الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف في حوار خاص لـ"البوابة نيوز": تثبيت خطباء المكافأة "بدعة".. و"إحنا مش بنأمن أضرحة الصوفية".. الخطاب الدعوي تجاوز مرحلة المشاحنات داخل المسجد

جابر طايع رئيس القطاع
جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الاوقاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف: إن الوزارة ماضية فى سبيل تحقيق مهامها الخاصة بالخطاب الدينى وبسط سيطرتها الكاملة على المساجد بشكل يضمن إقرار الهيبة ويحفظ بيوت الله من الخلافات السياسية والصراعات التى انتشرت خلال مرحلة الإخوان إلى ما بعد 30 يونيه.

وأشار طايع فى حواره لـ"البوابة نيوز" إلى أن مساعى الدعوة السلفية فى اختطاف المساجد لم يعد ممكنًا اليوم، وأن سبل اختراق المنظومة التى تعمل عليها الوزارة "وَهم" لن يتحقق مهما بذل البعض وأنفق، مشددًا على أن الوزارة تمتلك أعدادًا من الأئمة الأزهريين يكفى لاحتواء مساجد مصر جميعها.. وإلى نص الحوار: 

فى البداية.. ماذا قدمت الأوقاف فى سبيل تجديد الخطاب الديني؟

تجديد الخطاب الدينى ليس وليد لحظة تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى ودعوته فى معرض حديثه باحتفال الوزارة، حيث سبق لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة تحمل مسؤولية التجديد منذ اللحظة الأولى التى تولى فيها الوزارة، واستطاع خلال تلك الفترة أن يحول دون الممارسات التى أوجدها نظام الإخوان وما تلاه من محاولات متطرفة لزرع الفتن والشقاق داخل بيوت الله، وبفضل من الله قضينا على تلك الممارسات وأعدنا لبيوت الله هيبتها، فكانت المعارك تقوم على امام ليس من هذا الفصيل او ذاك فيخرج عليه المخالف، فلم يعد ذلك موجودًا، ثم أقدمنا على الخطوة الأجرأ بتوحيد الخطاب والتحدث فى أمور تناسب الظرف الحالى وحاجة المجتمع، وشددنا على منع الحديث فى السياسية واقتصاره على الدعوة فقط وعزل المنابر عن أى خلافات تحدث على الساحة

وما الذى تسعى الوزارة لتقديمه خلال هذا العام؟

نسعى لمواصلة جهودنا واستكمال السيطرة على المساجد وحسمها أكثر من ذلك، لأن بيوت الله لها قدسية خاصة نحن مسئولون عنها يوم القيامة.

ولكن بعض الأئمة كانت لهم اعتراضاتهم على توحيد الخطبة كونها لا تراعى الزمان والمكان؟

للبعض أن يرتأى كيفما شاء من وجهة نظره، لكن الوزارة بإقرارها الخطاب الموحد جعلت الموضوع الواحد أطروحة يبتكر خلالها كل إمام بما يرتأيه من مقال يناسب المجتمع الذى يخاطبه ولم نضع سوى الخطوط العريضة التى من خلالها يمكنه أن يتحدث فى الناس فى موضوعات الجميع بحاجة إليها من أمانة وحب للوطن وغيرها من الموضوعات التى تطرح عبر موقع الوزارة بشكل أسبوعى يمكنه من اختيار الالفاظ المناسبة التى من شأنها التواصل مع رواد المسجد وثقافتهم.

وهل تمتلك الوزارة حصرًا لأعداد المساجد الحالية؟

أعداد المساجد وصلت إلى 110 آلاف وهى فى زيادة بشكل مستمر، ما يصعب معه إصدار إحصائية بشكل جازم، لكننا نجزم بالسيطرة من خلال توفير الأئمة الوسطيين والاستعانة بهم لإيصال تلك الرسالة بالصورة الصحيحة والمطلوبة، حيث بدأت السيطرة من 80 ووصلنا الآن إن لم أكن مبالغًا مائة بالمائة سيطرة، حيث كانت المخالفات فى السابق تتجاوز الـ40 مخالفة شهريًا، أما الآن لا يصلنا سوى القليل منها، وقد تمر الأشهر ولا تصلنا سوى مخالفة واحدة.

ماذا عن التفاوت بين أعداد المساجد والأئمة؟

ليس هناك عجز، فالوزارة تمتلك أئمة معينون أعددهم بالآلاف، إضافة إلى خطباء نستعين بهم من أجل سد باقى العجز، حيث نمتلك خطباء مكافأة من أساتذة جامعة الأزهر، إلى جانب الموظفين المعينين بالأزهر، خلاف الخطباء الآخرين بالمكافأة.

وهل سنشهد استعانة بعدد من الشخصيات الأخرى خلاف الأزهريين مثل دعاة البدلة أو السلفيين؟

قولًا واحدًا لا، فلدينا من الأزهريين الكثير القادر على ضبط الخطاب الدينى ومواجهة التشدد، فهناك علماء المشيخة وأساتذة الجامعة وخريجى الكليات الشرعية، إلى جانب علماء وزارة الأوقاف، ومن تتلمذوا فى مراكز الثقافة الإسلامية.

كيف تواجه الأوقاف خطباء السلفيين؟

هناك تصاريح تستخرج لبعضهم بموجب شهادتهم الأزهرية، و"ياسر برهامي" واحد من هؤلاء الشخصيات التى يتم التجديد لهم كل شهر، ولا يمكن منعه بأى حال من الأحوال ما دام ملتزمًا بالخطبة وبالفكر الوسطي.

وما الإجراءات التى تقوم بها الوزارة فى حالة صعودها لغير المختصين؟

بعد صدور قرار بتجريم الخطاب الدينى لغير المختصين، حيث منحت الوزارة الضبطية القضائية لمائة مسؤولًا بجميع محافظات الجمهورية وتحرير محاضر لمن يعتلى المنبر وليس لديه تصريح، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضده.

لكننا وجدنا فى الآونة الأخيرة مطالبات البعض بالتعيين؟

أعداد خطباء المكافأة ليست الستة آلاف الساعية إلى التعيين، فهناك غيرهم الكثير لكننا لم نسمع منهم تلك المطالبات، فخطباء المكافأة يشملون أيضًا أساتذة الجامعة وموظفى الأزهر وشيوخ الأئمة، وآخرون لكن ما يسعى إليه هؤلاء ليست سوى بدعة لم نسمع بها من قبل، فالمسلمون عند شروطهم وقد اتفقنا معهم على أن يقوموا بذلك بمقدار 20 دقيقة أسبوعيًا، ونترك لهم باقى الأسبوع للتفرغ والعمل فى مواقعهم المعتادة.

وماذا عن الأزمة الأخيرة؟

لم يعد هناك أزمة فمن استطاع منهم اجتياز المسابقة فقد تمت الاستعانة به كإمام معين، أما الآخرون فستتم الاستعانة بهم كخطباء مكافأة وسيخضعون فى مرحلة لاحقة إلى عملية تأهيل من أجل زيادة المكافأة وتحسينها وليس بوسعنا أن نفعل أكثر من ذلك لهم.

ما أبرز التحديات التى تواجه الخطاب الديني؟

يواجه الخطاب الحالى مشكلة الأئمة الذين تم تعينهم مسبقا دون مسابقة فهم غير مؤهلين نسبيا، وهو الأمر الذى دفعنا إلى تكثيف العمل بنظام الدورات التأهيلية التى تقام بشكل دورى داخل مسجد النور.

البعض يتهم المؤسسة الدينية بعدم التوحد وظهر ذلك خلال دعوات الحوار المجتمعى الأخيرة؟

ليس صحيحًا، فالتنسيق موجود بالفعل، ووزير الأوقاف عضو بالمجلس الأعلى للأزهر ويتم التنسيق بين الشيخ والوزير، ولكن لكل منا نشاطه الخاص به، وجميعنا فى منظومة واحدة.

بعض المؤسسات الدينية نجحت فى استثمار التواصل فى الانتشار، فهل لجأت الوزارة إلى السير فى هذا الطريق؟

بالتأكيد، فنحن لدينا موقع إلكترونى يستقبل جميع المشكلات والمقترحات ويتم الرد عليها بشكل يومي، ووصل عدد زوار الصفحة 7 ملايين زائر، كما أن الوزارة تعمل على توفير الردود بشكل مستمر من خلال موقعها الرسمي.

هل لوسائل الإعلام تأثير على دور الوزارة الدعوي؟

وسائل الإعلام بحاجة لتحديث وتجديد، لأنها تعرض المساوئ دائما بشكل متعمد، فضلا عن الأسئلة التى قد تثير جدلًا واسعًا فى المجتمع من خلال تساؤلها المستمر "فلان يطلق عليه شهيد، طيب هيدخل الجنة ولا النار" وتستضيف دائمًا من يثيروا الجدل والتساؤل فى المجتمع.

ولماذا لا تطالبون بقانون يمنع غير المختصين من الظهور الإعلامي؟

إذا ظهروا بقنوات مملوكة للدولة تحق للأوقاف أن تمنعهم، ولكن غير ذلك ليس من اختصاصها، فهذا يتعارض مع الحريات، ما يجعلنا إلى مخاطبتهم عن طريق الحث الوطنى النابع من الإعلامى وليس بالضرورة أن تصبح مطالبنا بالأوامر والتكليفات من مرؤوسيهم.

 يرى البعض أن أئمة الأوقاف بحاجة إلى التدريب على الفكر المستنير، فما تعقيبك؟

الأوقاف لديها دورات تدريبية تعمل طوال العام داخل مسجد النور بالعباسية، ونحن نسعى دائما لتحسين مستوى الإمام حتى يتواكب مع مستجدات العصر، وإذا كان هذا التدريب غير كافيًا نقبل الانتقاد ولا مانع لبذل مزيد من الجهد.

كم عدد المعاهد التى تشرف عليها الأوقاف؟

الوزارة تشرف على 27 مركزًا فى جميع محافظات الجمهورية، وتسمى بمراكز الثقافة الإسلامية فى كل محافظة مركز، يتم تدريس المناهج المعتمدة والمنتقاة والمنقحة تنقيحًا أزهريًا وسيطًا يخرج إمامًا مؤهلًا ومعتدلًا للمساهمة فى تطوير الخطاب الديني.

هناك هجوم على التراث من قبل البعض، فهل له تأثير على أئمة الأوقاف؟

مشكلة التراث والرد على المشككين فيها مسؤولية الأزهر الشريف والمؤسسات التعليمة الأخرى، لأن الأوقاف خاصة بالدعوة فقط، ونحن نؤمن بأن تراثنا جيد والأئمة الأربعة أدوا رسالة ولا يمكن إزالة التراث وهناك مصالح لدى البعض فى إزالته، وهذا الأمر لن ننجر إليه.

عودة كتب السلفية مجددًا إلى المساجد، ما سببه؟

يحاول البعض اختراق المنظومة الفكرية والعلمية والدعوية للمساجد ببث هذه الكتب، ولا شك أن محاولتهم ستسمر ونحن كوزارة مستمرون فى حملات التفتيش، والرقابة من أجل تأمين مساجدنا من أى خطر يهدد الخطاب المعتدل والفكر الوسطى الأزهري.

وفيما يخص مساجد كرداسة وناهيا؟

نتعامل مع المشاكل التى تصل إلينا فى تلك المناطق، ولكن للأمانة سيطرتنا ليست مائة بالمائة، فيوجد الكثير من الصعوبات والتحديات التى تواجهنا فى المناطق العشوائية ونسعى لتجاوزها والتعامل معها بصفة مستمرة كى نصل إلى فرض السيطرة التامة؟

وماذا عن الإسكندرية؟

المحافظة الآن تحت السيطرة الكاملة، فجميع التقارير التى تصل إلينا من خلال وكيل الوزارة الدكتور عبدالناصر نسيم تؤكد وتبشر بتلك السيطرة، والمتابع لما تصدره المديرية من جهود يعلم ذلك.

هناك استنكار صوفى لتجاهل أزمة أضرحتهم التى تواجه الهدم على أيدى الوزارة وأئمتها، فلماذا يحدث ذلك؟

الوزارة جهة مسئولة عن المساجد وتأمينها وحماية الدعوة، وليست مسئولة عن تأمين الأضرحة التى يقيمها البعض خارج ساحات المسجد، ولا يعنينا فى الأمر سوى مساجد آل البيت الكبرى كالحسين والسيدة زينب وغيرهما، وما يقوم به البعض من إنشاء أضرحة خارج ساحات المسجد ويطالبنا بتأمينها له فلسنا من يفعل ذلك الأمر وليقوم عليه هو أو يأتى بحراسات خاصة كيفما شاء.