الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تدخلكم مرفوض ولكن الحذر مطلوب!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى البداية.. نتقدم بأخلص التهانى القلبية لشعبنا المصرى بكل أطيافه المختلفة، بمناسبة حلول العام الجديد، وتهانينا الخاصة لإخواننا المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد الجديد.. أعاده الله علينا، وعليهم بالخير، واليمن والسعادة، ونحمد الله أن وطننا بخير، وشعبنا موحد دون انقسام أو تفتيت وخال من الفتن والحروب الأهلية والقلاقل حتى نتمكن من إعادة بنائه، رغم الظروف الاقتصادية التى نمر بها وارتفاع الأسعار، إلا أن كل هذا يهون، ونحن قادرون على تخطى كل الصعاب باصطفافنا خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى وزملائه من قادة عظام، وتجلى هذا فى انتفاضة الكنائس المصرية ضد المشروع الأمريكى المقدم للكونجرس تحت مسمى «متابعة ترميم الكنائس المصرية»، والذى أعلن عنه مجدى خليل، عضو منظمة التضامن القبطى، وأحد أقباط المهجر، وأن منظمته تقدمت بطلب لسن مشروع قانون بالكونجرس الأمريكى لترميم الكنائس المصرية، وبعد أن آلت الأمور فى مصر بقانون لبناء الكنائس بشكل غير مرض - على حد زعمه، وأن القانون سوف يسمى «قانون المساءلة المتعلقة بالكنائس القبطية» فبادرت الكنيسة الأرثوذكسية برفض هذا المشروع من خلال بيان أكدت فيه:
(ترفض الكنيسة القبطية المصرية قانون أمريكى خاص بترميم الكنائس المصرية المتضررة، وتعلن أن الحكومة المصرية قامت بواجبها الكامل بإصلاح وترميم الكنائس بجهود مصرية وأموال مصرية).. وأضافت: «الوحدة الوطنية فوق كل اعتبار ولا نقبل المساس بها إطلاقًا».
كما أصدر مجلس كنائس مصر بيانًا أدان فيه مشروع القانون والذى يطالب فيه وزير الخارجية الأمريكى بتقديم تقرير سنوى إلى الكونجرس بشأن الجهود لترميم وإصلاح الممتلكات المسيحية التى تعرضت للإتلاف من قبل العناصر المتطرفة فى ٢٠١٣ معلنًا أن الحكومة المصرية قامت بواجبها الكامل فى إصلاح وترميم الكنائس، واستنكر القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، موقف الإدارة الأمريكية من خلال بيان - أيضا - أكد فيه رفض الكنائس المصرية أى تدخل أجنبى فى الشأن الخاص المصرى، موضحا أن الإدارة المصرية وقفت إلى جانب المسيحيين فى مصر منذ قيام ثورة ٣٠ يونيو، وقامت بإعادة ترميم معظم الكنائس التى تعرضت للحرق والتدمير على يد جماعة من المتطرفين فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة عام ٢٠١٣، مشيرًا إلى أنه تم الاعتداء على ١٢ كنيسة إنجيلية إلى جانب عدد من المنشآت المملوكة لكنائس ومؤسسات إنجيلية، وتم الانتهاء من ترميم وإعادة بناء أكثر من ٩٠٪ منها والباقى فى المراحل النهائية من التشطيبات.
كما أشار إلى أن إصدار قانون بناء وترميم الكنائس تم بتوافق الكنائس المصرية الثلاث، وأشاد بموقف الدولة من الحادث الإرهابى الذى تعرضت له الكنيسة البطرسية بالقاهرة، وقيام الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة بإعادة ترميم الكنيسة البطرسية خلال أيام قليلة، وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الحادث.
بينما أكد الأنبا بيمن، أسقف نقادة وقوص للأقباط الأرثوذكس ومقرر لجنة الأزمات بالكنيسة والمسئول عن ملف الكنائس المتضررة، أن ٩٣٪ من الكنائس التى دخلت المرحلة الثالثة «الأخيرة» من خطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإعادة بنائها أو ترميمها والتى بدأ العمل فيها منذ بداية العام الحالى، تم الانتهاء منها بشكل كامل ولم يتبق سوى ٧٪ من الكنائس التى تحتاج لبعض التشطيبات الداخلية. كما أكد أن جميع الكنائس التى تعرضت للتدمير والاعتداء من قبل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وحلفائهم من جماعات متطرفة ستقام بها قداسات عيد الميلاد والصلوات بشكل طبيعى جدًا بنسبة ١٠٠٪. حيث أوفت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بوعد الرئيس السيسى، ووصلت تكلفة إعادة إعمار وإصلاح وبناء جميع الكنائس ١٧٠ مليون جنيه تحملتها بالكامل القوات المسلحة.
وبلغ عدد الكنائس والمبانى الكنسية التى تعرضت كليًا وجزئيًا للحرق والتدمير والتخريب من جانب الجماعات الإرهابية حوالى ٦٨ وقامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع الكنائس بتقسيمها لثلاث مراحل انتهى العمل فيها جميعا ما عدا بعض التشطيبات البسيطة الداخلية فى تلك الكنائس والمبانى، وتوزيعها كالآتى ٣٤ كنيسة ومنشأة كنسية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية، ١٨ كنيسة ومبنى كنسى تابعة للكنيسة الكاثوليكية، ١٦ موقعًا ومنشأة كنسية تابعة للكنيسة البروتستانية، ويأتى هذا الإعلان فى توقيت حساس، حيث إن السلطة لم تنتقل بعد للإدارة الأمريكية الجديدة عقب فوز الرئيس دونالد ترامب، وفى ظل الإدارة الأمريكية القديمة برئاسة أوباما، والتى شجعت وباركت وخططت لاستيلاء جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها من قتلة وإرهابيين على الحكم فى مصر، وهم الذين قاموا بحرق وتدمير الكنائس المصرية ومبانيها؟! أليس هذا أمرا مخزيا وتدخلا غير مسبوق فى شأننا الداخلى، وهو الأمر الذى رفضته وزارة الخارجية المصرية فى بيان لها عقب العدوان الآثم الذى تعرضت له الكنيسة البطرسية المصرية، والذى أودى بحياة أكثر من ٢٧ شهيدا والعديد من المصابين بعضهم إصاباته خطيرة وكشفت التحقيقات واعترافات المتهمين بدور جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، خاصة قيادتهم الهاربة فى تركيا وقطر، خاصة القرضاوى، والذى تستقبلهم الإدارة الأمريكية بحفاوة؟! كما أن هذا الإعلان يأتى قرب الاحتفال بعيد الميلاد وتوجيه الكنيسة الدعوة للرئيس عبدالفتاح السيسى لحضور قداس العيد وفقًا للبروتوكول والذى واظب عليه السيد الرئيس خلال العامين الماضيين بالحضور وفى ظل استنفار أمنى بجميع المحافظات لتأمين دور العبادة وانتشار القوات فى محيط الكنائس ونشر البوابات الإلكترونية على أبوابها والتنسيق الأمنى مع عناصر الكشافة الخاصة بدور العبادة المسيحية، خاصة عقب قيام أحد المجهولين فجر الثلاثاء ٢٧/١٢/٢٠١٦ بالقفز من أعلى سور كنيسة العذراء بدمياط، وكتب عبارات تهديد بأرضية الكنيسة باللون الأحمر «هتموتوا يا مسيحيين»، وسجلت كاميرات المراقبة بالكنيسة هذا والتقطت صورة له وجار القبض عليه.
والتحذير الذى نطلقه أن هناك بعض العناصر التى تعمل وفقًا للأجندات الأجنبية تسعى للاستقواء بالخارج وضرب علاقاتنا بالإدارة الأمريكية الجديدة ويعزز هذا اتهام الرئيس الأمريكى الجديد للرئيس المنتهى ولايته باراك أوباما بإطلاق التصريحات النارية ووضع العراقيل التى تعوق انتقال السلطة، كما أن الإدارة الجديدة تعتزم اتخاذ موقف حاسم من التنظيمات الإرهابية بمنطقة الشرق الأوسط ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، واحتمال تمرير مشروع قانون اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وهذا المشروع موجود بالمجلس التشريعى منذ ثلاث سنوات الأمر الذى يستوجب علينا اتخاذ الحذر من الإدانة الكاملة لهذا التدخل فى شئوننا الداخلية.