الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

خطب وداع رؤساء أمريكا.. من جورج واشنطن لأوباما

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاء خطاب الوداع للرئيس الأمريكي باراك أوباما في ولاية شيكاغو الأمريكية حاملا مشاعر حزينة بدت على وجوه الديمقراطيين الجالسين في القاعة؛ ليس حزنا على رحيل أوباما فقط بل على انتشال قبضة السلطة من يديهم خلال الفترة الرئاسية المقبلة.
وشدد أوباما في خطابه على أن الانتقال السلمي للسلطة بين الرؤساء "السمة المميزة" للديمقراطية الأمريكية، معددًا فيه إنجازاته خلال فترة ولايته، والتي على رأسها التغلب على الركود الاقتصادي وحقوق زواج المثليين، فيما وجه برقية حب لزوجته ميشيل أوباما.
ويلقي خطاب أوباما بظلاله إلى خطابات وداع أبرز رؤساء الولايات المتحدة السابقين.
وتستعرض "البوابة نيوز" بعض خطابات رؤساء أمريكا السابقين، التي تستشف فيها السمة الرئيسية المسيطرة على تلك الخطب.

بوش الابن
ألقى الرئيس جورج بوش الابن خطابه الأخير، في 15 يناير 2009 بعد مكوثه 8 سنوات في الحكم، متذكرا في خطابه بهجمات 11 سبتمبر التي أدت لحربي أفغانستان والعراق.
بدأ بوش خطابه بتهنئة للرئيس الجديد المنتخب باراك أوباما، تلاها برقيات شكر لقائمة من الأسماء بدأها بنائبه ديك تشيني وأعضاء حكومته ثم لورا زوجته، التي وصفها بأنها "حب حياته"، ثم شكر والديه، والشعب الأمريكي على الثقة التي منحوها له؛ فيما تطرق في خطابه إلى أحداث 11 سبتمبر، قائلا: "هذا المساء، أفكاري تعود إلى ليلة خاطبتكم من هذا البيت في 11 سبتمبر 2001، في ذلك الصباح، وقع أسوأ هجوم على أمريكا منذ بيرل هاربر، أنا أتذكر وقوفي في أنقاض مركز التجارة العالمي بعد 3 أيام، يحيط بها رجال الإنقاذ الذين كانوا يعملون على مدار الساعة"؛ متابعًا "أتذكر الحديث إلى الشجعان من خلال الممرات المليئة بالدخان والأزواج والزوجات الذين فقدوا الأحباء أتذكر آرلين هوارد، الذي قدم لي شارة الشرطة الخاصة بابنه الذي رحل، وهي معي حتى الآن؛ وبعد الأحداث استطاع الأمريكان العودة لحياتهم التي كانت قبل الهجوم، لكن أنا لم أستطع أن أفعل".
وقال بوش: إنه فعل كل ما في وسعه؛ للحفاظ على سلامة الأمة الأمريكية، ساردا ما قامت به حكومته من أجل ذلك؛ مبررا في خطابه الحرب على أفغانستان والعراق، قائلا: "قد نقلت المعركة إلى الإرهابيين"، مشيرًا إلى أن الجدل يجوز حول القرارات لكن ليس حول النتائج، مدللا على ذلك بأن أمريكا أكثر من 7 سنوات ظلت دون هجوم إرهابي آخر على أرضها.
وتحدث في خطابه عن الحرية: "نعتقد أن الطريقة العملية الوحيدة لحماية مواطنينا، في جميع أنحاء العالم، أمريكا تعزز الحرية الإنسانية، وحقوق الإنسان، وكرامة الإنسان، واستعار خلال الخطبة بجملة الرئيس توماس جيفرسون: "أنا أحب أحلام المستقبل أفضل من تاريخ الماضي".

بيل كلينتون
ألقى بيل كلينتون آخر خطاباته بصفته رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في 18 يناير 2001 لخص فيه المنجزات التي حققتها إدارته خلال وجودها في الحكم مقدما 3 نصائح لبوش، أولها أن تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليتها المالية وتواصل سداد ديونها، وأن تتجنب الانعزالية ناصحًا إياه بمزيد من الانسجام العرقي في الداخل؛ لأن الولايات المتحدة لن تستطيع قيادة العالم دون أن تظهر الانسجام الذي تعيش فيه مختلف الأعراق؛ الغريب في الأمر أن خطاب كلينتون قد خلا من أي إشارة إلى علاقته بالمتدربة الشابة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي أو فضيحة "وايتووتر" المالية في عهده.

رونالد ريجان
ودع رونالد ريجان الشعب الأمريكي في خطاب متلفز من داخل المكتب البيضاوي، وفي 11 يناير 1989 وكانت تلك المرة الـ34 التي يخاطب فيها الشعب من داخل مكتبه؛ ذاكرا اثنين من انتصارته؛ الانتعاش الاقتصادي وانتعاش معنويات الأمريكان، موضحا أنه خلق 19 مليون فرصة عمل جديدة، كما أنه استعاد الروح المعنوية لدى الشعب، وأصبحت الولايات المتحدة تحظى باحترام العالم مرة أخرى؛ وتذكر ما قاله في خطابه عام 1980، عندما كان مرشحا للرئاسة إذ قال: "كان كل شيء مختلفًا تمامًا، وقال بعض النقاد إن برنامجي الرئاسي يؤدي إلى كارثة، سيكون لدينا وجهات النظر حول الشئون الخارجية تسبب الحرب، سيكون لدينا خطط للاقتصاد تسبب التضخم وتحدث انهيار اقتصادي"، لكن بعد أن حكم أطلق على ما فعله ثورة ريجان.

جيمي كارتر
قال جيمي كارتر في خطابه الأخير، وفي 14 يناير 1981: إنه سيترك لقب الرئيس ليعود إلى اللقب الأهم" مواطن أمريكي؛ طارحا 3 قضايا مهمة؛ أولها خطر الدمار النووي، منوها بأن خطر حدوث مواجهة نووية لم يقل بل يزداد اتساعًا مع نمو ترسانات القوى العظمى، معتبرا أن الأمر قد يكون مجرد مسألة وقت قبل الجنون واليأس، والجشع، أو سوء تقدير يتيح بحرب نووية؛ ونصح الرئيس القادم بألا تهمل الولايات المتحدة من تسليح قواتها استعدادًا للخطر النووي؛ والقضية الأخرى التي تمثل خطرًا وطرحها في خطابه، هي استنزاف الموارد وخصوصًا مع زيادة معدلات التلوث مشددا على ضرورة تعزيز الحريات الفردية من خلال تعزيز الديمقراطية، ومكافحة الإرهاب والاضطهاد في جميع أنحاء العالم، قائلا: "النضال من أجل حقوق الإنسان يتجاوز كل الخلافات في اللون أو أمة أو لغة".

دوايت أيزنهاور
حذّر دوايت أيزنهاور في يناير 1961، من سيطرة التحالف العسكري الصناعي على الإدارة الأمريكية وعلى عملية السلام في المنطقة؛ منوهًا بأن صناعة أسلحة ضخمة توغلت في المجتمع الأمريكي في كل مدينة، وفي كل بيت الدولة، وكل مكتب من الحكومة الاتحادية، موضحًا "نحن ندرك الحاجة الملحة لهذا التطور ومع ذلك يجب ألا تفشل في فهم الآثار المترتبة عليه".

جورج واشنطون
كتب جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة خطبة وداع للشعب الأمريكي قبيل انتهاء فترة رئاسته الثانية وعودته إلى مسقط رأسه في ماونت فيرنون؛ ونشرت هذه الرسالة للمرة الأولى في صحيفة بنسلفانيا بوكيت، في 19 سبتمبر من العام 1796، تحت عنوان “عنوان الجنرال واشنطن لشعب الولايات المتحدة لسنواته الرئاسية للولايات المتحدة”، ونشرت ووزعت في أنحاء أمريكا.
وقدم في رسالته النصائح والإرشادات للشعب الأمريكي، محذرًا إياهم من المخاطر السياسية التي يجب عليهم تجنبها؛ فيما بدأ رسالته بتذكير الأمريكان أن الانتخابات على الأبواب، مشيرا إلى أنه يخاف على مستقبل هذه الأمة الناشئة، وشكرهم على إعطائه الثقة بانتخابه مرتين، ورغم أنه كان لا يريد أن يترشح لفترة رئاسية ثانية لكن أوضاع البلد السيئة في تلك الأيام لم تسمح له باتخاذ هذا القرار وصحب ذلك ضغوطات تدفعه على الاستمرار؛ شاكرا الشعب الأمريكي على الوقوف إلى جانبه في أحلك الأوقات التي كانت تمر على الولايات المتحدة، معترفا في رسالته بأنه لم ينجح في كل مشاريعه وخططه التي أراد تحقيقها.

جون كينيدي
تختفي خطبة وداع جون كينيدي بين هذه الخطب، إذ إنه اغتيل في 22 نوفمبر من عام 1963 قبل أن يكمل فترة ولايته تولى الرئاسة في فترة رهيبة وحرجة من الصراع في الحرب الباردة، وكان صاحب مواقف قوية في مواجهة السوفيت في كافة المجالات سواء العسكرية منها أو السياسية من خلال مجلس الأمن أو الإعلام أو القنوات الدبلوماسية، وهو الأمر الذي جعله أحد أكثر رؤساء أمريكا شعبية وأحد أكثرهم أهمية.
كما اقترح إجراءات وفرض ضرائب على أصحاب الثروات الخيالية فأغضبهم، وعلى صعيد الاجتماعي ساند حركة الحقوق المدنية، فاغضب الولايات الجنوبية، وبعض السود شعروا بأنه معتدل زيادة عن اللزوم.
مثّل كينيدي أمل الشباب والشابات وطموحاتهم، وكانت شهرته بين الشباب أكثر من غيرها، كما مثّل الملونين الذين كانوا يتطلعون إليه من أجل بناء عالم جديد، وفاعليّة المخابرات المركزية، وإمكانية انتشار الإحساس بالفنون في أوساط أصحاب المناصب الرفيعة، وقيام القوانين والدساتير بحماية حقوق الإنسان والأفراد مهما كان مستوى الدخل السنوي أو المركز الاجتماعي أو العرق أو التطلّعات، وذلك تمامًا كما طمح واضعوا الدستور.
تنفس معظم الأمريكيين مع دخول كينيدي البيت الأبيض، فقد تبنّى برامج الجبهة الجديدة التي ترمي إلى تقليص العوز والفقر والتمييز العنصري، وإلى خلق المزيد من فرص العمل لأصحاب الأفكار الخلاّقة ؛ وكان من أهم الأحداث في فترة ولايته عملية اقتحام خليج الخنازير وأزمة الصواريخ الكوبية، وبناء جدار برلين والإرهاصات الأولى لحرب فيتنام وحركة الحقوق المدنية الأمريكية وسباق غزو الفضاء خاصة أنه صاحب الوعد الشهير بإنزال إنسان على القمر.
وكان كينيدي معارضًا لانتشار الشيوعية؛ فيما ألّف عدّة كتب أشهرها كتاب "لماذا نامت إنجلترا" و"صورة عن الشجاعة"، كما نال جائزة "بوليتزر".