الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

أمير رمسيس في حواره لـ"البوابة ستار": لغة أفلامي مختلفة عن سينما "يوسف شاهين".. والمخرج الناجح لا تُقتصر أعماله على الكاميرات فقط وعليه التدخل في الكتابة

أمير رمسيس
أمير رمسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما تتخطى منزله، تتوقف للحظة لتتأكد أنك لم تدخل معرضا لأفيشات أفلام، فالجدران مغطاة بصور كبيرة للأعمال المفضلة لديه، قلما تجد فيها فيلما عربيا، مجموعة متنوعة بين «فيفا زلاطا» و«كازبلانكا»، فرمسيس الذى ولد لأبوين كلاهما يعمل معلما، كانت لغته الفرنسية التى تعلمها فى بواكير طفولته سببا فى فتح نافذة له على عالم غير معهود، ولغة تواصل مع يوسف شاهين الذى كان يتحدث الفرنسية كأنها لغته الأم، وكان له فضل على أمير رمسيس الذى درس وتخرج فى المعهد العالى للسينما، ويستعد الآن مع الفنانة بشرى - بدعم من بعض رجال الأعمال- لمهرجان جديد.. عن ذلك وعن بداياته وأحلامه فى مجال السينما كان لنا هذا الحوار مع المخرج أمير رمسيس.. والى نص الحوار:
■ متى بدأ عشقك للسينما؟
- منذ زمن بعيد، لكن المرة الأولى التى قررت فيها أن يكون لى علاقة بها وليس مجرد متفرج، جاءت حينما كنت فى العاشرة من العمر، بعد مشاهدتى فيلم «إسكندرية كمان وكمان» ليوسف شاهين، وحينما كبرت قليلا التحقت بمعهد السينما، باعتبار أنه ليس مجرد مكان للدراسة بل للاحتكاك، بالطبع أهلى كان لديهم رغبة فى دراسة شيء ما غير السينما أكثر استقرارا، ولكن المناقشة لم تستمر لأكثر من يوم واحد.
■ البعض يرى أن لغة أفلامك قريبة من لغة يوسف شاهين السينمائية.. ما تعليقك؟
- غير صحيح، فأفلام مثل «ورقة شفرة أو خانة اليك» لا علاقة بها بشاهين، صحيح «بتوقيت القاهرة» كان فيه من روح شاهين، ولكن عبر اسم الشخصية الأساسية فقط، لكن لغة أفلامى ليست قريبة من لغة شاهين السينمائية.
■ يقال إن المخرج وودى ألان نظير يوسف شاهين أمريكي؟
- صحيح أنهم قريبون ولكنهم مختلفون، فهم فقط متشابهون فى حس الدعابة ولكن عند «ألان» روح الدعابة أكثر شرا، قدرتك أن تسخر من أى شيء تحبه ومن نفسك، ورغم أنهم يحتفون بالحياة والحب وينتصرون للمفاهيم الإنسانية على المفاهيم الأخلاقية، فإن لكل منهم السينما الخاصة به، وودى ألان قادم من عالم الأفلام النفسية، ونظيره غير الكوميدى هو «انجمار برجمان» ولكن أفلام الاثنين مرتبطة ببعضهما فى عالمى.
■ فى رأيك.. ما الذى يميز المهرجانات السينمائية الدولية عن المصرية؟
- بداية الإمكانيات المادية، فأكبر مهرجان مصرى ميزانيته لا تتجاوز نصف مليون دولار، وهو رقم يعجز عن صنع مهرجان قيم، بالإضافة لإمكانيات جغرافية لها علاقة بشكل الصناعة فى تلك الأماكن، نسأل لماذا هناك اهتمام بمهرجان دبى وليس بنظيره القاهرى، دبى مهرجان كبير بكل ما تحمله الكلمة من معنى،، بحكم وضعه أصبح سوقا للفيلم، ووضع الدولة الاقتصادى، وشركات الإنتاج تجد فيه فرصا للتعارف والتوزيع لإنتاجها الخ، مهرجان كان أيضا ليس مجرد عرض لأفلام وجوائز بل للسوق وتوزيع الأفلام بعد ذلك، على العكس يحدث عندنا فمهرجان الإسكندرية لم يعد مهرجانا بل مناسبة للقاء مجموعة من أصدقاء ورفقاء المهنة من الدول العربية، لأنه كيف لك أن تصنع مهرجانا وأهل المدينة ليس متاحا لهم أن يدخلوه،، المهرجانات فى العالم ملتقى صناعيا وليس اجتماعيا، يحمل آمالا لتطوير الصناعة، وأن تجد نوافذ جديدة لتوزيع فيلمك كصانع سينما تلقى بصناع من دولة أخرى، وتعاملوا معا كسينمائيين من مناطق جغرافية أخرى، ليروا كيف لهم أن يتعاملوا.
■ كيف ترى وظيفة ودور السينما.. هل هى للإمتاع أم تحمل رسالة؟
- فى السينما من حقنا «نهزر»، وكما نقول على سينما «ألان» و«شاهين» عبقرية أرى أن فؤاد المهندس عبقري أيضا، «فيفا زلاطة» من أفلامى المفضلة، صعب أن تقول لماذا السينما مهمة فأنا لا أرى السينما كيانا واحدا بل أرى أن هناك تنوعا من الوسائط والأهداف، كلها تستخدم السينما، لا أقدر على أن أقول إن الفيلم الجيد له معايير معينة، من السخف أن نحاول وضع السينما فى إطار، الناقد الذى يتقبل نوعا واحدا فقط مثل المتطرف الدينى الذى يرى أن طائفته وحدها هى الصح والباقى مصيره النار.
■ ماذا عن قراءاتك؟
- أنا مهتم بالجانب الأدبى، سواء كان عربيا أو أوروبيا، وعلى نفس نسق التنوع السينمائى أحب التنوع الأدبى، آخر ما قرأته رواية «بول أوستر» والتى تحمل اسم مستر فيرتيجو، أنا أحب «أوستر» ككاتب وكسينمائى أيضا.
■ هل تفضل أن يكون لمخرج الفيلم دور فى كتابته؟
- من الجيد أن يكون للمخرج تدخل فى السرد، لأن السرد جزء من الإخراج، فدور المخرج لا يجب أن يقتصر على مكان وضع الكاميرا، بل من المهم أن يتدخل فى كتابة «الحدوتة» بشكل ما، ولكن ليس إلزاما أن يكون الكاتب الوحيد للفيلم.
■ هل يجب أن يكون للمخرج رأى أدبي؟
- المخرج يخلق عالما موازيا داخل إطار الشاشة، عليه كذلك أن يعرف الكثير عن العالم الذى يعيش فيه، لكى يمكنه خلق العالم السينمائى البديل أو الموازى، مستحيل أن يكون قادرا على هذا إذا كان جاهلا، ففى «ورقة شفرة» لم أقم بقراءات تاريخية خصوصا للفيلم، أحيانا هناك أفلام تضطرك لكى تقرأ قبل أن تبدأ فيها مثل «يهود مصر».. لكن أنا لدى تحفظات على كلمة مثقف، لأنها أصبح لها معنى نخبوى، فالمثقف بالضرورة لا يجب أن يكون مختلفا مجتمعيا، كلمة مثقف لا بد أن تشمل كل طبقات المجتمع، من المؤلم أن يكون هناك مجموعة من حقها أن تكون مثقفة ومجموعة أخرى تفقد حقها.
لدينا حركة ثقافية لا بأس بها رغم الحدود الكثيرة الموجودة وصعوبة نشر أعمال الكثير من الكتاب، وتحديدا الحركات الجديدة للكتابة، ولكن خلال العامين الماضيين كان هناك تجديد واضح، هناك روايتان لمحمد ربيع أعجبانى بشدة وهما «عطارة وكوكب عنبر»، وإبراهيم عبدالمجيد يقدر على الخروج من مرحلة إلى مرحلة ببراعة جدا، ولا يجب أن نتوقف عن أسماء وننسى الآخرين أو ندحض إبداعهم.
■ من المخرجة المفضلة لك؟
- أفضل فى مصر هالة خليل، وعالميا «إيزابيل بكسى» يشدنى أعمالهما جدا، ولا أحب «جين كامبرين»، فى عالم السينما إبداع السيدات أقل، فى مصر يمكن أن نفهم هذا، لأن فى فترات كثيرة ماضية كانت الصناعة ذكورية بحتة، فلم يوجد منتج يؤمن بقدرة أنثى على تحمل عهدة فيلم، فمن السهل أن تجد مونتير سيدة، ولكن صعب أن تجد مديرة تصوير امراة حتى ظهرت نانسى عبدالفتاح، ويمكن القول إنه بعيد عن تقييم المستوى السينمائى تمكنت إيناس الدغيدى من اجتياز تلك البوابة، وظهرت فى بداية الألفية الجديدة كاملة أبو ذكرى، ونادين خان، وبالتالى بدأت النظرة الذكورية فى الانحسار.
■ كيف سيكون حال السينما إذا اقتصرت على إنتاج أفلام تقنية تحمل رسائل؟
- إذا أنتج السبكى لى سيفلس بالطبع، لكن لا يجب أن تروج لنوع السينما الواحد، يجب أن يوجد فى السينما أفلام لداوود عبدالسيد، جنبا إلى جنب مع أفلام السبكى، دول العالم تنتج أفلاما سوقية كالسبكى، حتى يمكنها صنع أفلام تقنية، ولا يعنى كلامى أننا نحتاج لنوعية أفلام السبكى، ولكن يعنى أن من حق الجمهور أن يختار ما يشاهده، يوسف شاهين نفسه قال إنه وصلاح أبو سيف، وتوفيق صالح ما كان يمكنهم صنع فيلم، إن لم تكن مصر صانعة لأكثر من ١٠٠ فيلم فى العام، من ضمنها أفلام إسماعيل ياسين ونعيمة عاكف.
■ هل تشعر أن هناك تحفزا ضد المسيحيين، لهذا تدافع عن الأقليات بشكل عام؟
- الوضع لم يتغير فى مصر بعد الأحداث ضد دور العبادة المسيحية، وحادث الكنيسة الأخير عنف سياسى وليس عنفا دينيا، ففى النهاية هناك جماعة إرهابية تريد أن تروج لنفسها سياسيا وليس دينيا، فهى ليست أحداث نجع حمادى مثلا.
■ هل واجهتك مشكلة بسبب دينك او انتمائك السياسى؟
- إطلاقا، لديك صناعة قامت على داوود عبدالسيد وخيرى بشارة ويوسف شاهين، وكلهم ليسوا مسلمين، وبشكل عام أرى أن المسلمين أنفسهم مضطهدون فى مصر وليس المسيحيين فقط، هناك تمييز طائفى، لا يجب أن نضحك على أنفسنا، ولكن ليس ضد المسيحيين فقط، تخيلى معى، إذا سافر جميع المسيحيين هل ستتخلص مصر من التميز الطائفى ضد الشيعة أو البهائيين؟ أصبحنا الآن نحاول أن نكون هوية واحدة فردية وليست جمعية، ولكن الوضع ليس مشتعلا، لسنا كـ«لبنان» فى سبعينيات القرن الماضى.