الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مسئول بالمجلس الوطني المقاومة الإيرانية لـ"البوابة": خامنئي ورفقاؤه يلجؤون للقمع في إيران.. والحرب الإيرانية السعودية بدأت بالفعل.. "سيد المحدثين": وفاة رفسنجاني أفقدت النظام الإيراني إحدى دعاماته

محمد سيد المحدثين،
محمد سيد المحدثين، رئيس لجنة الشئون الخارجية في المجلس الوطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أوضح محمد سيد المحدثين، رئيس لجنة الشئون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن النظام الإيراني الحالي، لن يتخلى عن طريقته في التدخل في شئون دول المنطقة، بالمساومة معه، وتقديم التنازلات له، بل إنه يتشجع بذلك على خلق أزمات أكثر بالمساومة معه، معتبرًا أن الحل يكمن فقط في السعي لإسقاطه على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، وهذا هو الحل الصحيح تجاه هذا النظام.
وقال "سيد المحدثين"، في حوار خاص مع "البوابة": "أخاطب أخوتي العرب والمسلمين فأقول لهم: إن مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، تيار متجذّر تاريخيًا، ومتمرس منذ أكثر من نصف قرن، من تجربة النضال ضد ديكتاتورتيين، طيلة السنوات الظلامية، وهم لم يسمحوا من خلال نضالهم وتضحياتهم السخية أن تسجل جرائم الملالي في إيران باسم الإسلام".
وأضاف، أن هذه المقاومة المتجذرة والقوية، قادرة، ويجب أن تكون الركيزة الرئيسية لأي خطوة ضد هذا النظام، ويجب الاعتراف بها، كممثل لإرادة الشعب الإيراني، لإسقاط نظام ولاية الفقيه برمته، ومن خلال الدعم لهذه المقاومة يمكن التخلص من جرائم هذا النظام، وتأسيس منطقة خالية من الحروب الطائفية ومن الإرهاب.

مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:

في البداية، كيف تنظر إلى موت الرئيس الإيراني الأسبق، علي أكبر هاشمي رفسنجاني؟

موت رفسنجاني يعني انهيار إحدى دعامتي نظام الملالي، ومن شأنه أن يُقَرّب نظام الملالي برمته من السقوط، وخلافًا لما روّجوا له؛ لعب رفسنجاني طوال حكم هذا النظام، سواءً في عهد الخميني أو بعده، أكبر الأدوار في القمع وتصدير الإرهاب، والسعي للحصول على القنبلة النووية، كما كان رفسنجاني من المخططين لمجزرة السجناء السياسيين، وهو المسؤول عن الاغتيالات التي نفذّها النظام، خارج الحدود الإيرانية، منذ عام 1989.
كما كان أكبر مسئول بعد الخميني، في الحرب الإيرانية العراقية اللاوطنية، والتي طالت 8 سنوات، وهو أول من تحرك للحصول على القنبلة النووية في النظام، وهو الذي جلب كل هذه المصائب والبلايا لإيران، وهو من جعل خامنئي قائدًا، وكان الرجل الثاني دومًا للنظام، والرقم الصعب فيه، ولعب دورًا حاسمًا في حفظ النظام، وبموته فقد نظام الملالي توازنه الداخلي والخارجي.

وماذا عن أنشطة المقاومة الإيرانية؟ وأهدافها؟ وإلى ما تسعى؟
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يضم شخصيات وكيانات ومنظمات وقوى إيرانية، يناضلون لإسقاط النظام الإيراني، وتعتبر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية العمود الفقري لهذا المجلس، وهي منظمة تؤمن بإسلام مسالم ومتسامح وإنساني، ضد إيديولوجية وثقافة النظام الإيراني اللا إنساني، والمقاومة الإيرانية لها امتدادها في عموم إيران، وتعمل ضد نظام الملالي.
حيث تلعب الدور المحوري لتنظيم الاحتجاجات والحراكات الشعبية، إضافة إلى انتفاضة 2009 العارمة، ولو أنها انطلقت للاحتجاج على نتائج الانتخابات، الا أنها وبمداخلة نشطة لعناصر مجاهدي خلق، تحولت إلى انتفاضة رفعت شعارات تنادي بإسقاط النظام، ولا يزال خامنئي وقادة النظام يتوجّعون منها ويحذّرون من تكرارها.
وقادة النظام الإيراني، طيلة أربعة عقود، أبدوا في مرات عديدة خوفهم من المقاومة الإيرانية، بل وجعل النظام أساس علاقاته مع أي دولة هو حدود علاقة تلك الدول مع المقاومة الإيرانية، وقد وجهت المقاومة ضربات قاصمة للنظام، في شتى المجالات، فهي التي كشفت عن المشروع النووي للنظام، وقرعت جرس الإنذار أمام العالم، وهي التي رفعت راية السلام ضد نيران الحرب المشتعلة، من قبل الخميني مع العراق.
وهي التي كشفت عن انتهاكات ممنهجة، ومجازر وممارسات النظام القمعية، ضد الشعب الإيراني، لتكون العامل الرئيسي لادانات دولية، منها صدور 63 قرارًا عن الأمم المتحدة، لادانة نظام الملالي، وقبل أشهر أُعلِنَ حراكٌ للشعب الإيراني تقوده المقاومة، لمقاضاة قادة النظام أمام العدالة، باعتبارهم مرتكبي جرائم ومجازر ضد الإنسانية، على مدى أربعة عقود، لاسيما مجزرة الثلاثين ألفًا من السجناء المجاهدين عام 1988.
بالإضافة إلى أنها هي التي كشفت عن إرهاب النظام، وتدخلاته في بلدان المنطقة، وهي التي لها السبق في الكشف عن تدخلات وجرائم نظام ولاية الفقيه في سورية، طيلة السنوات الماضية.

كيف ترى نظام المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي؟، وهل تعتقد أن الشعب سيثور ضده؟
هذا النظام يقوم على القمع في الداخل، ولهذا فإن بإمكانه الاستمرار بالقتل والمجازر وقمع المواطنين، كما يقوم على تصدير الإرهاب إلى دول المنطقة، التدخل في شئونها، للتغطية على الأزمات الناجمة عن قمعه للمواطنين الإيرانيين، حيث أعدم حتى الآن أكثر من 120 ألف إيراني، من مجاهدي خلق والمعارضين له.
المتتبع للتطورات الحادثة في إيران؛ يعرف جيدًا أن المجتمع الإيراني الآن يعيش حالة من الغليان، قاربت حد الانفجار وفي كل لحظة يمكن اندلاع ثورة في إيران واسقاط النظام، فإيران اليوم تشبه برميل البارود الذي تكفيه شرارة لينفجر، ولولا الدعم الغربي السري والعلني للنظام الإيراني لكان الشعب أسقط النظام منذ فترة.

وما رأيكم في الصفقة النووية الإيرانية مع الغرب؟
الاتفاق النووي تم في إطار سياسة الرئيس الأمريكي المنقضية ولايته باراك أوباما، للتقرب إلى النظام الإيراني، ونظام الملالي بدوره، وتحت وطأة العقوبات، وخوفه من تحول الضغوط إلى انتفاضة اجتماعية، اضطرّ للرضوخ لهذا الاتفاق، والغرب كان بامكانه أن يفكك المشروع النووي للنظام بالكامل، من خلال المزيد من الضغط عليه، لكنه قدم تنازلات كبيرة له، ما شجع النظام الإيراني على تصدير الإرهاب.
حيث فتحوا المجال أمام نظام الملالي، لوضع يده على دول المنطقة، وارتكاب المزيد من المجازر ضد شعوب المنطقة، في سورية والعراق وغيرها، والآن تقترب نهاية "العهد الذهبي" لأوباما– حسب تعبير النظام الايراني- والإدارة الأمريكية الجديدة سبق وأعلنت أنها لن تعترف بالاتفاق النووي، وبهذا يمكن أن يتحول الاتفاق إلى حبل مشنقة لنظام الملالي.

ما رأيكم في السياسة الإيرانية تجاه الشرق الأوسط.. خاصة في سورية والعراق واليمن؟
كما أسلفت؛ يحتاج النظام لاستمرار حكمه إلى التدخل في بلدان المنطقة، ولن يتخلى عن ذلك إلا عندما نقف بصرامة في وجهه، وهذا يمكن فقط بإشراك المقاومة الإيرانية، في أي معادلة لمواجهة النظام، الذي لا يعرف سوى لغة القوة، والسنوات الـ16 الماضية، خلال ولايتي بوش وأوباما، قدمت أكبر المكاسب لنظام الملالي، حيث تم تقديم العراق له على طبق من ذهب، وتحققت أحلام الملالي بالسيطرة على العراق.
والسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، أعلنت في عام 2003 أن تدخلات النظام الإيراني في العراق، أخطر من مشروعه النووي بمائة مرة، حيث كشفت المقاومة الإيرانية، في تلك الأعوام، لجميع الأطراف عن أبعاد التدخلات الواسعة للنظام.

وهل تتوقع حدوث حرب إيرانية سعودية؟
نظام ولاية الفقيه بدأ فعلًا الحرب ضد السعودية، وسائر دول المنطقة منذ سنوات، وليس خافيًا على أحد أن صواريخ مصنعة إيرانيًا تسقط في مدن المملكة، كما أن صاروخا أطلق باتجاه مكة المكرمة وبيت الله الحرام قبل مدة، وفي واقع الأمر حسب قول السيدة مريم رجوي، كانت هذه العملية بمثابة إعلان الحرب ضد مليار ونصف المليار مسلم في العالم.
الطريق الوحيد للتصدي لهذا النظام المجرم هو إبداء الحزم ثم الصرامة، فالسعودية اتخذت أكبر خطوة ضد هذا النظام عندما بدأت عملية عاصفة الحزم، حيث كانت بداية وقوف جدي، أمام تصدير الجريمة والحرب إلى البلدان الأخرى، تلاها تشكيل تحالف للدول الإسلامية ضد الإرهاب، فهذه الإجراءات اللائقة تستحق الإشادة، لكن يجب الانتباه إلى أن أي ائتلاف ضد نظام ولاية الفقيه لا يمكن أن يصل إلى غايته طالما لايشمل الشعب الإيراني وممثليه الحقيقيين بصفتهم أعضاء في صلب الائتلاف، الأمر الذي نتمنى أن يتحقق قريبًا.

بما أنك منسق العلاقات الخارجية في مجاهدي خلق.. ما هي طبيعة عملك؟
لجنة الشئون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تعمل بمثابة وزارة الخارجية، لحركة المقاومة، وهي المنظمة العامة، فلذلك فهي تتولى كل المهمات المعنية بها.

وهل ستستخدم إيران الأموال التي ستحصل عليها من الاتفاق النووي في تحسين الوضع الاقتصادي؟
لا.. مطلقًا، والدليل أن الاتفاق تم التوقيع عليه عام 2015، وحتى الآن لم يتحسن الوضع الاقتصادي للشعب الإيراني، وإنما صار أسوأ مما سبق، والنظام ذاته يعترف بذلك، حيث أعلنت وسائل الإعلام التابعة للنظام، في الأسابيع الماضية رسميًا، وجود 13 مليون فقير ومعوز في إيران، قيمة الدولار تجاوزت 4000 تومان، مقابل العملة الوطنية، والبطالة والغلاء يتخذان منحنى تصاعديًا، لأن النظام ينفق كل الثروات للتدخل في شئون دول المنطقة، لاسيما في قمع الشعب السوري.

يسعى النظام الإيراني لمحو مجاهدي خلق، لانه يعتبره الجهة الوحيدة التي تعارضه.. فكيف ستتصدى المقاومة لهذا الامر؟

النظام منذ بداية حكمه، لم يتوان عن التآمر ضد المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق، بالتأكيد أنكم سمعتم عن جرائم المالكي وغيره من مرتزقة النظام الإيراني في العراق، خلال السنوات الماضية ضد مجاهدي خلق، حيث حاولوا بالقصف والاغتيال والإعدام واختطاف المجاهدين في العراق، وبتوجيهات الملالي، أن يقضوا على هذا البديل، لكن مجاهدي خلق وبفضل الوعي ومعرفتهم لتكتيكات واستراتيجية النظام، وتقديم التضحيات والنضال الدؤوب، يحبطون هذه المحاولات الرامية إلى تفكيك وتقويض المقاومة.

وهل يمكن أن تحدث ثورة يبدأها مجاهدو خلق، كما بدأها الخميني من باريس؟ أم أن هذا من الصعب الآن؟
لم يكن للخميني أي دور جدي في ثورة الشعب الإيراني ضد الشاه، فهذه الثورة سعرت شعلتها من قبل الشعب الإيراني، وبريادة المناضلين والمجاهدين، وأنصارهم في عموم البلاد، وتكلّلت بالنصر، إلا أن الخميني سرق قيادة الثورة، ولقد بلغت الآن النقمة والاستياء الشعبي ذروته، إلى حد الانفجار، والواقع أن الثورة ضد النظام مستمرة منذ سنوات، ويجب الانتظار إلى أن يخرج أبناء الثورة إلى الشوارع بهدف القضاء على هذا النظام وإسقاطه.