الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

ماهر عبيد مدير الفرقة القومية للموسيقى الشعبية في حوار خاص لـ"البوابة نيوز": اللوائح تمنعنا من الاستعانة بفنانين من خارج البيت الفني.. نتعاون بشكل كبير مع فرق الهواة بقصور الثقافة

ماهر عبيد مدير الفرقة
ماهر عبيد مدير الفرقة القومية للموسيقى الشعبية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعتبر فرق البيت الفني للفنون الشعبية هي الكيانات الرسمية الوحيدة المنوطة بالاهتمام بتراث وفلكلور الأمة المصرية والمكلفة بإحيائها واستمراره في إثراء الحياة الثقافية؛ ومن ثم يصبح تسليط الضوء على هذه الفرق أمرا ضروريا؛ ولعل الفرقة القومية للموسيقى الشعبية من أكثر الفرق التي تطرح وجها شفافا للفلكلور المصري بسبب اعتمادها على عازفين وفنانين من البيئة المصرية نفسها؛ فهم ليسوا أكاديميين أو اكتسبوا هذه المهارات نتاج دراسة الفلكلور؛ لكنهم حملوا على أعتاقهم الموروث الشعبي كما تتوارثه الأجيال في قرى ونجوع مصر، ولعل آلات العزف التي يستخدمونها خير آية على ذلك، فمن الربابة للمزامير، للطنبورة، للدَرَبُكَّة؛ آلات من البيئة المصرية قل استخدامها في عصر العولمة وأصبح هؤلاء المبدعون عملة نادرة يجب الحفاظ عليها.
وقد أثار عدد من الوسائل الإعلامية مؤخرا عدة تقارير تفيد بأن مستوى الفرقة يتراجع وأن هناك خلافات كبيرة تسببت في حدوث انشقاقات داخل الفرقة حيث ذكرت بعض الصحف أن أكثر من 25 فنانا منها تقدموا بطلب مجمع لوزير الثقافة لنقلهم من الفرقة إلى فرقة رضا أو الفرقة القومية للفنون الشعبية، اعتراضا على ممارسات الفنان ماهر عبيد مدير الفرقة القومية للموسيقى الشعبية؛ اعتمدت هذه الشكاوى على عدة أسباب منها المعاملة السيئة والتعنت مع الفنانين، وعدم درايته نهائيا بطبيعة عمل الفرقة والآلات التي تستخدمها الفرقة ومن ثم عدم قدرته على قيادة الفرقة، واستغلال نفوذه والمدير المالي بالفرقة وإجبار الفنانين على إحياء حفلات خاصة والحصول على عائدها لنفسيهما، وعدم الحفاظ على هوية الفرقة وعدم وجود رؤية واضحة لتطوير أداء الفرقة الفني والحفاظ على التراث، ومن هذا المنطلق التقت "البوابة نيوز" مع الفنان ماهر عبيد مدير الفرقة القومية للموسيقى الشعبية لتطلع على الصورة الحقيقية لوضع الفرقة الحالي، وإلى نص الحوار....


في البداية.. ما حقيقة هذه الخلافات؟ وكيف تواظب الفرقة على أداء عروضها في ظل هذه الخلافات؟
لا توجد خلافات بهذه الصورة، فمن قبل أن أتولى إدارة الفرقة في 2015 أعربت عن مدى اقتناعي التام بفنانيها ومبدعيها، كنت متابعا جيدا لهم وأعرف حجمهم وأقدر قيمتهم بحكم الزمالة فقد كنت عضوا في فرقة أنغام الشباب، وعندما صدر قرار لي بتولي إدارة الفرقة فرحت بذلك على اعتبار أني أصبحت واحدا منهم وأصبحت علاقتنا جيدة وفي فترة بسيطة احتويت كل المشاكل الموجودة في الفرقة؛ وبحسب إحصاءات هذ العام فقد قدمنا عدد ليالٍ وحصدنا إيرادات أكثر من أي فترة سابقة للفرقة لدرجة أن الكثير أشار إلى أن الفرقة تم إحياؤها بالإضافة لتطوير البينة التحتية لها فتم تطوير قاعة البروفات واستحداث ملابس جديدة للفرقة، واستطعنا أن نبتكر أغاني جديدة غير المعتادة ومستمرون في بث هذه الروح الجديدة على قدر المستطاع وفي حدود إمكانيتنا المادية.
إذن فما سبب هذه التوقيعات المطالبة بإقالتك والراصدة لعدة مشكلات؟
أسباب التوقيعات بها شيء كبير من الخديعة، حيث تم توجيه بعض أعضاء الفرقة لتوقيع مذكرة للمطالبة برفع رواتبهم وتقدم لرئيس البيت الفني للفنون الشعبية فمضوا على ورقة بيضاء وتم تغيير صياغة الورقة لتصبح ضد رئيس الفرقة بوجوب إقالته لأنه غير متخصص؛ وهذا شيء غريب حيث إنني متخصص وحاصل على ماجستير في الفنون الشعبية، وعندما اكتشفوا أعضاء الفرقة أنهم خدعوا أقروا بذلك وأقروا أني أعاملهم باحترام، غير أنني أتعجب مما كتب في الصحف فجميع الانتقادات تحمل إهانات بالغة في شخصي ولا علاقة لها بخلاف في أمور فنية تتعلق بمسار العمل.
وما سبب الخديعة في الأساس، وما الدافع وراء فعل هذا مع أعضاء الفرقة؟
لا توجد أسباب سوى أن شخصا يعمل عندنا في المسرح ويعاملنا بمنطق التهديد وأنه على صلة بالوزير وسيقوم بتغيير مدير الفرق لديه أصدقاء يجلس معهم وينظرون بشأن إعادة هيكلة القطاع عامة وهو ليس منوطا بذلك فإعادة هيكلة القطاع ليست من اختصاصاته فهناك رئيس وهناك وزير ثقافة نثقف في إدارتهم.
من ضمن ما قيل أنك لا تتقن العزف على أي آلة شعبية فكيف تدير فرقة موسيقى شعبية؟
ليس بالضروري أن أتقن العزف على آلة شعبية كون أني مطرب منذ 35 سنة وأعمل في الموسيقى أو الغناء فماذا علي أن أفعل سوى أنني أدير فرقة شعبية؟ أنا مطرب والطرب أحد أشكال الغناء الشعبي.
هناك مشكلة أزلية تواجه فرقة الموسيقى الشعبية هل تقدم الفرقة الموروث فقط دون تطويره؛ أم أن تقدم أغاني جديدة تعتمد على الموروث مثلما يحدث ببعض الأغاني الشعبية المنتشرة في الوقت الحالي؟
إشكالية صعبة ولا يمكن حلها، لأنه لا يوجد بالبيت الفني لائحة للتعامل مع فنانين من الخارج لتقديم ألحان جديدة وأشعار مختلفة حيث إنه لا يوجد أجر لهم فلا أستطيع أن أستعين بهم؛ لكننا نتحايل على هذه الإشكالية بأننا لدينا فنانون عندهم ألبومات وأعمال خاصة بهم منهم سيد السمان وعادل قناوي على سبيل المثال فأوجههم أحيانا للجلوس مع أعضاء الفرقة وتدريبهم على أعمالهم الفنية التي هي في الأساس معتمدة على الموروث الشعبي، وأتمنى أن تحل المشكلة من قبل اللوائح القانونية فنستطيع حينها أن نظهر بالفرقة بالشكل المرجو وننافس بقوة في ساحة الغناء الشعبي؛ لكن رغم اللوائح روح التجديد موجودة دائما.
هل هناك تضارب بين عمل فرقة الآلات الشعبية وفرق الهواة في قصور الثقافة؟
لا أعتقد أنها مشكلة فالفرقة القومية للموسيقى الشعبية تسافر كثيرا جدا وأن كان هناك نصيب لفرق الهواة في السفر والامتيازات فهذا شيء جيد وهناك تعاون دائم بين فرقة الفنون الشعبية وفرق الهواة في قصور الثقافة؛ شكل التعاون هذا هام جدا بسبب مشكلة وقف التعيينات التي تهدد الفرقة؛ فإذا استمر هذا الوقف لمدة سنوات قادمة فلن يكون هناك فرقة في الأساس فالتعاون مع فرق الهواة بقصور الثقافة تحل هذه الإشكالية بعض الشيء.


هناك مشكلة في توثيق أعمال الفرقة ومسيرة فنانيها بالإضافة لغياب الأرشفة الإلكترونية للأعمال وإتاحتها للجمهور؟
هشام عطوة رئيس البيت الفني الحالي أحدث عدة أشياء منذ توليه المنصب كان من بينها وحدة التراث وهذه مسئولة عن أرشفة كل الأعمال الفنية الخاصة بالفرقة لكنها غير متاحة على الإنترنت ونتمنى أن توضع خطة لإتاحتها في الفترات المقبلة.
هناك عدد من منظمات المجتمع المدني من بينها منظمات أجنبية تعمل على عدة أبحاث في الفلكلور المصري ويكتشفون فنانين من البيئات المحلية المصرية ويظهرون فنونهم؛ أليس على الأجدر أن يفعل قطاع الفنون الشعبية هذا؟
أتفق معك؛ لكننا بالفعل قمنا بتكاليف بعض الأشخاص بالسفر إلى كافة أنحاء الجمهورية لاكتشاف فناني الموروثات الشعبية وهذا العمل يطلب مزيدا من الوقت والنفقات لكن نفعل ذلك في إطار إمكانيتنا المادية المتاحة.
هل هناك تعاونات مع هيئات أجنبية أو مؤسسات مجتمع مدني بشأن انتشار الفرقة خارجيا وعقد مزيدا من الحفلات؟
هذا الأمر بدأنا الإعداد إليه مؤخرا فأرسلنا عدة خطابات لعدد من السفارات الأجنبية في مصر لتعريفهم بالفرقة ومسيرتها.
وماذا عن خطط عملكم في الوقت الحالي؟
نقدم حاليا مسرحية بلد السلطان والتي سينتهي عرضها قريبا جدا بالإضافة إلى أن الفنان عادل عبده يعقد في الوقت الحالي عدة بروفات فنية لعرضهالمرتقب الذي يفتتح به مسرح البالون.
بعد طول فترة غلق البالون حدثنا عن الجديد الذي حدث في تطويره؟
الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عملت بالمسرح أشياء مشرفة جدا وكأنها إعادة بنائه من جديد فهناك وحدات تضم أجهزة صوت متطورة جدا أجهزة صوت وكاميرات مراقبة؛ وبنية تحتية جديدة لقاعات بروفات الفرق وصالة جيم لتدريب الراقصين وغيرها؛ الآن أصبح البالون يليق مبدعيه وجمهوره.
هناك إشكالية أخرى أريدك أن توضحها وهي اتهام شائع ومكرر لمدير الفرق بأنهم يستغلون فرقهم للعمل خارج القطاع ويتربحون من ذلك وأتهامات تطول الفنانين وأعضاء الفرقة أيضًا فما حقيقة هذا الأمر وهل عندما يعمل الفنان خارج وقت عمله الرسمي يعد هذا جرما؟
جميع الآلات الموسيقية لدى العازفين في الفرقة وفي القطاع عموما ملك للفنانين أنفسهم ليست من ممتلكات وزارة الثقافة وأنا غير مقتنع بهذا فعلى الدولة أن توفر لهم آلات؛ لكن الظروف المادية والرواتب الهذيلة تجبرهم للعمل خارج القطاع سواء في أفراح أو موالد أو مناسبات أو غيرها لا أرى ضررا في ذلك فهو فنان قبل أن يكون موظفا ملزم فقط في أوقات العمل الرسمية لكن بعدها يصبح حرا ولا توجد بنود في العقد تمنع ذلك فالفنان عموما لا يستطيع أن يتخلى عن وظيفته الأساسية كفنان؛ فأنا مطرب قبل أن أكون مدير فرقة رسمية؛ وهشام عطوة رئيس البيت مخرج وممثل مسرحي قبل أي شيء وكذلك أشرف زكي نقيب الممثلين بالإضافة إلى أن أعضاء الفرقة القومية للموسيقى الشعبية بالتحديد فنهم نادر وعددهم محدود في مصر كلها لأنهم يعتمدون على الموروث الشعبي وآلات تراثية فيكون الاعتماد لديهم خارج العمل الرسمي كبيرا.