الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مصر والإمارات "كالبنيان المرصوص".. مصير مشترك في مواجهة الإرهاب.. "أهل الشر" يستهدفون كمينًا بالعريش بعد زيارة السيسي للكاتدرائية.. واستشهاد 5 إماراتيين أثناء تنفيذ مشروعات إنسانية في أفغانستان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي لا تدخر فيه دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا أي جهد في مد يد العطاء ونشر ظلال الخير، ليس بين تخومها فحسب، بل في ربوع المنطقة بأسرها، استيقظ الإماراتيون على خبر مفجع، وهو استشهاد خمسة من أبنائهم المكلفين بتنفيذ مشروعات إنسانية في أفغانستان، على أيدي جماعات الظلام الإرهابية، التي ترى في مبادرة الإمارات بالخير والعطاء، إجهاضا لفكرها المتطرف الرافض للحياة بكل أشكالها وصورها في كل الأوطان.
من زاوية أبعد يبدو الوضع متشابها إلى حد بعيد بين مصر والإمارات، فبينما يواصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، زراعة الأمل في ربوع أرض الكنانة، من خلال مشروعات تنموية جبارة، يلاحق الإرهابيون المسيرة بعمليات خسيسة بين الحين والآخر.
وقبل أيام قليلة، أعلن الرئيس السيسي أثناء زيارته الأخيرة للكاتدرائية المرقسية بمناسبة احتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد، أنه سيكون أول المتبرعين لإنشاء أكبر مسجد وأكبر كنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة، وهو إعلان يحمل في ثناياه الكثير، ثم أعقب ذلك هجوم العريش الإرهابي الذي أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة الأبرار، وهو ما يتطابق مع إعلان الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عام 2017 عاما للخير والعطاء فى الإمارات، والذي أعقبه الهجوم الإرهابي الغادر بأفغانستان.
للإرهاب وجه واحد دميم وخسيس، يائس ومحبط، بل إن من خسته ويأسه وإحباطه يحاول أن يوقف كل أشكال الحياة فى الدول التى يستهدفها، فعندما أطل بوجهه القبيح على مصر عقب ثورة 30 يونيو، ونجح الشعب المصري في الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، التي حاولت تفتيت الدولة، تصدت له مصر بكل شجاعة وقوة، ووقف أبناؤها المخلصون من رجال القوات المسلحة البواسل والشرطة، حائلا بينه وبين المواطنين الأبرياء، ليتلقوا بصدورهم رصاصه الغادر فداء لأمن المواطن الذى ائتمنهم على حياته وأمنه.


ولقد كان للرئيس السيسي "بعد نظر" حينما حذر فى أكثر من مناسبة من خطورة الإرهاب، وأنه لا يستهدف مصر وحدها، ولكنه يستهدف دول العالم أجمع، كما حدث في فرنسا، وبلجيكا، وألمانيا، والعديد من الدول الأخرى، والتى كان آخرها التفجير الارهابى الذي استهدف أمس الثلاثاء، مقر محافظ قندهار بجنوب أفغانستان، وأسفر عن استشهاد خمسة من أبناء الإمارات الشقيقة، كان كل همهم، جلب الخير لأهل أفغانستان.
ويحاول الإرهاب حاليا توجيه ضرباته الغادرة إلى أرض الكنانة، لوقف جهود التنمية التي تقوم بها الدولة حاليا لبناء مصر الجديدة، والتي كان آخرها الحادث الارهابى الذى استهدف كمين "المطافئ" بمدينة العريش بشمال سيناء، وأسفر عن استشهاد ستة من رجال الشرطة، وهو يحاول أيضا عرقلة جهود أبناء مؤسس الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد آل نهيان في نشر الخير والعطاء للشعوب والدول، وذلك من خلال ضرباته القذرة، ولكن التجربة الفعلية أثبتت بالدليل القاطع، أن الإرهاب لم ولن ينجح في تحقيق مآربه الشريرة على مر التاريخ، فمصر مستمرة فى طريقها المضىء نحو البناء والاعمار، رغم عملياته الخسيسة، والإمارات أيضا ستمضى قدما فى نهجها، نحو مساعدة الشعوب والدول من خلال عام الخير.
اللافت أن ما يبقى في النهاية بعد موجات القتل المجنونة التي يفجرها الإرهابيون، هو أنها لا تحقق مبتغاها بل تزيد الشعبين والقيادتين المصرية والإماراتية تماسكا وصلابة، فكما يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسى دائما عقب كل حادث إرهابي خسيس أن مصر لن تركع أو ترضخ لقوى الظلام وستواصل مسيرتها بكل عزم وإيمان، خرج اليوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ليؤكد فخر الإمارات بشهداء العمل الإنساني الخمسة في أفغانستان، الذين ختموا حياتهم وهم يسعون لخدمة الضعفاء والأطفال والمحتاجين، وأن استشهادهم، يرفع من رأس الشعب الإماراتى، لتقديمه شهداء في سبيل الإنسانية التي لا يعرفها الإرهابيون.
وأكد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الأعمال الإرهابية لن ترهب الإمارات أو تثنيها عن الحفاظ على مبادئها الإنسانية والخيرية، ومد يد العون والمساعدة للدول والشعوب، مشددا على أن الأعمال الإرهابية الدنيئة التي تمارسها قوى الشر والظلام، لن تثنى الإمارات عن السير بطريق الخير والحق والعطاء.
وما لا يدركه الإرهابيون أو يتعامون عن إدراكه، هو ان لبنات حائط التماسك بين الدول الشقيقة، لا تتداعى مهما تواترت جرائمهم، ففي أعقاب هجمات العريش الإرهابية قبل ايام، سارعت الإمارات بإدانة الهجوم الإرهابي بشدة، وجددت دعمها لمصر فى حربها ضد الإرهاب، وكذلك الحال اليوم، فأدانت مصر حادث التفجير الإرهابى فى أفغانستان، وأكدت دعمها للإمارات حكومة وشعبا، وهو ما يعبر عن موقف ثابت من تضامن وتعاون القاهرة وأبوظبي لهزيمة الإرهاب واقتلاع جذوره، باعتباره آفة هذا العصر الذي يسعى إلى تدمير أمن واستقرار دول المنطقة والعالم.
والدليل على وحدة الرؤى المصرية والإماراتية تجاه مكافحة الإرهاب، هو تأكيد الرئيس السيسى، والشيخ خليفة أهمية التعاون الدولي للقضاء على هذه الآفة، لأن أي دولة مهما كانت إمكاناتها لن تستطيع التصدي له بمفردها.
وأثبتت العمليات الإرهابية الأخيرة مدى عمق العلاقات بين مصر والإمارات، ومصيرهما المشترك فى مواجهة الإرهاب البغيض، الرافض للحياة وسماحة الدين الإسلامي الحنيف.