هتف لها الجمهور "نجوي يا أبهة.. إيه العظمة دي كلها"، وكانت "صوت العرب الشبكة" الأولى فى مشوارها الإذاعى، وقضت فيها 30 عاما، وقدمت من خلال ميكروفونها أهم البرامج فى حياتها منها "يا هلا، نجمات على الهواء، واحد + واحد، أضواء على الجانب الآخر، وهذا البرنامج بالتحديد بدأت حلقاته الأولى في العام 1977 واستمر معها حتى العام 1993.
إنها الإذاعية الكبيرة نجوى أبو النجا التى وافتها المنية أمس السبت، حيث تم نقلها إلى مستشفى المعادى العسكري يوم الثلاثاء الماضى إثر تعرضها لأزمة صحية، وتم نقلها الأربعاء إلى مستشفى الجلاء عقب تدهور حالتها الصحية.
ولدت أبو النجا فى المنصورة، وجاءت إلي القاهرة سعيا للدراسة في كلية الحقوق لتحقيق رغبة والدها، في الوقت نفسه التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية لإشباع رغبتها في دراسة فن التمثيل المسرحي!! ولم تنس مع كل ذلك عشقها للميكروفون والإذاعة التي كانت تتابع برامجها بشغف من خلال الراديو في منزلها بالمنصورة، لذا قررت أن تتوجه بصحبة أحد أصدقاء العائلة إلى مبنى الإذاعة لمقابلة الإذاعي إيهاب الأزهري لموافقته على أن تعمل مذيعة ربط بشبكة صوت العرب أثناء دراستها الجامعية. وفي هذه الفترة حظيت لكفاءتها بدعم ورعاية كبار الإذاعيين أمثال: أحمد سعيد، سعد زغلول نصار، ووجدي الحكيم، الذي تعلمت منه أول درس في مشوارها كمذيعة والذي تقول عنه: كلفني الأستاذ وجدي الحكيم بعمل تقرير إذاعي عن «كعك العيد» فذهبت وكلي حماس إلى أحد المخابز الشعبية بحي باب الشعرية، وقمت بالتسجيل مع الجماهير وسط ضوضاء الشارع والمحتشدين عند المخبز، وعندما عدت للإذاعة متعبة ومرهقة من شدة الحرارة خاصة أننا كنا في شهر أغسطس، فوجئت بأن الإذاعي الكبير وجدي الحكيم يلقي بالشريط من النافذة وهو يصيح غاضبا «مين اللي عملك مذيعة»، وأدركت يومها أن التسجيل كان رديئا بسبب الضوضاء الشديدة ورغم حزني على ما حدث إلا أنني لم استسلم أو أيأس.
وتعد نجوى أبو النجا أول مراسلة لإذاعة صوت العرب فى منطقة الخليج وأسست شبكة الشباب والرياضة ووضعتها فى المقدمة.
وظهرت على شاشة التليفزيون كمذيعة برنامج مرة واحدة فقط من خلال برنامج «السهرانين» بتكليف من وزير الإعلام فى ذلك الوقت، ولكنها أدركت أن مكانها الحقيقى هو ميكروفون الإذاعة.
المرة الثانية التى دخلت فيها التليفزيون عندما صدر قرار بتعيينها رئيسا لقطاع القنوات المتخصصة.
وفى فترة توليها رئاسة قطاع القنوات المتخصصة حاربت نجوى أبو النجا الدروس الخصوصية من خلال إطلاق القنوات التعليمية وتقديم مواد تعليمية هادفة تهم جميع الطلاب فى مراحل الدراسة المختلفة.
وكان أول لقاء إذاعى سجلته مع نجم الكوميديا إسماعيل ياسين الذى طلبت منه موعدا للتسجيل فى منزله، ولكنه أصر على الحضور إلى الاستوديو بنفسه، وبسبب هذه الحلقة بدأت الأبواب تتفتح أمامها.
من أهم الشخصيات التى استضافتها خلال مشوارها الإذاعى "الرئيسين السودانيين جعفر النميرى، وعمر البشير، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الأمير الحسن ولى عهد الأردن، ونبيه برى رئيس مجلس النواب اللبنانى، ومن رؤساء الوزارات عبدالمنعم الرفاعى، عبدالسلام المجالى، والزعيمان السودانيان الصادق المهدى، والسيد أحمد الميرغنى، ومن مصر المهندس سيد مرعى، عاطف صدقى، كمال الجنزورى، والشيخ محمد متولى الشعراوى.
يذكر أن أبو النجا وافقت مؤخرا قبل وفاتها بأسابيع على تسجيل برومو للإذاعة ماسبيرو F.M، الجديدة التى انطلقت أكتوبر الماضى، كما قامت بإهداء الإذاعة قائمة بأرقام الشرائط التي تحمل تسجيلات البرامج التي قدمتها على مدى مشوارها الإذاعي.
ومن المناصب التى تولتها نجوى أبو النجا "مستشار صندوق التمويل الأهلى لرعاية النشء والشباب والرياضة بمجلس الوزراء، معاون رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي للدراما، عضو لجنة الدراما والنصوص بقطاع الإذاعة، محاضر بمعهد الإذاعة والتليفزيون، عضو لجان اختيار المذيعين والمعلقين الرياضيين، عضو شعبة الإعلام بالمجالس القومية المتخصصة.
