الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

جهلاء الإعلام .. والإعلام الفاسد (2-2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عن كل المتآمرين على مصر، كل المتطاولين على جيش مصر وعلى اختيارات شعب مصر، عن كل أبواق الطابور الخامس، نستكمل مقال الأـسبوع الماضي..
** في المقال السابق تحدثت عن "أراجوز" قناة الـ cbc،  هذا المفلس الذي راهن على تفاهة وسطحية عقول من يشاهدونه، وأهان جيش مصر وشعب مصر دون خجل ولا خشية، وسعيا للشهرة التافهة الزائفة الزائلة، وتحدثت عن أحد مصابي الثورة، الذي أخد من التكريم ما لم يأخذه مصاب آخر من المصابين الكثر، ولم يأخذه حتى شهداؤها، فنسى نفسه معتقدا أنه سياسي عميق عتيق، ومنحه "محمود سعد" على قناة النهار الفرصة ليصول ويجول بسلاطة لسانه، مهاجما جيش مصر الذي يصفه بـ "العسكر"، وهو الجاهل بقيمة جيش مصر ومكانة جيش مصر، ثم مهاجما ثورة 23 يوليو، التي لولاها لما كان هو طبيبا، بل كان سيصبح مجرّد مصري يعيش تحت وطأة المستعمر المحتل، ذليلا مستعبدا ولا قيمة له، وهذان ليسا وحدهما النموذج، لكن هناك مهرجاناً إعلاميّاً فاسدا، مستمرّاً ومتواصلاً على معظم القنوات التلفزيونية المصرية، وحلقاته متواصلة بدأب لاختراق عقول البسطاء، والأمر لا يقتصر على محمود سعد وحده، ولكن معظم المذيعين يفعلون هذا، رغم ادّعاءاتهم بالوقوف مع الثورة!!. 
هناك هجمة مسعورة من الوجوه المشبوهة، تستضيفهم معظم القنوات، يتحدثون باسم الثورة والثوار، في نفس الوقت الذي يهاجمون فيه الجيش والثورة الشعبية في 30 يونيو، التي يسمونها بـ "الانقلاب العسكري"، ومنهم من يزيد ويضيف وصف "الدموي"، والمذيع يجلس مبتلعا لسانه، تحت مبرر أن حرية التعبير مكفولة للجميع، ولا نفهم لماذا هي هذه الحرية مكفولة ومفتوحة أبوابها لمن يهاجمون جيش مصر والمؤسسة العسكرية بهذا القدر، ومغلقة أمام المدافعين، إلا قلّة قليلة تصل إلى درجة الندرة؟، وحتى هؤلاء المدافعين لا أدري لماذا يدافعون على استحياء، وكأن الدفاع عن جيشنا عيب أو أنه أمر غير مستحبّ!. 
تعالوا بنا ننظر إلى خريطة القنوات والسادة المذيعين، وأروني - بالله عليكم - ما هي القنوات التي لا تفتح الأبواب على مصرعيها أمام من يتطاولون على جيش مصر، كلها، وكلهم تقريبا، ما عدا قلّة قليلة جدا.
** الهجمة مستعرة، والحرب ضروس، والضيوف من المهاجمين للجيش كثيرون، وإن كانوا ضحلاء الفكر وتافهين، لكنه وكما يقول المثل العامي "الزن على الودان أمرّ من السحر"، والناس في بيوتها تجلس وتستمع إلى صنابير يتدفّق منها الهجوم على الجيش، من مأجورين يسبّون جيش مصر ويصفونه بالعسكر والانقلابين وأصحاب البيادة، يطلون علينا في كل الأمسيات - وليس من خلال قناة "الجزيرة" وعملائها فقط - بل من خلال قنوات مصرية يمتلكها مصريون، ويعمل فيها مذيعون مصريون يدّعون أنهم ثوريون ومع الثورة، والناس في بيوتهم يجلسون كل الأمسيات يستمعون لأحاديث الإفك مدفوعة الثمن - الملوّث بالعمالة - ويشاهدون "الفيديوهات" لملفّقة لأحاديث منسوبة إلى الفريق السيسي، لتنفير الناس منه، بعد أن تجمّعت القلوب حوله، واختارته وأعطته الثقة ومنحته التصديق، وتتواصل الأخبار المسمومة، والتي تمسّ صميم حياة الناس، عن مطالبة من السيسي برفع الدعم، ولا تفهم كيف ومواقف الرجل المفعّلة والمعلنة تؤكد إحساسه بالإنسان البسيط الفقير، ولكنها الحرب الضروس لزرع الكراهية في قلوب الناس تجاه الجيش، وتجاه الفريق السيسي بشكل خاص، وهي حرب لا نفتري ولا نظلم، عندما نقول إنها مدفوعة الثمن من الأمريكان والصهاينة.. ولما لا؟، ألم يقل الغرب في الماضي - وبعد رحيل جمال عبد الناصر - "لن نسمح بوجود ناصر جديد في المنطقة"؟، وها هو قد جاء إلى المنطقة رجل اسمه السيسي، فيه الكثير من ملامح عبد الناصر، الذي دائما ما انحاز إلى الفقراء وراهن عليهم، وأخذهم بوصلة تحدد له مواقفه وأفعاله وترتّب أولوياته، وبالفعل - وفي فترة قليلة - شاهدنا للسيسي أفعالا تذكّرنا بعبد الناصر، أبو الفقراء.
** وبديهي أن من ينحاز إلى الفقراء أن يكون إنسانا مستتبّ الإيمان، ورغم هذا - وكجزء من حملة التنفير من الجيش، وعبد الناصر هو ابن للجيش، ومن منطلق وشهد شاهد من أهلها - لم تتورّع قناة المحور عن استضافة رجل قدم نفسه على أنه كان يشغل منصب المسؤول الأمني في مكتب الرئيس السادات، هذا الرجل استهدف في حديثه إيصال رسالة تقول "إن الجيش عندما حكم، وعندما كانت بيده السلطة، أثبت بأفعاله أنه مؤسسة فاسدة لا تصلح لأن تقود مصر ولا شعبها، وإن قادت فهي تقود بقمع وقهر، ولا يتوقف الأمر عند هذا، بل ولأننا شعب مؤمن بالفطرة، فلا بدّ ان تصل الأكاذيب إلى درجة تكفير من قادوا مصر في السابق من داخل المؤسسة العسكرية"، هذا هو تماما ما حدث منذ أيام قليلة على شاشة قناة المحور، في اللقاء الذي استضافت فيه إحدى المذيعات هذا الشخص، الذي للأسف كان - في كل كلمة خرجت عنه - يتنفس كذبا وينطق جهلا، كانت الحلقة من البرنامج تناقش قضية "رئيس مصر القادم.. عسكري أم مدني؟"، وهي الحلقة التي لم تكتمل، ولم يذع منها إلا ما يقل عن الـ 10 دقائق - وكان هذا من حسن حظ المشاهد - ثم انتقلوا إلى حدث وصول كأس العالم إلى القناة، كان الرجل ضيفا في هذه الحلقة ،ومعه الزميلة الصحفية نور الهدى زكي، وتحدث الرجل حديثا عجيبا غريبا وشائنا، حديث ملئ بالثعبانية والمراوغة، ناهيكم عن الجهل والكذب، والرجل رغم أنه حاول أن يخفي ميوله الإخوانية، إلا أنها كانت واضحة، فرغم أن الحلقة كان عنوانها "هل رئيس مصر القادم عسكري أم مدني؟"، إلا أنه بدأ حواره بالحديث عن القمع والقهر عند جمال عبد الناصر "ضابط الجيش"، أثناء فترة حكمه، واستطرد متحدثا عن التعذيب للسياسين في سجون عبد الناصر، مؤكدا أن التعذيب كان بأوامر من عبد الناصر شخصيا، وهي نفس أكاذيب جماعة الإخوان المحظورة، التي أطلقوها عندما حُبِسوا بجريمة محاولة تفجير مصر، ومحاولة قتل عبد الناصر، والتي كذبها أعضاء من داخل جماعة الإخوان نفسها، ومنهم أحمد رائف، الذي أكد جرائمهم للاستيلاء على مصر.
واستكمالا لتشويه صورة الرئيس الآتي من خلفية عسكرية، واصل الرجل أكاذيبه المضلّلة في حق عبد الناصر، وخاض في هذا إلى درجة شائنة وغير مسبوقة، إلى درجة تكفيره لجمال عبد الناصر، حكى الرجل قصة وإن كانت ساذجة، إلا أنها خطيرة في مأربها، حكى عن مكالمة هاتفية بين جمال عبد الناصر والأستاذ هيكل، في شهر رمضان، سأل فيها الأستاذ هيكل، الرئيس عبد الناصر إذا كان صائما، فردّ عبد الناصر قائلا: "صائم  إيه يا هيكل، هوّ فيه حاجة برضه اسمها صيام؟، ثم والأدهى أن الرجل - وحتى يؤكد صحة قصته التافهة - قال إن هذه المحادثة التليفونية مسجّلة، وإنه استمع إلى التسجيل عندما كان يعمل مسؤولا عن أمن مكتب الرئيس السادات، واستطرد قائلا للزميلة نور الهدى - عندما نفت صحة هذا - اسألوا هيكل عنها للتأكد من حقيقتها، ما هذا العبث؟!، ومن هذا الرجل؟، ولحساب أيّة جهة يعمل؟!، الرجل قام بتكفير عبد الناصر في لحظة، وكيف لا والصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة، وإنكاره يعني الكفر بالإسلام، فهل عبد الناصر كان كافرا يا إعلام مصر؟!، هل عبد الناصر - ابن جيش مصر ونصير الفقراء والمظلومين - كان كافرا يا قناة المحور؟!،  وكيف تسمحون بهذا الجرم؟ وبهذا السخف؟!.
صحيح أن الرجل - عقب تكفيره لعبد الناصر - تحدث لدقيقة، أقحم فيها حديثا عن أن الفريق السيسي شخص متدين، لكن اللعبة كانت مكشوفة لمن يدقّق، ولمن يحاول رصد الهجمة المشبوهة على الجيش بكل شكل، وبأساليب رديئة متنوعة ومختلفة، وواضح حتى للبسطاء، أن الرجل من طابور العملاء الذين يؤدّون مهمّتم الرديئة في تشويه الجيش ورجاله، لكن كان أسلوبه مختلفا وأشد دهاء. 
** فإلى متى سيُترك الأمر هكذا لعملاء أمريكا والصهيونية لتخريب مصر، وتشويه وجه جيش مصر، واللعب بعقول وقلوب البسطاء، من خلال طابور طويل من مأجورين وعملاء رخيصي الأثمان، للأسف تمنحهم قنوات التلفزيون "المصرية" كل الفرصة للنجاح في تحقيق أهدافهم المغموسة في مستنقع الخيانة؟!.