الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

وداعًا ماما نونا.. آخر حوار لــ"البوابة ستار" الراحلة كريمة مختار في لحظاتها الأخيرة: أبي وأمي "وحشوني".. وأُطالب الجميع بالدعاء لي

كريمة مختار
كريمة مختار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أوصى ابنى معتز بكتابة مذكراتي.. فهو أفضل من يكتبها.. وأقول لجماهيرى: «ألف شكر على ثقتكم ومحبتكم»
رسالتى للقائمين على صناعة الفن: «السينما» تاريخ الفنان وأرشيفه الحقيقي.. «فأنقذوها»
«السبكي» غامر بأمواله لإنقاذ السينما.. وأنصحه باختيار مواضيع أفلامه بعناية تجنبًا للنقد 
تجربة «مسرح مصر» رائعة.. وكنت أتمنى مشاهدة «ليلة من ألف ليلة وليلة» ليحيى الفخراني

ليست فنانة كبيرة وصاحبة تاريخ فنى فقط، بل هى إنسانة وأم للجميع تحمل قلبًا كبيرًا وصادقًا جعل جميع جماهيرها فى الوطن العربى يرتبطون بها منذ ظهورها، «البوابة» أجرت حوارا مع الفنانة الراحلة كريمة مختار قبل وفاتها بأيام معدودة، للاطمئنان على صحتها بعد الوعكة الصحية التى تعرضت لها مؤخرًا، وقالت «مختار» أشعر أننى أفضل مما سبق وأطالب الجميع بالدعاء لى فى صلاتهم.

تقول كريمة مختار فى لحظاتها الأخيرة لـ «البوابة»، لا أدرى لماذا لا تمر على ساعة إلا وأتذكر أول يوم عملت به بجانب عمالقة الفن، ووقوفى أمام الكاميرا للمرة الأولى، وأدوارى فى بداية مشوارى التى ارتبطت بأذهان الجماهير وأبرزها أدوار الأم.
وتابعت مختار، كنت دائمًا أتعلم من فردوس محمد، وأمينة رزق، و زوزو ماضي، ومارى منيب وغيرهن من العمالقة، وكنت أقول لنفسى لا داعى للمقارنة فكنت دائمًا ما أشعر بالقلق والخوف الشديد وتطاردنى هواجس وأتساءل هل سأنجح مثلهن أو تصبح أدوارى مؤثرة، والآن مع ما أشعر به من حب الناس أدركت أننى نجحت مثلهن.
عند سؤالها عن أى الأشخاص أقرب لقلبها وكانت تتمنى أن تهديهم كل الجوائز والتكريمات التى حصلت عليها، قالت مختار للأسف الشديد أحب الناس لقلبى توفاهما الله وهما أبى وأمى فدائمًا ما أشعر أنهما «وحشوني» للغاية، لأنهما لم يكونا والدى فقط بل صديقىّ أيضًا، بالإضافة لزوجى العزيز نور الدمرداش فكان أخا لى وصديقا وأبا وكنت أحبه بجنون فكان كل شيء فى حياتى وأدعو لهم يوميًا أن يرحمهم ويدخلهم فسيح جناته.
وعن رأيها فى صناعة السينما حاليًا، خاصة أنها حصلت مؤخرًا على جائزة الريادة السينمائية، قالت «ماما كريمة»، السينما المصرية تمر بأزمة كبيرة، وبصراحة شديدة إذا ما تمت مقارنة بين ما يقدم من أعمال الآن وما كان تقدمه السينما فى السابق فسنشعر بفارق هائل، فالسينما قديمًا كانت تلعب دوراً مهما ولها هدف واضح، هو توعية الناس، وكانت معظم الأعمال تتسم بالجودة دون الاهتمام بالعائد المادي، أما الآن فالإنتاج ضعيف والمضمون فى غاية الضعف، والجميع يبحث عن العائد المادى فقط أكثر من القيمة الفنية والعمل الهادف، فلا بد على كل مسئول أن يضع صناعة السينما نصب عينيه، ويقدم أعمالا ذات مضمون، وأنا لا أوجه رسالتى للمنتجين فقط، بل للمخرجين والممثلين والمؤلفين وكل القائمين على صناعة السينما لأن السينما هى تاريخ الفنان وأرشيفه الحقيقي.
وعن نصائحها للفن والسينما ليتجاوز محنته الحالية، تقول مختار، لا بد أن يتكاتف الجميع للنهوض بالسينما، بداية بالمنتج والمؤلف والفنان، فإذا اتفق الجميع يأتى التغيير المنشود.
عن رأيها فى السبكى وما يتعرض له من هجوم دائم، تقول «ماما كريمة»، أنا ضد هذا الهجوم، لأننى أرى أن السبكى وحده من تحمل عبء النهوض بالسينما، وإحداث انتعاشة لها فى وقت انسحب فيه معظم المنتجين من السوق والساحة منذ قيام الثورة، فكان يسبح ضد التيار ويجازف بماله، فلا أستطيع أن أقول إنه مسئول عن تدهور السينما، لأننى لا أفضل إلقاء اللوم على شخص واحد، فالسبكى قدم للسينما أفلاما هادفة كثيرة مثل «كباريه، والفرح» وغيرهما، وله تجارب منذ بدايات عمله فى الإنتاج، وليس كل ما يقدمه السبكى سيئا، ولكن نصيحتى له أن يختار مواضيع أفلامه بعناية شديدة ويساعده فى ذلك جميع العاملين لتقديم سينما هادفة.
وعن رفضها لدور الجدّة فى مسرحية «العيال رجعت»، تقول مختار، لا أغامر بتاريخى المسرحى من أجل المادة، فبعد قراءتى للنص صدمت فيه كثيرًا، لأننى وجدته أقل قيمة ومستوى من «العيال كبرت» بكثير جدًا، خاصة أن المسرحية مازالت متواجدة فى وجدان وعقول كل من شاهدها.
وتابعت، «ماما نونا»، رغم ذلك أرى أن هناك حالة من الانتعاش والازدهار المسرحى خاصة مسارح الدولة، على عكس السنوات الماضية التى كانت تشهد ركودًا عنيفًا، وأبرز ما لفت انتباهى تجربة الفنان أشرف عبد الباقى «مسرح مصر»، فهى تجربة ثرية للغاية وتقدم مسرحا كوميديا هادفا ويحترم عقول المشاهدين وليس بها ابتذال، وأيضًا المسرحية الرائعة «ليلة من ألف ليلة وليلة» للنجم يحيى الفخراني، وكنت أتمنى مشاهدتها ولكن للأسف ظروفى الصحية لم تسمح لى بالذهاب، ولكن أعرف أن هناك إقبالاً شديدًا من الجماهير للذهاب للمسرح، فالمسرح يمثل لى حالة خاصة ويعطينى راحة وقوة، رغم أنه يحتاج لمجهود غير عادي، وأتمنى من جيل الشباب أن يهتم بالوقوف على خشبة المسرح كلما أمكن، لما للمسرح من مكانة وأثر كبير عند الجماهير.
وعن اختفائها مؤخرًا عن الدراما التليفزيونية، تقول الفنانة الراحلة، عرض على فى الآونة الأخيرة الكثير من السيناريوهات، ولكن بعد قراءتى لها لم أقتنع بها، لأننى وجدتها أعمالا دون المستوى وبلا مضمون ولا تناسب تاريخى الفنى الذى بنيته بتعب وجهد، فواجب على أن أحافظ عليه.
وعن تكليفها لمعتز الدمرداش - نجلها- بكتابه مذكراتها، تقول الفنانة الراحلة، ابنى كان مشغولًا للغاية الفترة الماضية بسبب ظروف عمله، وتنقله من قناة الحياة لقناة MBC، وعرض على كبار الكتاب والناقدين مساعدتى فى كتابة مذكراتي، ولكنى لا أريد أحدا غير ابنى لكتابتها لأنه على علم بكل كبيرة وصغيرة فلا بد بعد كل تلك السنين فى الفن أن تكون لى مذكرات، ولكنى لا أطمئن إلا لابنى حتى لا يضع أحد كلاما على لسانى لم أقله.
وفى نهاية حديث الفنانة الراحلة لـ«البوابة»، قالت «ماما كريمة»، أنا أعشق جمهورى ورغم معاناتى وتأخر حالتى الصحية، إلا أننى أحرص على حضور أى مناسبة يتم دعوتى إليها لأرى جمهورى ويراني، وأقول لتلك الجماهير العظيمة، ألف شكر على ثقتكم الغالية في، وحبكم الذى منحتموه لي، والذى يمثل الهواء الذى أتنفسه، و يا رب أكون عند حسن ظنكم دائمًا، وأدعو الله أن يحفظ أبنائى وأحفادى وأكبر هدية أعطاها الله لى وهى محبة الناس.