني بالغ الأهمية على طريق الخارجة أسيوط.

وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها التي يلجأ فيها الإرهابيون إلى تنفيذ عمليات وهجوم مسلح على أكمنة حدودية داخل العمق العمراني وبالقرب من العاصمة الإدارية للوادي الجديد، حيث إن معظم عمليات الإرهاب تتركز علي الحدود الغربية مع الجماهيرية الليبية ويتصدى لها رجال حرس الحدود.

ويعتبر هذا الهجوم هو الهجوم الأول من نوعه علي قوات الأمن بالوادي الجديد حيث إن الهجمات التي شهدتها المحافظة الفترة الماضية كلها كانت علي الأكمنة الخاصة بقوات حرس الحدود وبالتحديد في منطقة الفرافرة وفي الدروب الصحراوية والمناطق الصحراوية والمتاخمة للحدود الغربية المصرية مع الجماهيرية الليبية، حيث شهدت الأكمنة الأمنية التابعة لقوات حرس الحدود 3 هجمات إرهابية كان آخرها في الثلاثين من يونيو الماضي عشية الاحتفال بذكري ثورة 30 يونيو، حيث أسفر الهجوم عن استشهاد ضابطين الأول برتبة رائد، والثاني برتبة ملازم أول، و4 جنود اليوم في حادث تبادل لإطلاق النيران بمنطقة عين دلة بالفرافرة بين قوات الجيش وعصابات التهريب، أسفر عن إصابة وضبط 3 مهربين وتتنوع أعمال التهريب عبر الحدود الغربية ما بين السلاح الذي يصنف عند دخوله إلى مصر إلى سلاح خفيف ويتم تهريبه إلى وبيعه لأهالي الصعيد بينما السلاح الثقيل يتم تهريبه إلى الجماعات الإرهابية في سيناء كما يتم تهريب أقراص مخدرة وسجائر مسرطنة أو كما يطلق عليها البعض "الصيني" لبيعها بأسعار زهيدة أما الأفارقة لبيعهم كأعضاء بشرية في إسرائيل، وخلال الفترة الأخيرة تمكنت القوات المسلحة من فرض سيطرتها على الحدود الليبية المصرية بمحاذاة محافظة مرسى مطروح واستطاعت تحقيق نجاح كبير للحد من عمليات التهريب داخل هذه المنطقة من الصحراء الغربية ما دفع المهربين للاتجاه الإجباري جنوبا بامتداد الحدود الليبية المصرية بحثًا عن منفذ آخر لدخول بضاعتهم المهربة داخل دروب محافظة الوادي الجديد.

ويؤكد مصدر أمني أن هذه العملية وراؤها جماعات إرهابية مسلحة خططت للهجوم بشكل مدروس وتابعت خطط التامين للكمين ومنافذ الهروب عبر الدروب الصحراوية .