تواجه القوات المسلحة
والأجهزة الأمنية، عصابات إرهابية منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وتعددت العمليات على
مدار السنوات الماضية، واجهها أبطال الجيش والأجهزة الأمنية بصدورهم دفاعًا عن أرض
الكنانة، وكان آخر هذه العمليات اليوم الإثنين، والتي استهدفت كمينًا بالعريش.
استيقظ أهالي العريش على صوت انفجار ضخم زلزل دائرة
قسم شرطة ثالث العريش واستهدف كمين المطافئ، بسيارة نظافة مسروقة ومعبأة بالمواد
المتفجرة يقودها عنصر انتحاري متطرف، وأعقبها قيام حوالي 20 مسلحا بإطلاق النار
الكثيف على الكمين بالأسلحة الآلية والآر بي جي، وأسفر الحادث الإرهابي عن استشهاد
9 وإصابة 10 من رجال الشرطة ونجاة ضابطين، إضافة إلى إصابة 4 مدنيين أخرين، وفي رد
فعل سريع من قوات الأمن، فتحت عناصر التأمين نيرانها باتجاه الانتحاري وتمكنت من
تصفيته قبل اقتحام السيارة كمين المطافئ.
وقال مصدر أمني: إن ضحايا الهجوم الإرهابى هم
الشهداء: أمينا الشرطة عبد الله عبدالرحمن ناصر، 26 سنة، من محافظة مرسى مطروح،
محمد كامل السيد، 40 سنة، من الشرقية، والمجندان بلال عبدالرحمن عبد الحميد، 22
سنة، من محافظة دمياط، حسن جمال حسن، 22 سنة، من محافظة أسيوط، بجانب 4 مجندين
آخرين، يجرى التعرف على هويتهم، وجثة أخرى.
وتضمنت قائمة المصابين، نقيب
الشرطة أحمد راضى محمد، 26 سنة، من محافظة الإسماعيلية، بطلق نارى بالركبة اليسرى،
المجندون رجب محمد عبد المنعم، 22 سنة، من محافظة الفيوم، وعمرو رمضان محمد، 22
سنة، من محافظة الفيوم، محمد سعد عيد، 22 سنة، من محافظة الفيوم، محمود ناصر يوسف،
22 سنة، من محافظة القليوبية، حسن سلمة سلمى، 22 سنة، من محافظة دمياط، مؤمن عبد
الله مسلم، 23 سنة، من محافظة المنوفية، معاذ محمد مغازى، 20 سنة، من محافظة
الجيزة، عطية عامر عبد الله، 21 سنة، من محافظة الفيوم، أحمد رضا عمرو، 23 سنة، من
محافظة الدقهلية، حجازى فوزى حسن، 22 سنة، 22 سنة، من محافظة كفر الشيخ، وأصيبوا
بطلقات نارية وشظايا بمختلف أنحاء الجسد، أما المدنيون المصابون فهم، سناء عدلى
محمود، 40 سنة، شظايا بالرأس، إسراء محمود محمد، 22 سنة، شظايا أسفل العين اليسرى،
أمل عبد الله حسين، 12 سنة، طلق نارى بالكتف الأيمن، السيد زكى محمد، 38 سنة، الشرقية،
طلقات نارية بالبطن.
وعثرت قوات الشرطة على جثمان أحد العناصر التكفيرية
المهاجمة لكمين العريش وبحوزته سلاح آلى مرتديا الزي الأسود الخاص بعناصر تنظيم
أنصار بيت المقدس الإرهابي، وبحوزته درع واقي وجهاز محمول موتوريلا، و3 قنابل وتم
التحفظ على جثمانه، بالإضافة الى جثة الانتحاري منفذ العملية، وكشف مصدر أمنى، أن
العناصر التكفيرية قامت بإطلاق نار عشوائي على كمينين آخرين مجاورين لكمين المطافئ
بالتزامن مع الهجوم لإشغال القوات الأمن حتى تنفيذ العملية.
وأكد مسئول مركز الإعلام
الأمني بوزارة الداخلية، أن الأجهزة الأمنية بشمال سيناء تمكنت من التصدى لهجوم
إرهابى مسلح، شارك فيه ما يقرب من 20 عنصرًا، صباح الإثنين، حاولوا اقتحام كمين
"المطافئ" بدائرة قسم ثالث العريش، عبر استخدام قذائف (آر.بى.جى) وسيارة
مفخخة، فضلًا عن كثافة نيرانية من الأسلحة الآلية والمتوسطة، وزرع عبوات متفجرة
بنطاق الكمين.
وقال في بيان لوزارة الداخلية: قامت القوات على
الفور بالتصدى الحاسم لهذا الهجوم، وتمكنت من تفجير السيارة المفخخة قبل وصولها
إلى الكمين، والتعامل مع العناصر الإرهابية، ما أسفر عن مقتل خمسة منهم وإصابة
ثلاثة آخرين، كما نجحت القوات فى إبطال مفعول العبوات الناسفة التى تم زرعها.
وأسفر الهجوم الغادر عن استشهاد سبعة من رجال الشرطة
(أمين وستة مجندين) بالإضافة إلى أحد المواطنين الذى تصادف مروره بنطاق الكمين،
وكذا إصابة (6) من القوات و(6) من المواطنين، وتم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقى
العلاج، وحالتهم العامة مستقرة.
كما نجحت القوات فى ضبط (14 خزينة بها العديد من
طلقات عيــار 7.62×39 – 2 شريط متعدد – 30 طلقة آلى – 2 قنبلة يدوية – 2 جهاز
لاسلكى – صديرى واقى – حزام ناسف - عبوة تحوى مواد مشتعلة – عدد (1) تايمر) كما تم
ضبط سيارة تاكسى مبلغ بسرقتها بالقرب من مقر الكمين تحوى بعض الملابس التى كان
يرتديها الإرهابيين أثناء فرارهم.
هجوم متزامن على كمين
المساعيد
وعقب ذلك حاولت مجموعة إرهابية أخرى تنفيذ هجوم على
كمين "المساعيد" بالطريق الدائرى، وإطلاق النيران على القوات بكثافة،
إلا أن الأخيرة تصدت لهم وأجبرتهم على الفرار فى المنطقة الجبلية المتاخمة، ما
أسفر عن استشهاد أحد المجندين، وقامت القوات حاليًا بعمليات تمشيط واسعة فى محيط
المنطقة، للعمل على ضبط هؤلاء الإرهابيين.
وأكد العقيد حاتم صابر، خبير مقاومة الإرهاب: إنه من
الصعب التكهن بموعد انتهاء العمليات الإرهابية، وإنه لا توجد أي دولة في العالم
تستطيع أن تمنع العمليات الإرهابية بشكل كامل.
وأضاف صابر أن القضاء على العمليات الإرهابية،
يستلزم بعض الوقت، وأن مصر على الطريق الصحيح في هذا المجال، لافتًا إلى أن اختراق
الجماعات الإرهابية، هو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب، وأكد أن مصر تقاتل
تنظيما إرهابي مدعوم دوليًا ومخابراتيًا، وأسلحة فاقت تسليح الجيوش، مشددًا على أن
مصر تضرب مثالًا للعالم في مكافحة الإرهاب.
وأدان الدكتور شوقي علام،
مفتي الجمهورية، العملية الإرهابية الدنيئة التي نفذها مجموعة من الخوارج، مؤكدًا أن
هذه العمليات الإرهابية الآثمة لن تفت في عضد رجال الأمن الذين وهبوا أرواحهم
فداءً ووفاءً للوطن، ولن تزيد الشعب المصري إلا تماسكًا ودعمًا لمصر وجيشها
وأمنها، وتوجه مفتي الجمهورية بخالص العزاء لأسر الشهداء، داعيًا الله أن ينزلهم
منازل الأبرار، وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان، ويشفي المصابين شفاءً تامًّا
عاجلًا لا يغادر سقمًا.
