الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

السيسي يدشن صفحة جديدة من العلاقات مع أمريكا 2016.. مباحثات موسعة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية وتوضيح حقيقة الأوضاع الداخلية وجهود مكافحة الإرهاب.. لقاء ترامب واتصال هاتفي لتعزيز الثقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دشن الرئيس عبدالفتاح السيسي صفحة جديدة في العلاقات المصرية الأمريكية خلال العام 2026، الذي شهد عودة الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية، التي بدأت مع استئناف الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي على مستوى وزراء الخارجية بين مصر والولايات المتحدة لأول مرة منذ عام 2009، بالإضافة إلى زيارات وفود الكونجرس الأمريكى لمصر خلال العام الجاري، فيما رحبت واشنطن بجهود مصر لتبني حزمة إصلاحات اقتصادية مهمة بدعم من صندوق النقد الدولي.


وترتكز السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على عدد من الدول المحورية بمختلف أنحاء العالم والتي تعد مصر واحدة منها فتحاول الولايات المتحدة الاستفادة من موقعها وتاريخ شعبها العريق الممتد لأكثر من سبعة آلاف سنة.
وعقد الرئيس السيسي عدة لقاءات داخل مصر وخارجها مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وأعرب الرئيس خلالها عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمعها بالولايات المتحدة منذ عقود وتطوير التعاون الثنائي على كل الأصعدة بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين. 
وأكد السيسي على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور القائم بشأن القضايا والتطورات الإقليمية بما يُمكّن البلدين من مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن.
وتناولت اللقاءات آخر التطورات بالنسبة للأزمات التي تمر بها بعض دول منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في سوريا وليبيا والجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى حلول سياسية تؤدي إلى استعادة السلام والاستقرار، بما يسهم في الحفاظ على وحدة وسيادة هذه الدول وسلامتها الإقليمية وصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.
وفي السياق عقد الرئيس السيسي خلال العام الجاري لقاءات مع وفود أمريكية واستقبل وفدًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور ليندسي جراهام، رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية وعضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ.
والتقى السيسي رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان على رأس وفد من أعضاء المجلس، كما التقى الفريق أول جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية وعقد جلسة مباحثـات بمقر رئاسة الجمهورية مع الفريق أول جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.
والتقى الرئيس السيسي وفدا من الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور مايكل ماكول رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الأمريكي بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة.
كما التقى السيسي النائب الأمريكي جيف فورتنبيري عضو اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي ووفدا من رجال الأعمال الأمريكيين ووفود من أعضاء الساسة والكونجرس والشخصيات المؤثرة في الرأي بأمريكا.
وأكدت الوفود الأمريكية أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة لافتة إلى أن مصر ركيزة الأمن والاستقــرار في منطقة الشرق الأوسط فضلًا عن كونها شريكًا محوريًا للولايات المتحدة في المنطقة.
وأشادت بدور مصر وقيادتها السياسية في مكافحة الإرهاب والجهود المصرية المبذولة في هذا الإطار والتي تكللت بالنجاح كما أثنى أعضاء الوفود على حكمة القيادة السياسية المصرية في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر والعمل على ترسيخ دولة القانون.
وأعربت الوفود عن توافقها مع الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب وتقديرها لها مؤكدة أن مصر تعد إحدى أكثر الدول جدية والتزامًا في إطار مكافحة هذه الآفة الخطيرة.
وشدد أعضاء الوفود خلال اللقاءات على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، بما يصب في صالح البلدين منوهين إلى جهودهم لتشجيع مجتمع الأعمال الأمريكي على زيادة العمل والاستثمار في مصر لدفع عملية التنمية الاقتصادية فضلًا عن مساعيهم الدءوبة لاستئناف المساعدات الأمريكية لمصر بشقيها العسكري والاقتصادي.
وأكدت الوفود متانة وقوة العلاقات بين البلدين وأهمية تنشيطها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية ومنحها قوة دفع جديدة والبناء على ما يتوافر لدى البلدين من تعاون مشترك في تلك المجالات مشيدة بما حققته مصر من إنجازات سياسية ومشروعات تنموية خلال العامين الماضيين بما أسهم في استعادة مصر لدورها الحيوي على الساحتين الإقليمية والدولية، وعزز من الشعــور بالكبرياء الوطني.
وأثنت الوفود على الجهود المصرية المبذولة لترسيخ قيم الوحدة الوطنية والمساواة بين كل أبناء الشعب المصري فضلًا عن المساعي المصرية لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي.
ورحب الرئيس بالوفود الأمريكية، مؤكدا العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة وحرص القاهرة على تنمية تلك العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات. 
وأكد الرئيس ترحيب مصر بالتواصل والحوار المستمر مع الولايات المتحدة وتبادل وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك أخذًا في الاعتبار دقة الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وما تواجهه من خطر الإرهاب ومحاولات نشر الفكر المتطرف.
واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية منوهًا إلى جهود الدولة للحيلولة دون انتشار الفوضى والانزلاق إلى منعطف خطير. 
وأكد الرئيس السيسي أن مصر حريصة على إعلاء قيمة المواطنة وعدم التمييز بين أبنائها لأي سبب وعرض جهود الدولة لتوفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين جنبًا إلى جنب مع الحريات والحقوق المدنية والسياسية التي يتعين تنميتها وازدهارها، منوهًا إلى المشروعات التي يتم تنفيذها والجهود التي يتم بذلها لتوفير المسكن اللائق والتعليم الجيد والرعاية الصحية المناسبة للمواطنين والعمل على الارتقاء بجودة مختلف الخدمات المقدمة إليهم.
وتطرقت اللقاءات إلى سبل مكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيس أهمية التصدي للإرهاب والفكر المتطرف من خلال منظور شامل لا يقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني ولكن يشمل أيضًا الجوانب الفكرية والثقافية.
وأكد الرئيس على أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقية صورة الإسلام مما علق بها من شوائب منافية تمامًا لجوهر الإسلام الحقيقي ولصحيح الدين. 
كما تطرقت اللقاءات إلى أهمية تضافر الجهود الدولية لوقف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، فضلًا عن محاربتها جميعًا دون انتقائية لا سيما أنها جميعًا تعتنق ذات الفكر المتطرف وتستقيه من مصدر واحد.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد السيسي على أهمية التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات في المنطقة بما يحافظ على وحدة أراضي دولها ويصون مقدرات شعوبها ويعزز من تماسك مؤسساتها وكياناتها الوطنية.
كما أكد الرئيس على أهمية استمرار وتعزيز التفاهم الأمريكي – الروسي بشأن الأزمة السورية مؤكدًا أهمية إبداء الأطراف الإقليمية المعنية المرونة اللازمة لتوفير البيئة المواتية لتسوية الأزمة.
كما تقدم الرئيس السيسي بخالص التهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" متمنيا له كل التوفيق والنجاح في أداء مهامه ومسئولياته القادمة في رعاية مصالح الشعب الأمريكي الصديق، الذي منحه الثقة في القيادة ومتطلعًا إلى تعزيز علاقات التعاون بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على جميع المستويات.
والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد، مرة واحدة، على هامش مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ17.
وتباحث الرئيس السيسي وترامب خلال اللقاء حول العلاقات الثنائية الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، ولا سيما ما يتعلق بالتعاون على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين. 
وأعرب دونالد ترامب خلال اللقاء عن تقديره للرئيس وللشعب المصري على ما قاموا به دفاعًا عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم بأكمله، كما أكد "ترامب" ما يكنه لتاريخ مصر من احترام كبير، مشيدًا بالدور الريادي والمهم الذي تقوم به في الشرق الأوسط.
كما عبر مرشح الحزب الجمهوري آنذاك عن دعمه الكامل جهود مصر في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستكون تحت إدارته –حال فوزه في الانتخابات الرئاسية– صديقًا وحليفًا قويًا يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات القادمة. 
كما أشار دونالد ترامب إلى علاقات الشراكة القوية والممتدة التي جمعت بين البلدين على مدى العقود الماضية مؤكدًا على حيوية هذه الشراكة بالنسبة لأمن واستقرار الشرق الأوسط.
وأوضح "ترامب" أن لدى مصر والولايات المتحدة عدوا مشتركا مؤكدًا أهمية العمل معًا من أجل التغلب على الإرهاب والتطرف.
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالًا من الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وتطرقت المحادثات إلى مشروع القرار المصري في مجلس الأمن الدولي بشأن الاستيطان الإسرائيلي.
وتم خلال الاتصال التباحث حول الأوضاع الإقليمية وتطوراتها المتلاحقة التي تنبئ بتصاعد التحديات التي تواجه الاستقرار والسلم والأمن الدوليين لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار تناول الاتصال مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن حول الاستيطان الإسرائيلي حيث اتفق الرئيسان على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية.
و"في ختام الاتصال أبدى الرئيس الأمريكي المنتخب تطلعه لقيام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة الولايات المتحدة في القريب العاجل لتبادل الرؤى بين البلدين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وكذلك تجاه قضية السلام في الشرق الأوسط".