الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

إبراهيم الجعفري وزير خارجية العراق لـ"البوابة نيوز": مصر دولة كبيرة لا تستجيب لـ"جر الشكل".. والعراق مستعد للوساطة بين القاهرة وطهران.. والسيسي رجل عسكري يدرك أزمات المنطقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري، أن بلاده لم ترسل مجندين أو قطع عسكرية الى سوريا، مشددا في الوقت ذاته على تمسك العراق بسيادته على أراضيه ورفضه أي خرق من قبل تركيا.
وأعرب في حواره مع "البوابة نيوز"، عن أمله في انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين مصر والعراق خلال شهرين، مشددًا على ضرورة تفعيلها وتذليل العقبات أمامها حتى تستعيد العلاقات عافيتها أكثر مما هي عليه الآن وتطوير المناخات وزيادة الزيارات المتبادلة لما لها من تأثير في تحقيق مصالح مصر والعراق.
وحول الأزمة الحالية بين مصر والسعودية، قال الجعفري: "مصر لم تكن المبادرة بالأزمة بل حاولت ألا تستجيب لتداعيات الازمة وهذا متوقع من مصر باعتبارها الأكبر العربي وحاضنة جامعة الدول العربية، فنعول على الجانب المصري أن يحافظ على هذا الحجم ولا يكفي أنه لا يبادر بخلق أزمة بل لا يستجيب للترويج لها، فالكبير الذي لا يخلق أزمة والأكبر لا يستجيب عندما يجر إليها"، وفي الحقيقة إن مصر تتميز بضبط الأعصاب ليس فقط مع السعودية وقطر بل أيضًا مع جميع الدول الأخرى.
ولم يستبعد الجعفري تدخل العراق للوساطة بي مصر وايران خلال المرحلة المقبلة، مؤكدا ان العراق يسعى الي تقريب وجهات النظر بين الدول.
وفيما يلي نص الحوار: 


♦ كيف كان لقاؤك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارتك إلي القاهرة؟
لقائي مع الرئيس السيسي كان لقاء مصارحة تضمن الهموم والتحديات والطموحات المشتركة بين العراق ومصر وهذا يدل على المساحة الواسعة التي تربط البلدين الشقيقين، كما أطلعت الرئيس السيسي على آخر التطورات في العراق وكذلك تطورات الوضع الاقليمي في عموم المنطقة، فمصر والعراق يحملان هموم مشتركة، والرئيس السيسي لديه متابعة جيدة لما يحدث في العراق، واتفقنا على تعزيز العلاقات المصرية العراقية، خاصة أن هناك لجنة مشتركة بين الجانبين، وتم التأكيد على ضرورة تفعيلها وتذليل العقبات امامها حتى تستعيد العلاقات عافيتها اكثر مما هي عليه الآن، وتطوير المناخات وزيادة الزيارات المتبادلة لما لها من تأثير في تحقيق مصالح مصر والعراق، لذلك فأنا أرى أن اللقاء كان رائعا وتميز بالمشاعر الدافئة والصادقة انطلاقا من حب الرئيس السيسي للعراق وحبنا لمصر.
كما تحدثنا عن العلاقات بين البلدين في الحاضر والمستقبل وتعزيز العلاقات على أكثر من صعيد وتنشيطها حتى ينهض كل بلد منهما بمهاماتهما كدولتين عظيمتين وتاريخيتين وحضاريتين في المنطقة، خاصة أنه تربطنا مصالح مشتركة كثيرة جدا"، كما أظهرت المحادثات أن الرئيس السيسي كان مهتما بتطورات الوضع الأمني في العراق بحكم أنه رئيس لأكبر دولة عربية من جانب وبحكم كونه من الشخصيات العسكرية الميدانية.
♦ هل تحدد موعد لانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين مصر والعراق ؟ 
الموعد نأمل أن يكون خلال شهرين، ونعمل على إزالة العقبات التي تواجهها.
♦ هناك بعض التصريحات العراقية التي تؤكد أن عملية تحرير الموصل تحولت إلى حرب استنزاف وأنها قد تطول في ضوء خسائر الجيش العراقي، إلى أين تسير عملية تحرير الموصل ؟
الاستنزاف لا يعني أنه طويل الأمد، ولكن استخدام أسلحة لها طابع تدميري وتستخدم بشكل وحشي، والقوات المسلحة العراقية لها تكتيك لاستنزافها الذخيرة العسكرية ووجود موانع بشرية التي عاقت حركة القوات المسلحة العراقية أن تتقدم أكثر فأكثر داخل الموصل، ولكن في الحقيقة أن القوات المسلحة العراقية نجحت في تحرير ٤٠ حيًا من اجمالي ٥٦ حيًا من احياء الموصل أى يتبقى ١٦ حيًا جار تحريرها.
♦ لا يخفي على أحد الازمة الحالية بين مصر والسعودية ومن قبلها قطر، كيف تقرأ الازمة الحالية بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي ؟ 
هي ليست الازمة الأولى ولن تكون الأخيرة في عالمنا العربي، لأنه للأسف الشديد يخرج من أزمة فيدخل في أزمة جديدة، ولكن مصر لم تكن المبادرة بالازمة بل حاولت ألا تستجيب لتداعيات الأزمة وهذا متوقع من مصر باعتبارها الأكبر العربي وحاضنة جامعة الدول العربية، فنعول على الجانب المصري، أن يحافظ على هذا الحجم ولا يكفي أنه لا يبادر بخلق ازمة بل لا يستجيب للترويج للازمة، فالكبير الذي لا يخلق أزمة والاكبر لا يستجيب عندما يجر اليها"، وفي الحقيقة ان مصر تتميز بضبط الاعصاب ليس فقط مع السعودية وقطر بل ايضا مع دول اخرى، فالناظر الى الوضع الاقليمي وطريقة التعامل مع مصر نجد ان اكثر من دولة حاولت ان تستدرج مصر الى ازمات لكنها استعصمت واستعملت لغة عدم الرد واحيانا عدم الرد هو أبلغ رد".
♦ إلى أين وصلت جهود الدبلوماسية العراقية بشأن التدخل العسكري التركي في الأراضي العراقية ؟
جهودنا مستمرة ومتواصلة لأننا نريد أن نوفق بين شيئين، الأول وهو الاستراتيجي المهم وهو حفظ السيادة العراقية، والشيء الثاني هو عدم السماح أن ننجر وننسحب من علاقاتنا مع دول الجوار الجغرافي، فنحن في الوقت الذي نتمسك فيه بسيادتنا ونمنع تدخلها بخرق السيادة العراقية، وفي نفس الوقت نتمسك بالعلاقة مع هذه الدول.
♦ العراق معروف بعلاقته الجيدة مع ايران، فهل يمكن أن يقوم العراق بوساطة بين ايران ومصر خلال المرحلة المقبلة ؟
العراق يعتز ويتشرف بانه يتسبب دائما بدفع اصدقائه عندما يمروا بمشاكل بينهم، وليس حريصا على ان يعكس ذلك في الناحية الاعلامية، فالعراق عمل بشكل او بآخر على ازالة العقبات بين سوريا وتركيا، وعمل كثيرا لمحاولة دفع العلاقات بين ايران والسعودية، وهذه الدول الاربع هى دول مجاورة للعراق، فالعراق ليس انانيا ولا يتبع سياسة فليسلم رأسي ويكون من بعدي الطوفان" واعتقد ان سلامة العراق ليس بمعزل عن سلامة الدول المجاورة، وبالتالي ان تتاح له الفرصة فهو يكرس حالة التآخي والتقارب وهذا من استحقاقات الجوار، وفي نفس الوقت النار التي تلتهب في كل بلد سرعان ما تنتقل للبلدان الاخرى، والعراق يعمل جاهدا لتعزيز البنية التحتية للعلاقات بين الدول والتقريب بين هذه الدول.
♦وماذا عن الوضع في الاراضي السورية وحلب؟
في الحقيقة ان حلب شهدت فصلا داميا خلال السنوات التي مضت وايضا العراق كان يتحرك شأنه شأن الدول الشقيقة وليس فقط الدول العربية وانما الدول الاسلامية ودول العالم، لان ما حدث للطفل الحلبي والمرأة الحلبية كارثة، تحرير حلب كان انعطافا في سير العمليات التي صارت في سوريا ونأمل ان تتلوه خطوات عملية لإرساء قاعدة السلم والامن في حلب وسوريا وعموم المنتطقة.
♦ ما مدى صحة وجود مقاتلين عراقيين في سوريا لدعم الجيش السوري؟ 
العراق لم يرسل مجندين أو قطع عسكرية لأى منطقة في العالم عملا بمبدأ عدم التدخل في شئون الآخرين، وهذا يستوحي من تجربته في دراسة التاريخ كما أن الدستور العراقي يمنع التدخل في شئون الدول، لكن لا نملك ناصية أن نمنع أحدًا يذهب على مسئوليته ونحن لا نعلم هل يكون منخرطًا في تلك المجموعة او غيرها ويذهب لتحقيق ما يبغي اليه، فهناك فرق بين عراقي يمثل إرادته الشخصية ويذهب بمسئوليته وليس هناك تنسيق مع الحكومة وبين ان تكون الحكومة قد تبنت إرسال أشخاص.
♦ كان هناك تحفظ عراقي على مشروع الإعلان المشترك الصادر عن الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية العرب والاوروبيين بشأن قانون جاستا، هل تراجع العراق عن موقفه المتحفظ؟
أثبتنا التحفظ في نقاط كثيرة، ولكنهم أعادوا صياغة القرارات لذلك تم سحب التحفظ.
♦ هل يعني ذلك ان العراق يوافق على رفض قانون جاستا؟
نعم العراق وافق بعد أن جرى التعديل بالصياغة، ورأينا انه انتفت الحاجة الى التحفظ.