الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

نيلوفار رحماني أول امرأة تقود طائرة بسلاح الجو الأفغاني

نيلوفار رحماني
نيلوفار رحماني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبحت نيلوفار رحماني، أول قائدة طائرة في سلاح القوات الجوية الأفغانية، رمزًا قويًا لما تستطيع المرأة الأفغانية أن تحققه في عصر ما بعد تنظيم طالبان، ومع ذلك، ففي الدولة بالغة التحفظ، أدى تسليط الأضواء عليها إلى تعرضها لتهديدات واختبائها من انتقام المتمردين والأقارب.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات من حصولها على مؤهلها في مجال الطيران، تأمل طيارة القوات الجوية الأفغانية البالغة من العمر 25 عامًا أن تبدأ حياة جديدة بالولايات المتحدة، حيث طالبت بالحصول على اللجوء السياسي، وقالت إن حياتها معرضة للخطر إذا ما عادت إلى وطنها.
ذهبت كابتن رحماني إلى الولايات المتحدة في صيف 2015 للتدريب على قيادة طائرات النقل C-130 مع القوات الجوية الأمريكية.
وبموجب شروط عقد التدريب، كان من المقرر أن تعود إلى أفغانستان أمس السبت، لكنها لن تعود، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، قائلة: "أتمنى أن أقود الطائرة لبلادي".
وقالت رحماني من قاعدة القوات الجوية في ليتل روك بأركانساس، حيث استكملت تدريبها على الطيران: "أتمنى أن أقود الطائرة لبلادي، لكني أشعر بالخوف على حياتي".
وتعد كابتن رحماني أعلى رتبة بالقوات المسلحة الأفغانية تطلب حق اللجوء السياسي بالولايات المتحدة أو كندا. فقد تم اعتقال ثلاثة جنود أفغان بعد فرارهم من التدريب في ماساشوستس عام 2014 وتوجههم إلى كندا.
وذكرت أن قائد القوات الجوية الأفغانية الجنرال عبدالوهاب وارداك قد حذر الطيارين الذين يتلقون التدريب بالولايات المتحدة مؤخرًا من طلب اللجوء، قائلًا: إنه سيتم ترحيلهم إلى أفغانستان والقبض عليهم إذا ما حاولوا ذلك.
ذكر الملازم جلال الدين إبراهيم خل، المتحدث الرسمي باسم القوات الجوية الأفغانية، أنه يتعين على الطيارين العودة إلى الوطن في أعقاب استكمال التدريب بالخارج.
وتقول رحماني: إنه في حال حصولها على حق اللجوء بالولايات المتحدة، سوف تواصل العمل في مجال الطيران، سواءً مع القوات الجوية الأمريكية أو الطيران التجاري، مؤكدة "يرجع السبب وراء كل ما مررت به وعانيته إلى رغبتي في الطيران. لقد كان ذلك هو حلمي".
ويأتي طلب اللجوء قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يشدد القيود المفروضة على الهجرة، خاصة هجرة المسلمين.
وخلال حملته الانتخابية، دعا ترامب إلى فرض حظر كامل على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. ويوم الأربعاء، بدا أنه يشير إلى أن اعتداء الشاحنة على سوق الكريسماس في برلين يبرر اقتراحه المثير للجدل.
ونقل الصحفيون، الذين تساءلوا ما إذا كانت اعتداءات برلين تجعله يعيد تقييم مقترحاته بمنع هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة أو إعداد سجل وطني للمسلمين، عن ترامب قوله: "تعرفون خططي. وطالما أثبتت أنني صائب مائة بالمائة".
ولم يتضح ما إذا كان ترامب يؤكد ثانيةً على دعوته بفرض حظر كامل على هجرة المسلمين أو توضيحه اللاحق بشأن قصر الحظر على المسلمين الوافدين من بلدان ذات تاريخ من التطرف الإسلامي.
موقف ترامب معها
بلغت كابتن رحماني سن الرشد في كابول بعد أن أطاح الغزو الأمريكي لأفغانستان بتنظيم طالبان عام 2001، مبشرًا بعصر يوفر فرصًا وحريات غير مسبوقة للنساء في البلاد، حيث يعمل عدد قليل منهن خارج المنزل.
أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها ملايين الدولارات بهدف تضييق الفجوة بين الجنسين من خلال دعم تعليم المرأة وتوظيفها في مجالات تتضمن القوات المسلحة التي تعد أغلبيتها من الرجال، ويعتبر قرار كابتن رحماني باللجوء السياسي رمزًا لمحدودية تلك الجهود، التي اجتذبت المتطرفين، ومن بينهم متمردي طالبان.
وسام المرأة الشجاعة
منحت وزارة الخارجية الأمريكية في العام الماضي كابتن رحماني وسام المرأة الشجاعة الدولي، اعترافًا بالمخاطر التي واجهتها جراء العمل بهذه المهنة.
واستمرت التهديدات تطارد أعضاء أسرة رحماني المقربين منذ أن انتقلت إلى الولايات المتحدة، ما اضطرهم إلى الانتقال من مكان لآخر ثلاث مرات منذ رحيلها عن أفغانستان.
ولم يقدم لها رؤساؤها بالقوات المسلحة الأفغانية أي دعم، بل شجعوها على الاستقالة، بحسب ما ذكرته كابتن رحماني ووالدها والمسئولون الغربيون المطلعون على قضيتها، وساعدتها الضغوط التي يمارسها الائتلاف العسكري بزعامة الولايات المتحدة على الاحتفاظ بوظيفتها.
وبموجب قانون الهجرة الأمريكي يتعين على طالب اللجوء السياسي أن يقدم أدلة تثبت تخوفه من المحاكمة جراء العرق أو الديانة أو الجنسية أو عضوية إحدى الجماعات أو الانتماء لأي آراء سياسية.
وذكرت كيمبرلي موتلي، محامية كابتن رحماني التي عملت في أفغانستان لسنوات، أن الطلب الذي قدمته موكلتها للحصول على حق اللجوء يفي بتلك المعايير.
وقالت: "هناك مخاوف كبيرة على سلامتها إذا ما عادت إلى الوطن، فالتهديدات التي تتلقاها موثقة، ولسوء الحظ، فقد أخفق بعض رؤسائها في توفير الحماية لها".