الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

مسئول بحكومة جنوب السودان: خطة لتنمية الزراعة.. ونرحب بمشاركة مصر

عصام فايد وزير الزراعة
عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الاراضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف وكيل وزارة الزراعة للأمن الغذائي بحكومة جنوب السودان، الدكتور جون أوقوتو كانيسيو، عن خطة شاملة للتنمية الزراعية تتبناها بلاده لأول مرة في تاريخها، وهي خطة بعيدة المدى لمدة 25 عاما تمتد إلى عام 2040 وتشمل نقل الزراعة من وضع الزراعة التقليدية الاكتفائية إلى زراعة حديثة مع فائض تصديري.
وقال كانيسيو: إن الخطة لا تعتمد فقط على الموارد الحكومية، ولكنها تعتمد أيضا على كل الفاعلين في مجال الزراعة، من مستثمرين أجانب ومحليين، كما تعتمد في تنفيذها على كل مستويات الحكم من مراكز الولايات والإدارات المحلية، وتفسح المجال لمنظمات المجتمع المدني والدول الصديقة.
وأعرب عن أمله في مساهمة مصر في تنفيذ هذه الخطة لما لها من خبرات في هذا المجال، مشيرا إلى أن أشكال التعاون متعددة من خلال التنفيذ أو التمويل الذي لا يقتصر فقط على المنح، ولكن يمكن أن يكون في شكل قروض أو حتى عن طريق مستثمرين مصريين.
ونوه الى أن هناك العديد من التسهيلات تقدمها الحكومة إلى المستثمرين الأجانب في ضوء قانون الاستثمار الذي ينظم كل هذه الأمور، مشيدا بفكرة المزرعة النموذجية التي تسعى مصر إلى إقامتها لأنها تشرح للمزارعين كيفية الزراعة الحديثة وتسهم في توضيح ونقل الأساليب العلمية في الزراعة إلى المزارعين الذين يتدربون في هذه المزارع وينقلون خبراتهم إلى مواطنين آخرين يطبقونها في حقولهم بعد ذلك بدلا من طرق الزراعة التقليدية.
وأشاد كانيسيو بالحكومة اليابانية التي ساعدت في وضع الخطة التي استغرقت ثلاث سنوات تم خلالها إجراء العديد من الدراسات بواسطة خبراء من البلدين، مضيفا أنه كان يتمنى أن تكون مصر عضوا فاعلا في وضع هذه الخطة لأن لديها الخبرات، معربا عن أمله في عودة مصر لممارسة دورها الريادي الإقليمي والإفريقي والمساعدة في تنفيذ هذه الخطة على الأرض، والارتقاء بالمستوى والأساليب المستخدمة في الزراعة بهدف الانتقال من الأساليب القديمة إلى أخرى حديثة تزيد من إنتاج الفدان للمحصول وتوفر جهدا ووقت المزارع الذي يستخدم أساليب تقليدية ويضيع مجهوده في إزالة الأشجار ومكافحة الآفات يدويا.
وأضاف المسؤول في حكومة جنوب السودان، أن علاقة بلاده بمصر قوية وممتدة إلى ما قبل الاستقلال، وأنها من الدول الأولى والرائدة في مساعدة جنوب السودان للإعمار عقب الحرب الأولى عام 1972 وتوقيع اتفاقية أديس أبابا، حيث قدمت مصر المنح الدراسية في العديد من المجالات ومن بينها مجال الزراعة، وهي مستمرة حتى الآن وخاصة في كلية زراعة جامعة الإسكندرية.
وأشار إلى أن عدد أبناء جنوب السودان الخريجين من كليات مصر في كل المجالات فاق عدد الخريجين من الجامعات الوطنية، وهو ما يفسر أن أغلبية المسؤولين في الدولة من خريجي الجامعات المصرية من وزراء ووكلاء ومدراء، قائلا: "أنا خريج جامعة الزقازيق من كلية الطب البيطري عام 1986، وإننا ما نسينا مصر برغم أني لم أذهب إليها منذ التخرج، ودور مصر حتى الآن واضح وأن العلاقة بين البلدين وطيدة وقوية، وهي علاقة بين شعبين شقيقين مصرين على إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية وتشجيع الزراعة ومجالات آخرى".
ولفت الدكتور جون كانيسيو إلى أن خطة التنمية الزراعية اعتمدت على مسح كافة المناطق للوقوف على الامكانات المتاحة لكل منطقة في جنوب السودان والميزة التفضيلية لها زراعيا، وأي المحاصيل التي يمكن أن تزرعها، قبل الانتقال إلى مرحلة التصنيع الزراعي وتحقيق الأهداف بعيدة المدى، مؤكدا أهمية استغلال الموارد المائية في جنوب السودان والحد من تأثر بعض المناطق من موجات الجفاف وخاصة بعد التغير المناخي وانخفاض كمية مياه الأمطار التي تسقط على جنوب السودان من خلال الري والحد من فقدان الكثير من الماء في موسم الأمطار.
وتابع وكيل وزارة الزراعة للأمن الغذائي في حكومة جوبا، قائلا: "بلادنا تحتاج إلى إدارة الموارد المائية المتاحة لدينا سواء الأمطار أو الأنهار الكثيرة التي تتمتع بها دولة جنوب السودان.. فهناك مناطق تعاني من الفيضانات وكثرة المياه في موسم الأمطار، وهناك مناطق أخرى تعاني من الجفاف، والأغرب أن بعض المناطق التي تعاني من الأمطار في موسم الأمطار هي نفسها التي تعاني من الجفاف الشديد في مواسم أخرى.. لذلك يتضح لنا أنه من خلال إدارة هذه المياه يمكن أن نسيطر على الوضع ونمنع حدوث الجفاف ونحد من التأثير السلبي للفيضانات عبر أساليب ري وحصد لهذه الأمطار بطريقة معينة".
وحول أهمية الزراعة لدولة جنوب السودان، أكد وكيل وزارة الزراعة للأمن الغذائي كل المقومات الزراعية المطلوبة من تربة خصبة وأراضي صالحة للزراعة ومياه وحتى الثروة الحيوانية، ولا ينقص سوى استغلال هذه الثروات لإحداث تنمية ستعود ليس على جنوب السودان فحسب ولكن على العديد من الدول المجاورة، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر سلة غذاء للعالم، وأن المزارع في جنوب السودان لا يعرف شيء عن السماد لأن الأرض خصبة جدا.
وأضاف أنه لذلك يجب أن تعتمد التنمية في جنوب السودان على الزراعة بالرغم من أنها دولة نفطية، لافتا إلى مقولة رائد الاستقلال زعيم جنوب السودان الراحل الدكتور جون قرنق الذي قال إن البترول يجب أن يستخدم في ماكينة الزراعة وأن التنمية الزراعية هي الأهم.
وقال الدكتور جون، إن مقولة الجد صدقت وتعلمنا الدرس بعد النكبة التي حدثت للدول المنتجة للنفط، وتراجع أسعاره الذي ضرب الاقتصاد ضربة موجعة، وأدركنا أهمية تنويع مصادر دخلنا من وسائل أخرى وعلى رأسها يجب أن تكون الزراعة، وأن التنمية الزراعية ستقوم بدورها في إحداث تنمية في الريف.
وأعرب الدكتور جون أوجوتو كانيسيو وكيل وزارة الزراعة للأمن الغذائي بحكومة جنوب السودان عن أسفه لتوقف خطط التنمية وتعثر العديد من مشروعاتها بسبب الأزمة السياسية التي تحولت لحرب أهلية في البلاد وتسببت في العديد من المشكلات في كافة المجالات لا سيما في مجال الزراعة والأمن الغذائي، موضحا أنه لذلك وضعت الحكومة في جوبا أولوية للم الشمل وتحقيق السلام حتى تتمكن من استكمال طريق التنمية.