رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مساجد "فايف ستارز".. عقد القران فيها بـ12 ألفاً والصورة بـ٢٥٠ جنيهاً.. و«الأوقاف» و«الآثار»: صحون مساجد «القلعة.. ابن طولون.. الرفاعى.. الحاكم» ليست بالمجان.. والعمال: الأمر لن يدوم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يمكنك وأنت شاب مقدم على الزواج أن تطلق العنان أمام رغبات من تُحب، فلست بماردٍ يحقق جميع الأحلام والأمانى، ولست فى عالم الأساطير يمكنك أن تواجه الغلاء بجميع أشكاله، فقد يعينك الله على توفير مسكنٍ، وإيجاد مخرجٍ لأزمة الشبكة، وغيرها من الأمور المصاحبة للزواج، لكن أن تجد نفسك أمام حُلم يراود فتاة أحلامك بأن يكون هنالك عُرس فى إحدى المناطق الأثرية فهذا أمر أشبه بالمستحيل.
رافقنا فى جولة ميدانية أحد الشباب الطامح فى إيجاد مسجدٍ بشارع المعز لدين الله الفاطمى، يقيم به عقد قرانه، الشاب الذى جاب الشارع من باب زويلة وحتى باب النصر، مارًا بالعديد من المساجد العتيقة، لم يجد أمامه سوى صرخات خطيبته التى أصرت أن يكون عقد قرانها فى مسجد الحاكم بأمر الله ليس سواه تريد.
انتقل مسرعًا إلى ذلك المسجد، ممنيًا نفسه بأن يكون عقد القران لا يتجاوز الألف جنيه، ما بين مائتى جنيه للعاملين لخدام المسجد، وخمس ورقات من فئة المائة جنيه للمأذون، وثلاث أخرى لمصور يوثق تلك اللحظات. 
فوجئ بحارس المسجد يقول له: «معلش يا بيه.. منهم لله بقى.. كتب الكتاب هنا بقى بـ١٢ ألف جنيه.. بعد ما كنا بنتراضى.. خلاص نشفت علينا.. بس مش هتدوم». 
نظراتنا إليهم لم تدم طويلًا، فسرعان ما توجه ثلاثة من العاملين برفقة رجل أمن، يواسون الشاب المحبط قائلين: «بنقلك، هو لازم الحاكم، اكتب فى واحد تانى والسلام، عندك الأقمر، لكن الحاكم ده عليه العين من ساعة منور جمال الشاعر وبنته هنا يكتب كتابها ومعه المفتى، ومن ساعتها والوزارة حلفت ما تسيب الليلة تعدى على خير، وطلعت قرارات عجيبة هى إن المسجد ده و٣ أصحابه يبقوا بفلوس، وياريتهم خلوها بحاجة معقولة». الشاب مستفهمًا: «اشمعنا يعنى الحاكم؟». الرد يأتيه سريعًا: «بنقلك مش الحاكم بس، فيه ٣ غيره، احنا زينا زيك، حالتنا بقالها شهرين ونص، واقفة، بسبب مرة الصورة بـ٢٥٠ جنيها، ومرة كتب الكتاب بـ١٢ ألفا، لكن متقلقش القصة دى لازم تنتهى، لأن الشعب مش هيستحمل ده، ولو عاوز نصيحة هات مراتك وروح بيها الأقمر أو أى مسجد من المساجد الأثرية اللى هنا وبعدها صورها كام صورة فى الشارع وروح، بس اوعى تخش بالفستان هنا، هتدفع ١٠ آلاف تذكرة». 
«البوابة» حاورت عاملى تلك المساجد ورجل الأمن الذين رفضوا ذكر أسمائهم حفاظًا على وظائفهم، حيث أكدوا أن الأمر بدأ منذ شهرين ونصف تقريبًا، حينما أتى جمال الشاعر وابنته ومفتى الجمهورية إلى هذا المسجد، وقاموا بعقد القران، ولم يمر الأمر على خير، فوجئنا بقرار وزير الأوقاف بتحصيل ١٢ ألف جنيه رسوما لكتب الكتاب.
وأضافوا: «القرار لم يكن مخيبًا فقط لمن يأتون إلينا باحثين عن عقد قرانهم، لكنه لنا أيضًا حيث كان جميع من يأتون إلى المسجد يحرصون على إضفاء مظاهر البهجة إلى هذا الأثر العتيق، ولم يكن يمر يوم على الحاكم بمثل هذا السكون، موضحين أنهم حرصوا على إرسال التماسات وتظلمات إلى الوزارة كى تتراجع عن قرارها ولم يحدث».
حاورنا الشاب بعدها الذى تملكه الغضب من سماع تلك القرارات بدخول مسجد الحاكم بأمر الله من ضمن المساجد الأثرية التى تخضع لدفع الأموال نظير إقامة عقد القران، قائلًا: «فوجئت بحديث العاملين واعتبرته حديثًا واهيًا، ولم أصدقه إلا عند سماع نفس الحديث من رجل الأمن الذى أكد أنه فى وقت سابق كانت الصورة فى شارع المعز لدين الله الفاطمى بتذكرة قدرها ٢٥٠ جنيها، ولكنهم تغاضوا عن قرار دفع رسوم للتصوير حتى لا يخلو الشارع من زائريه، ولكن الحاكم بأمر الله أدرج ضمن المساجد الثلاثة الأخرى».
وتابع: الأمر أشبه بالظلم، وسوف يؤثر على نفوس العديد من الشباب الطامح لإكمال نصف دينه، وكنت أتوقع أنى سأدفع القليل من المال بعد عقد قرانى به، وسأرضى العاملين بالمسجد بالقليل المحبب لديهم، والتقاط بعض الصور التذكارية فى صحن المسجد، مؤكدًا أنه «يجب التراجع عن مثل تلك القرارات المفاجئة التى تصدم الشاب فى مقتبل حياته ولا تجعله قادرًا على إسعاد رفيقة دربه، وحتى لا ينفر العديد من الشباب عن الإقبال على تلك المساجد التى تعد واحدة من أندر التحف الإسلامية فى القاهرة».