الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حدثونا ماذا كنتم تفعلون؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صعوبه الحياة الآن مع تراث مترهل وثقافة مغلوطة، وأسلوب حياة مدمر لأى موارد وغير فعال وليس ببناء.
يعانى المواطن من الغلاء ويصرخ بصوت عالٍ: كيف لنا أن نعيش فى زمن أصبحت فية لقمة العيش من المقتنيات؟ لا بد أن نسأل أنفسنا أسئلة محددة لمعرفة ما الذى حدث وما سوف يحدث. هل الغلاء علينا أم هو على العالم أجمع؟ هل الغلاء جاء فجأة، أو أننا كنا نتوقعه؟ هل نحن منتجون ونكفى حاجاتنا بأيدينا، أم نحن من الشعوب المتكاسلة؟ كنا سابقًا نصنع أشياء داخل بيوتنا واندثرت تلك الصناعات الصغيرة واعتمدنا على غيرنا ليطعمنا وينظفنا.
لا بد من إعادة النظر فى شتى نواحى حياتنا، وإعادة التقييم مرة أخرى ليس لنصبح من الدول الكبرى، ولكن لكى نستطيع أن نعيش وأن نحيا. فيا أصحاب الأعمار المتقدمة، ويا أبناء الأجيال السابقة، فلتحدثونا عما كنتم تفعلونه فى حياتكم، كيف كنتم تصنعون بعضًا من منتجات طعامكم وكيف تغلبتم على أشد الأوقات قساوة فى عصور لم تكن فيها مميزات العصر الحالى، وما كنتم تزرعونه فى بيوتكم والحيوانات التى كنتم تربونها فى البيوت لتطعم أهلها؟ علمونا فأنتم وخبراتكم طوق النجاة لتمر الأزمة ولنصبح أناسًا يعتمد عليهم.
التعليم والصحة والمواصلات والغلاء، تعودنا أن نجدها بلا مقابل، تعود الشاب أن يجد له سيارة أيًا كانت قديمة أو جديدة يملؤها بالبنزين، ويتجول بالشوارع بلا هدف، تعودنا ألا نبذل المجهود ونتعلم الحرف، فالكل يمتلك لقب بيه.
أصحاب الحرف الحقيقيون أصبحوا من النوادر، والكل يتمتع بمهارة الفهلوة والثقافة السائدة ثقافة المصلحة السريعة، فلا إتقان فى العمل ولا ذمة ولا إخلاص ولا أمانة. 
يقال إننا شعب متدين بطبعه، وكما هى كل الأشياء أصبح الدين أيضًا من الأشياء التى لا ننظر لها بعمق، فنأخذ من السطح ونفصل ما بين الأعمال والأداء. فمن يصلى ويصوم اعتبر نفسه متدينًا ولن أتحدث كثيرًا عن الدين والتدين، لأن معظم الناس حافظة لا فاهمة، وعندها من الحساسية ما يجعل أنفاسها أصعب عندما نتطرق لتلك الموضوعات والخوف يملؤها، لأن تسأل وأن تبحث. عندما نكون مضغوطين لا بد أن نبحث فيما نفعله بلا قيمة ولنتوقف عن فعله، وأن نبحث فيما نشتريه وهو أزيد من حاجاتنا ونتوقف عن شرائه، لا بد أن نغير من ثقافتنا، فالآن ليس فضلًا أن نطفئ الأنوار خلفنا، بل أصبح أمرًا ولكنه أمر طارئ من الظروف التى نمر بها. 
لا بد أن نعترف أننا تربينا بشكل خاطئ. فلسنا كغيرنا ممن تعلموا التجارة أو الصناعة أو حتى الثقافة. فنحن مستهلكون فقط وغير مبالين بمبادئ الحياة. فلقد خلقنا لنعمر وليس لنستعمر فقط. لا بد أن نقلل لكى نعيش بدلًا من أن تنفجر عجلات الحياة فلا نستطيع أن نعبر الأزمة. مرت طفلة صغيرة مع أمها على شاحنة محشورة فى نفق، ورجال الإطفاء والشرطة حولها يحاولون عاجزين إخراجها من النفق. قالت الطفلة لأمها: أنا أعرف كيف تخرج الشاحنة من النفق!
استنكرت الأم وردت معقولة كل رجال المطافئ والشرطة غير قادرين وأنت قادرة! ولم تعط الأم أى اهتمام ولم تكلف نفسها سماع فكرة طفلتها. تقدمت الطفلة لضابط المطافئ: سيدى أفرغوا بعض الهواء من عجلات الشاحنة وستمر! 
وفعلًا مرت الشاحنة وحُلّت المشكلة.