أوضح النائب مصطفى بكري أن هناك اتفاقيات ومعاهدات دولية، وقعت عليها الحكومة، ولم ترسلها للبرلمان، من بينها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، بين مصر والسعودية، والتي وُقِعَت في أبريل الماضي؛ مشيرًا إلى أن القضاء الإداري غير مختص بهذا الموضوع، لأن الاتفاقية تدخل ضمن القرارات السيادية.
وقال "بكري"، في حوار خاص مع "البوابة": إن بكاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاحه شركة النصر للكيماويات، بمنطقة أبو رواش، بالجيزة، مؤخرًا، دليل على أنه متأثر بالحالة التي نحن فيها، من أزمات اقتصادية طاحنة، وارتفاع مستمر في الأسعار، وانفلات في الأسواق؛ معتبرًا أن دموع الرئيس عبرت عن تأثره من حال الفقراء والطبقة المتوسطة.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:
* في البداية؛ أين البرلمان من المعاهدات والاتفاقيات التي وقعتها الحكومة ولم ترجع فيها للمجلس؟
** أرسلت بيانًا للحكومة، يرتكز على أن هناك اتفاقيات ومعاهدات دولية، وقعت عليها الحكومة، ولم ترسلها للبرلمان، من بينها اتفاقيات صندوق النقد الدولي، واتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي وُقِعَت في إبريل الماضي، ولم تصل لمجلس النواب، مما جعل البعض يرفع دعوى أمام القضاء الإداري، والقضاء الإداري غير مختص بهذا الموضوع، لأن الاتفاقية تدخل ضمن القرارات السيادية.
ومجلس الدولة يمنع التعرض للقضايا السيادية، ومن ثم كان على الحكومة إرسال الاتفاقية إلى البرلمان، عملًا بالمادة 151 من الدستور، والمادة 197 من اللائحة الداخلية، لأن البرلمان هو المسئول عن القبول أو الرفض أو الطلب بالاستفتاء في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ولكن حتى الآن، للأسف لم تصل الاتفاقية للبرلمان.
* قرض الصندوق دخل التنفيذ، ولكن ما مصير اتفاقية جزيرتي تيران وصنافير؟
** بالفعل اتفاقية قرض الصندوق دخلت حيز التنفيذ، أما اتفاقية ترسيم الحدود فلم تصل إلينا، ولم تدخل حيز التنفيذ.
* ألم يصدر حكم قضائي بأن الجزر مصرية؟
** صدر لكنه لا يزال حكم أولي، والحكم في هذه الدعوى ليس محل اختصاص مجلس الدولة، وهناك تفسيرات عديدة يتبناها مجلس الدولة، لكن الحقيقة، أن هذا حق أصيل للبرلمان، بمقتضى الدستور واللائحة، ومن لديه تفسير آخر يقوله، وأكرر كان يجب أن تُعرض الاتفاقية على البرلمان فور توقيعها، والحكومة ارتكبت خطأً كبيرًا، لأنها لم ترسل الاتفاقية للبرلمان، رغم أنه المعني بهذا الأمر.
* وكيف ترى موقف السعودية تجاه مصر؟
** لا نريد أن نقول إن الدولتين اتخذتا مواقف من بعضهما، فنحن نريد أن تكون العلاقات طيبة بين الجانبين، ولكن بعض الإعلاميين، وبعض القنوات الفضائية تُشعِل الأزمة، وتتناولها بطريقة غير سلمية، وعليهم ترك الأمر للقيادات في البلدين، ومن العيب أن تقوم صحيفة من مصر بسب قيادات بالمملكة.
* هل الموافقة على الاتفاقية ستتأثر بالعلاقة المتوترة الآن مع السعودية؟
** بغض النظر عن العلاقة، والأزمة في العلاقة، نحن يهمنا الدستور والقانون، ومصلحة الشعب المصري في الأساس، وفى نفس الوقت هناك حق أقرته الدولة المصرية، بعودة تيران وصنافير إلى أصحابها الحقيقيين، ولا يمكن للجيش المصري أن يخون، ولا يمكن للرئيس المصري أن يخون أو يفرط في تراب وطنه، هذه أرض سعودية بمقتضى الجغرافيا والتاريخ والقانون الدولي.
نحن بأنفسنا أقررنا بهذا، وعصمت عبدالمجيد، وزير خارجية مصر الأسبق، أرسل سنة 1988 و1989 رسائل إلى وزير الخارجية السعودي آنذاك، سعود الفيصل، قال له إن الأرض أرضكم، وهنسلم لكم الأرض قريبًا، فإذا لجأت السعودية الى المحكمة الدولية بورقة واحدة من أوراق عديدة، من بينها القرار رقم 27 لسنة 90، الصادر بقرار من رئيس الجمهورية آنذاك حسنى مبارك، الذى حدد الحدود وأعلنها وقال إن الجزر خارج الحدود المصرية ممكن أن تكسب المملكة القضية على الفور.
هذا الأمر لا يخضع للمزايدة، وموافقة البرلمان أو رفضه على الاتفاقية، قضية ترجع للبرلمان، ولكن إذا اقر البرلمان الاتفاقية المصرية السعودية، التي وُقِعَت في أبريل الماضي، فهذا قراره، واعترف بالحق، وإذا لم يقر البرلمان الاتفاقية، يمكن للسعودية أن تلجأ إلى محكمة العدل الدولية، وتقدم ما لديها من مستندات مصرية، وأعتقد أن المحكمة ستنحاز لهم، لأننا أقررنا بهذا الأمر.
* هل البرلمان سينظر في الوثائق التي تقول أن الجزر مصرية؟
** البرلمان سينظر في كل وثيقة، وسنطلب من الرأي العام، وكل من لديه وثيقة يرسلها للمجلس، والبرلمان في النهاية يعبر عن هذا الوطن، لأن النواب منتخبون من الشعب، بإرادة حرة، والبرلمان مسئول عن هذا أمام التاريخ.
* برأيك.. تنفيذ الاتفاقية يصب في صالح العلاقات المصرية السعودية أم ضدها؟
** بالتأكيد سوف تصب في صالح العلاقات، فالاتفاقية تقول سعودية الجزرتين، وبغض النظر عن العلاقات وتأثرها، علينا أن نقر بالحق والحقيقة، طبقًا للدستور والقانون، وحق الآخر، ومن لديه ما يثبت أن الجزر مصرية يتقدم بذلك.
* هل تعتقد أن قرار تعويم الجنيه كان صائبًا؟
** القرار كان ضروريًا، بغض النظر عن كونه صحيحًا أم خطأً، لكن لابد أن يعود الجنية المصري سريعًا إلى قوته.
* على من تقع المسئولية؟
** على الحكومة بالأساس طبعًا، والبنك المركزي مسئول عن كل ذلك.
* ما تقييمك لحكومة المهندس شريف إسماعيل؟
** في عناصر إيجابية في الحكومة، وهناك عناصر سلبية، ورئيس الحكومة يبذل جهدًا كبيرًا، وأعتقد أنه فهم المشكلات جيدًا، مش كل يوم هنغير رئيس حكومة، ونأتي بشخص جديد يبدأ من أول السطر!
* هل تعتقد أن الحكومة تتجاهل البرلمان؟
** سوف تمثل الحكومة أمام مجلس النواب، يوم 2 يناير المقبل، مع انطلاق أعمال المجلس، للحديث عن إنجازات الربع سنوي من برنامجها.
* وهل من الوارد أن يسحب البرلمان الثقة من الحكومة؟
** القرار يعود للمجلس، وأرى أن يحصل المهندس شريف إسماعيل على فرصة أكبر، لكن لابد أن يجري تغييرًا وزاريًا، يشمل على الأقل عشرة وزراء، ولن أذكر أسماء.
* لكونك نائبًا برلمانيًا متمرسًا.. كيف ترى إدارة الدكتور عبدالعال للمجلس؟
** كان الله في عون رئيس المجلس، نحن أمام مجلس كل شخص فيه يعبر عن رأيه وموقفه، وأحيانًا يحدث شد وجذب حول بعض القضايا، وحكومة تعاني من أزمات ومشاكل، وبرلمان يريد أن يعبر عن الشعب إيما تعبير، وأوضاع اقتصادية صعبة، ومؤامرات من الخارج والداخل، وإدارة الدكتور علي عبدالعال للمجلس الفترة الماضية، لها إيجابيات كثيرة، ومن الممكن أن تكون هناك بعض السلبيات، وهذا أمر طبيعي، ولكنه في النهاية استطاع أن ينجو بالمجلس من مآزق ومشاكل كثيرة.
* هل تعتقد أن ضعف ائتلاف "دعم مصر" ساهم في تأزم الأمور داخل البرلمان؟
** المجلس كله قوة وحدة، وأيد واحدة، ونراهم في المواقف الوطنية يعبرون عن موقف الشعب والدولة.
* كيف رأيت لحظة بكاء الرئيس السيسي خلال افتتاحه شركة النصر للكيماويات بمنطقة أبو رواش بالجيزة؟
** كنت موجودًا هناك، عندما قال أحد الحاضرين للرئيس: "الشعب بيحبك ياريس"، فرد عليه قائلًا: "وانا بتمنى أحقق كل حاجة للشعب المصري"، وغرغرت عيناه بالدموع، وهذا دليل على أنه متأثر بالحالة التي نحن فيها، وقال "أنا عارف كل حاجة"، لكن الأوضاع اللي احنا عايشنها هي المشكلة الأساسية، من أزمات اقتصادية طاحنة، وارتفاع مستمر في الأسعار، وانفلات في الأسواق، وأعتقد أن دموع الرئيس عبرت عن تأثره من حال الفقراء والطبقة المتوسطة.
* وهل تؤيد ترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسة ثانية؟
** بالطبع أنا مع ترشح الرئيس لفترة ثانية، ومؤيد له، لأنه يريد يحقق الكثير للبلد.
* هل توافق على مبادرات الصلح مع "الإخوان"، التي تخرج من حين إلى آخر؟
** لن نقبل بالمصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، والعناصر التى تآمرت ضدنا، بل إنني أعتبر أن المصالحة معهم خيانة.
* هل تعتقد أن يُنَفَذ حكم الإعدام بحق المعزول محمد مرسى؟
** ولم لا، "مرسي" ارتكب جرائم كبرى، وإعدامه مرهون بحكم قضائي، وإذا صدر عليه حكم، فقد وجب التنفيذ، ولا يجب أن نهتم برأي الخارج، أو برد فعله، لأن مصلحة البلد، واحترام القضاء والدستور، هو المعيار الأول.
* بعد ظهور جمال مبارك وبعض رموز مبارك، أكثر من مرة، على الساحة، هل تعتقد أن يعود النظام؟
** لا أظن أن التاريخ سيعيد نفسه، جمال وأسرته ليس لديهم طموح سياسي، حتى الآن، وليس معنى أن شخصا ذهب لناد أو اصطحب أولاده، أنه يريد العودة للمسرح السياسي، والناس ليه بتتكلم فقط عن أسرة مبارك، ومش بتتكلم عن أحمد عز؟
* وهل أحمد عز له تواجد في المسرح السياسي؟
** حتى الآن مش موجود علانيةً، وفى السر ليس لدى معلومات، وهو ليس لديه حزب، وغير متواجد فى البرلمان، لكن عنده حنين للسياسة، وهذا بدا واضحًا في إصراره على محاولة دخول البرلمان.
* وهل تعتقد أن لديه أدوات يلعب بها في السياسة؟
** كرجل رأسمالي بالتأكيد عنده أدوات.
* ما رسالتك التي توجهها لجمال مبارك؟
** انتهى زمن الرسائل، أفضل قرار أخذه جمال مبارك هو البعد عن السياسة، ولكن الحياة العامة من حقه، ولا يستطيع أحد منع شخص من ممارسة الحياة العامة.
* ما تقييمك لنظام حكم مبارك؟
** مبارك رجل وطني، لم يقتل أحدًا من الشعب، لكن نظامه كان فاسدًا، والرئيس كان يعلم بذلك، وسكت على الفساد، والسنوات الأولى من حكمه كانت جيدة، وفي 2005 كان يريد أن يترك الحكم لجمال، لكنه أنكر هذا بعد اعتراض اللواء عمر سليمان، والمشير محمد حسين طنطاوي، على الأمر، حيث التقى سليمان مع مبارك وقال له: "يحكم ازاي؟، دي مشكلة ومسئولية ميقدرش عليها جمال"، هذا ما قاله لى عمر سليمان.
* حدثنا عن علاقتك مع عمر سليمان؟
** كانت علاقة قوية، ودائمًا ما كنت ألتقيه، خاصة بعد ثورة يناير، وكنت أذهب لزيارته في المستشفى، كل أربعاء، وحصلت منه على معلومات كثيرة، لكن كان شرطه الوحيدة عدم نشر الكتاب، لحين اختيار رئيس جمهورية جديد، وبعد ما أنهيت كتاب "عمر سليمان الصندوق الأسود"، وبعد وفاته ذهبت لبناته وقلت لهم على الكتاب، فوافقوا عليه.
* وهل الإخوان لها علاقة بوفاته؟
** جزء كبير من مرض عمر سليمان كان نفسيًا، فدائما ما كان يشتكى من أن الألم تصاعد به بعد وصول الإخوان للسلطة، وأقول إن الأمريكان والإخوان سبب وفاة عمر سليمان.
* رغم كونك برلمانيًا مخضرمًا.. لماذا لا ترشح نفسك لرئاسة أي لجنة؟
** مش عايز، الأفضل أن أكون حرًا، وقد ألح عليَّ كثيرون أن أشغل منصب ما، لكنني اعتذرت لهم، أنا كده حر، أتعامل وأتواصل مع الجميع، وفى نفس الوقت أعبر عن رأيي بكل حرية.
* ما تعليقك على اتهام رئيس البرلمان لبعض النواب بتلقى تدريبات بالخارج؟
** حديث عبدالعال عن تلقي بعض النواب تدريبات في الخارج، وتمويلات من أجل زعرزعة الاستقرار، سوف يعلن عنه، وبالفعل هناك بعض النواب يقوم بذلك، لكن لم يتم التحقيق في الأمر، بسبب عدم تشكيل لجنة القيم، ولم ترسل للمجلس سواءً شكوى من وزيرة التضامن بشأن أنور السادات.
* كيف ترى قرار مصر بشأن وقف الاستيطان؟
** مصر مع القضية الفسلسطينية، وضد الاستيطان على الدوام، ومواقف مصر من القضية معروف، فهي داعمة لها، ولحق الشعب الفلسطينى، ندعم قرار مجلس الأمن، بشأن النشاط الاستيطانى الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ومصر ترعى القضية وتدافع عنها.
* منذ فترة كبيرة نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى.. فما مقترحك لتجديده؟
** نحن لن نغير في الدين، ونحن نتبع الدين الإسلامى الوسطي، وما يحدث ضد مؤسسة الأزهر الشريف من هجوم، وضد شيخ الأزهر، أمر غير مبرر، والرجل يتعرض لهجوم عنيف.
