رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"ترامب" ضد "CIA"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الميديا الأمريكية لم تستفق بعد من كابوس فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية. هو عند غالبية منها نصاب كذاب، نهّاب غير وهّاب، ومن دون أدب أو آداب. مقالى اليوم كله من هذه الميديا، وأحتفظ بالمادة التى توكأت عليها. أقرأ لوكالة الاستخبارات المركزية تقريرًا يزعم أن الروس تجسسوا على وثائق رسمية أمريكية، إلا أنها أخرت إعلان ذلك إلى ما بعد الانتخابات حتى لا تُتّهَم بلعب دور سياسى فيها. أما مكتب التحقيق الفيدرالى فأعلن قبل أيام من التصويت، أن لديه أدلة جديدة تدين هيلارى كلينتون ثم تبيّن أنه لا يملك شيئًا على الإطلاق ضدها.
هل هذا يعنى أن فلاديمير بوتين وجيمس كومى تآمرا لينتصر ترامب؟. كلينتون خسرت ثلاث ولايات هى ميتشيغن وويسكونسن وبنسلفانيا، بأقل من واحد فى المئة من الأصوات، وفلوريدا بنسبة أعلى قليلًا. لو أنها فازت بهذه الولايات لفازت بالرئاسة. ثم إنها حصلت على نحو ثلاثة ملايين من الأصوات الشعبية أكثر من ترامب، إلا أنه فاز بأصوات الندوة الانتخابية التى تقرر النتيجة.
أقرأ أن ترامب فى حرب مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وأن هذا يهدد أمن البلد. بعض أهم أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين يريد تحقيقًا مشتركًا مع الديمقراطيين فى تدخل روسيا لتغيير نتيجة انتخابات الرئاسة. إلا أن ترامب يصر على أن روسيا لم تتدخل على رغم أدلة قاطعة تكذّبه.
بل هو قال إن «لا أحد يعلم» إذا كان تغيّر حرارة الطقس حدث فعلًا، وإنه يدرس انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس لمقاومة الزيادة المستمرة فى حرارة الطقس. علماء من حول العالم قالوا إن الحرارة تزيد، ورجل أعمال متهم فى عمله التجارى وأخلاقه من الوقاحة أن يعترض عليهم.
ربما كان ما سبق كله مبررًا لقول معلق سياسى إن ترامب يهدد الدستور الأمريكى. عضو فى الكونغرس سألته إن كان يخطط لحماية المادة الأولى فى الدستور التى تحصر كل إصدار القوانين بالكونغرس. هو قاطعها معلنًا الالتزام بالدستور وبالمادة ١٢ غير الموجودة.
معلق آخر وصف ترامب بأنه فاشستى وقال إن السبب ليس أنه يكرهه، وإنما يعود إلى أن ترامب من دون مبادئ سياسية، فهو يزعم الانتصار لرجال الأعمال ثم يرغم شركة مكيفات هواء على إبقاء إنتاجها فى الولايات المتحدة. أصف ترامب بأنه شريك إسرائيل فى إرهابها، فهو اختار سفيرًا فى إسرائيل ديفيد فريدمان الذى يؤيد المستوطنات. أبصق على فريدمان والذى اختاره سفيرًا.
ما سبق وجدته أيضًا فى مقالين نشرتهما الميديا الأمريكية التقليدية، واحد منهما كان عنوانه: السياسة المستمرة لترامب هى الفوضى، والآخر: لماذا تثير رئاسة ترامب الخوف.
ترامب اتصل برئيسة تايوان مخالفًا ما يسمّى سياسة أمريكية واحدة إزاء الصين، واستعدى عليه بلدًا يسكنه ١.٤ بليون نسمة، ثم اتصل برئيس وزراء باكستان ووعد بزيارته وأثار غضب الهند التى يسكنها ١.١ بليون نسمة. بل هو هاتف تسعة زعماء عالميين قبل أن يحدث رئيسة وزراء بريطانيا، مع أن بريطانيا أول حليف للولايات المتحدة حول العالم.
ترامب ليس من دون أنصار إلا أنهم من نوعه حقارة، وجاكسون دييل، وهو يكتب بنفس ليكودى ويؤيد إسرائيل، توقع حربًا مقبلة لترامب مع الإسلام. دييل يكتب ما يتمنى، مع أن كل المعلومات الأخرى «تتهم» ترامب بعلاقات وثيقة مع دول الخليج العربى. ثم هناك جون بولتون، وكان يومًا سفير الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة، وأراه من أحقر أنصار إسرائيل فى السياسة الأمريكية، فهو رفض «مزاعم» تدخل روسيا فى انتخابات الرئاسة الأمريكية. هذان وآخرون من نوع ترامب وأحتقرهم أفرادًا وجماعة.
نقلا عن الحياة اللندنية