الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

70 دولة ومنظمة: حل الدولتين ينهي الصراع.. البيان الختامي لمؤتمر باريس حث الفلسطينيين والإسرائيليين على الالتزام والاعتراف بحدود 67.. ويحذر من نقل سفارة أمريكا إلى القدس ومن أي خطوات أحادية الجانب

 الرئيس الفرنسى «فرنسوا
الرئيس الفرنسى «فرنسوا أولاند»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت أكثر من سبعين دولة ومنظمة شاركت فى مؤتمر «باريس»، الذى عقد أمس، حول النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أن المجتمع الدولى لا يزال متمسكا بحل الدولتين، ولن يعترف بأى قرارات أحادية الجانب تتعلق بمسائل الحدود والقدس.
وفى البيان الختامى للمؤتمر، حث المشاركون فى المؤتمر، الفلسطينيين والإسرائيليين على «إظهار الالتزام بحل الدولتين والامتناع عن أى خطوات أحادية الجانب تستبق نتيجة المفاوضات خصوصا بشأن الحدود والقدس واللاجئين».
وأكد البيان أنه فى حال اتخذت خطوات من هذا النوع فإن المشاركين فى المؤتمر «لن يعترفوا بها».
ورحبت منظمة التحرير الفلسطينية بالبيان الختامى لمؤتمر باريس، «الذى أكد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي»، بحسب ما صرح أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة «صائب عريقات».
ودعا عريقات المؤتمر الذى استضافته فرنسا إلى «الاعتراف الفورى بدولة فلسطين على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية».
فى المقابل اعتبرت إسرائيل أن مؤتمر باريس «يبعد» فرص السلام.
وقالت الخارجية الإسرائيلية فى بيان «أن هذا المؤتمر الدولى وقرارات الأمم المتحدة تبعد فرص السلام، لأنها تشجع الفلسطينيين على رفض المحادثات المباشرة مع إسرائيل».
كما عبرت بريطانيا عن «تحفظاتها» ورفضت التوقيع على البيان الختامي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن بريطانيا كانت لها «تحفظات معينة» حول عقد المؤتمر فى غياب ممثلين فلسطينيين وإسرائيليين «قبل أيام من تنصيب رئيس أمريكى جديد»، وبالتالى فإن بريطانيا شاركت فى المؤتمر بصفة مراقب فقط.
وتزامن عقد مؤتمر باريس مع وصول حل الدولتين إلى المأزق بسبب تكثيف الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، كما أنه ينعقد قبل خمسة أيام من تسلم الرئيس الأمريكى المنتخب «دونالد ترامب» سلطاته وهو الذى كان أدلى خلال حملته الانتخابية بتصريحات مؤيدة تماما لإسرائيل.
وتجنب البيان الختامى الإشارة إلى كلام «ترامب» عن عزمه على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، إلا أنه تضمن «رسالة ضمنية إلى إدارة ترامب، حسب دبلوماسى فرنسي.
وفى حال اتخذ ترامب قرار نقل السفارة إلى القدس يكون قد تخلى عن موقف تاريخى للولايات المتحدة بهذا الشأن، كما يكون قد اتخذ موقفا يتعارض بشكل كامل مع قرارات الأمم المتحدة التى تؤكد أن الأراضى الفلسطينية ومن بينها القدس الشرقية هى أراض محتلة.
-استفزاز-
وذهب وزير الخارجية الفرنسى «جان مارك إيرولت» إلى أبعد من البيان الختامى عندما قال فى مؤتمر صحفى فى ختام المؤتمر أن نقل السفارة إلى القدس سيكون «استفزازا».
وقال «إيرولت» لدى اختتام أعمال المؤتمر فى إشارة إلى القرارات الدولية التى تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضى المحتلة منذ حرب العام ١٩٦٧ «من المفيد التذكير بالأساس، والأساس هو حدود٦٧ وقرارات الأمم المتحدة الأساسية».
من جهته أشاد وزير الخارجية الأمريكى «جون كيري» بالبيان الختامى الذى وصفه بـ«المتوازن».
إلا أنه أوضح فى تصريح صحفى أن الدبلوماسيين الأمريكيين أصروا على تضمين البيان لغة قوية تدين التحريض والهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين.
وأضاف: «لقد أتينا إلى هنا وقاومنا من أجل تعديل ما اعتقدنا أنه غير متوازن أو أنه لا يعبر عن نوع من الاتحاد الذى تحدثت عنه».
وتابع «لم نخفف منه (البيان)، فعلنا ما هو ضرورى لكى يكون متوازنا، وإذا نظرت إليه فإنه يتحدث إلى الجانبين بطرق إيجابية وليست سلبية».
وأكد كيرى أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو خلال اجتماع باريس لطمأنته.
-هولاند وهدف الدولتين-
وكان الرئيس الفرنسى «فرنسوا أولاند»، أكد فى كلمته أمام المؤتمر أن حل الدولتين «ليس حلما ويبقى هدف المجتمع الدولي».
وقال أولاند «أن حل الدولتين ليس حلم نظام مر عليه الزمن، أنه لا يزال هدف المجموعة الدولية».
وأضاف أولاند فى رد مباشر على انتقادات إسرائيل لعقد هذا المؤتمر: «من غير الوارد فرض معايير التسوية على الطرفين، وحدها المفاوضات المباشرة يمكن أن توصل إلى السلام، ولا يمكن لأحد أن يقوم بذلك مكانهما».
وقبل هولاند، حذر وزير خارجيته إيرولت من تنفيذ ما قاله ترامب حول نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل إبيب إلى القدس.
وتعكس هذه التصريحات قلق المجتمع الدولى حيال استراتيجية ترامب حول الملف الفلسطينى الإسرائيلي.
وتميز ترامب باتخاذ قرارات منحازة جدا للدولة العبرية خصوصا بشأن القدس. ويشكل موقفه من نقل السفارة إلى القدس، خطا أحمر لدى الفلسطينيين الذين يهددون بالتراجع عن اعترافهم بإسرائيل فى حال حدث ذلك.
- نتنياهو ينتقد مجددا -
ويندرج مؤتمر باريس فى إطار مبادرة فرنسية أطلقت قبل عام لتعبئة الأسرة الدولية من جديد وحض الفلسطينيين والإسرائيليين على استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنتين.
ويرتدى هذا الاجتماع أهمية مع تراجع فرص حل الدولتين بسبب الوضع على الأرض الذى يشهد استمرارا للاستيطان الإسرائيلى وهجمات فلسطينية وتشددا فى الخطاب وتزايد الشعور بالإحباط.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو جدد الأحد، انتقاده لمؤتمر باريس للسلام ووصفه بأنه «عبثي».
وقال نتنياهو فى مستهل الاجتماع الأسبوعى لحكومته فى القدس: «المؤتمر الذى يعقد اليوم فى باريس هو مؤتمر عبثى تم تنسيقه بين الفرنسيين والفلسطينيين بهدف فرض شروط على إسرائيل لا تتناسب مع حاجاتنا الوطنية».
واجتماع باريس هو المحطة الأخيرة فى سلسلة من المبادرات حول النزاع الفلسطينى الإسرائيلى التى كان أهمها القرار الذى تبناه مجلس الأمن الدولى فى ٢٣ ديسمبر ٢٠١٦.
فقبل شهر من مغادرتها السلطة، امتنعت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن التصويت على قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي، للمرة الأولى منذ ١٩٧٩. وأثار هذا الموقف غضب ترامب الذى كان دعا واشنطن إلى استخدام حق النقض «الفيتو» ضد النص.
وبعد أيام، ألقى وزير الخارجية الأمريكي، خطابا أقرب إلى شهادة سياسية، أدان فيه الاستيطان وعدد مبادئ حل للنزاع.