رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الباحث في شئون الإسلام السياسي هاني عبدالله يكشف لـ"البوابة" أكاذيب رئيس "مصر القوية": عبدالمنعم أبوالفتوح يدير التنظيم الدولي لـ"الإخوان"

هاني عبدالله المتخصص
هاني عبدالله المتخصص في شئون الحركات الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دور خطير وكبير ذلك الذى يلعبه حاليا التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية فى التحريض ضد مصر دوليا والضغط بكل قوة لإعادة الجماعة إلى سدة الحكم فى مصر.
ظهرت قوة التنظيم الدولى الذى يتولى قيادته حاليا القيادى الإخوانى إبراهيم منير فى عدة دول أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية، وقد نجح الإخوان فى اختراق الكونجرس الأمريكى وعقدوا جلسات تحريضية كبرى ضد مصر، هذا بجانب المملكة المتحدة، وعدد من الدول الأخرى كألمانيا وفرنسا.
عن هوية التنظيم الدولى للإخوان وكواليس تأسيسه ومن يقوده وما هى مخططاته القادمة، كان لـ«البوابة» هذا الحوار مع هانى عبدالله الباحث فى شئون تيار الإسلام السياسى والمتخصص فى شئون التنظيم الدولى للإخوان، والذى نجح فى جمع العديد من الوثائق والمستندات الخاصة التى تفضح تحركات هذا التنظيم.. وإلى نص الحوار.

■ حدثنا عن كتابك الخاص بالإخوان؟
- الكتاب اسمه «كعبة الجواسيس»، يبدأ الكتاب بعرض بانورامى لرحلة جماعة الإخوان منذ نشأتها حتى سقوطها فى ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣، وكيف تشعب التنظيم محليا ثم على المستوى الدولى على مدار السنوات، وكيف كانت التسعينيات نقطة التحول الكبير فى مسار تنظيم الإخوان، حيث شهدت تطورا مهما وهو توطيد العلاقات الإخوانية مع الاستخبارات الأجنبية وخاصة المخابرات المركزية الأمريكية من خلال أحد برامجها التى تعرف باسم «تحليل سياسات واستراتيجيات الإسلام السياسى».
■ ما تفاصيل هذا البرنامج؟
- هذا البرنامج تشرف عليه المخابرات المركزية، وكان يديره أحد أهم ضباط هذا الجهاز ذات الأصول الشرق أوسطية ويدعى «إيميل نخلة»، وهو محاضر فى الجامعات الأمريكية فى الوقت الحالى، هذا الشخص أشرف على شبكة كبيرة جدا من محللى الـ«سى أى إيه» بهدف التواصل مع الإخوان بمختلف فروعها الدولية، وكان على اتصال بإخوان مصر ولو نتذكر قضية سلسبيل التى كانت رد فعل على تواصل الإخوان مع عناصر الاستخبارات الأمريكية بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، وبعد سقوط مرسى مباشرة عقب ثورة ٣٠ يونيو المجيدة، اعترف إيميل نخلة بهذا التواصل الكبير الذى كان بينه وبين الإخوان، حيث كتب مقالا حاد اللهجة كان عنوانه «عزل الإخوان يعنى عودة الإرهاب»، بين سطور هذا المقال اعترف بأنه كان يقود من تسعينيات القرن الماضى عملية الاتصال مع الإخوان فى مصر.
■ ما كان هدف مثل تلك الاتصالات.. وهل كانت تخطط المخابرات الأمريكية لتصعيد الإخوان لحكم مصر والعالم العربى منذ التسعينيات؟
- للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف خارطة البرامج التي كانت تديرها المخابرات الأمريكية فى تلك الفترة، وكلها كانت تتحدث عن شرق أوسط جديد بتقسيم جديد للمنطقة العربية، وكنا كلنا فى حيرة عن كيفية تنفيذ أمريكا هذا التقسيم الجديد الذى بدأ فعليا بعد أحداث ١١ سبتمبر.
المخابرات الأمريكية بدأت بدراسة جميع القوى الفاعلة فى الوطن العربى ومنها جماعة الإخوان، وللعلم العلاقة بينهما بدأت من الخمسينيات ولكنها شهدت هبوطا وصعودا حتى حدث تطور كبير فيها فى فترة التسعينيات. 
■ ولماذا اختارت أمريكا دعم الإخوان لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير؟
- أمريكا لعبت على الخيار الذى يراه الجميع مستحيلا «البديل المستحيل»، وهذه استراتيجية اعتمدتها الاستخبارات الأمريكية، حيث أقنعت كل الأنظمة العربية فى ذلك الوقت أن الإخوان بديل مستحيل لهم حال سقوطهم، وهنا كانت الخديعة، حيث أصبح الإخوان ما بين ليلة وضحاها ليس بديلا مستحيلا بل بديلا ممكنا وتقبله الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما حدث بالفعل بعد الربيع العربى، حيث تمكنت الجماعة من السيطرة على الحكم فى العديد من الدول العربية.
■ هل هذا يعنى أن هناك تسهيلا أمريكيا لمرسى للوصول إلى قصر الرئاسة فى مصر؟
- بالطبع، فبعد أحداث ١١ سبتمبر الشهيرة تم الارتباط فعليا بين المخابرات الأمريكية والإخوان، وتم الاعتماد على الجماعة فى مشروع الشرق الأوسط الكبير، بل وأؤكد لك وجود مساعدات أمريكية للجماعة فى انتخابات الرئاسة الماضية لدعم المعزول محمد مرسى رئيسا لمصر، وللعلم أمريكا ترى أن النموذج التركى أو النموذج الأردوغانى هو النموذج الأمثل للشرق الأوسط، وخاصة أن أردوغان أعلن ولاءه لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير ووصف بأنه عراب هذا المشروع فى المنطقة.
■ ما تقوله يؤكد أن ثورات الربيع العربى ومنها ثورة يناير كانت مؤامرة.. فهل هذا صحيح؟
- تغيير الأنظمة فى العالم العربى لم يحدث بحسن نية، لأنه كان هناك برنامج أمريكى حقيقى يدعو إلى ذلك، ويقود تنفيذ هذا التغيير من خلال دعم حركات احتجاجية ومنظمات مجتمع مدنى تنادى بهذا التغيير، التغيير كان للإخوان لأنهم كانوا البديل القوى الوحيد الموجود على الساحة، ولذلك أقول عندما أُسأل مثل سؤالك هذا، لم يكن الربيع العربى حسن النية، وربما يكون هناك أشخاص حسنو النية شاركوا فى ثوراته المختلفة.
■ وكيف انطلق الإخوان إلى أمريكا وأوروبا وكونوا أكثر من لوبى لهم بهذه القوة؟
- بعد مصالحة السادات مع الإخوان، خرجت مجموعة من أبناء سيد قطب لتقود الجماعة مع عمر التلمسانى ولكن فى الباطن، وكانت هذه المجموعة ومنها مصطفى مشهور ومأمون الهضيبي، والمعروفة بالصقور داخل الجماعة أخذت على عاتقها تأسيس التنظيم الدولى بشكل كامل بما يسمح بتحقيق ٣ أهداف وهى إحكام قبضة إخوان مصر على باقى الأفرع فى العالم، وانتشار الجماعة على المستوى الدولى بشكل أعمق، وإحياء الجهاد العسكرى مرة أخرى اعتمادا على القضية الفلسطينية، وبالفعل الـ٣ أهداف تحققت إلى حد بعيد، حيث إن ٨ من إخوان مصر من أصل ١٣ يقودون التنظيم الدولى للإخوان والمعروف بمكتب الإرشاد العالمى وهذا يعنى تحقق الهدف الأول، وتأسست فروع الإخوان فى مختلف دول العالم وهذا يعنى تحقق الهدف الثالث، ثم دشن التنظيم الدولى للإخوان حركة حماس الفلسطينية لأحياء الجهاد العسكرى فتحقق الهدف الثالث.
■ كيف انتشر الإخوان فى أمريكا؟
- ما قبل تأسيس حماس كان هناك تحركات مكثفة للإخوان داخل أمريكا وأسسوا جمعية الطلاب المسلمين هناك، وكان العنصر الفلسطينى هو الأبرز فى أمريكا حتى مرحلة متأخرة جدا، وكانوا يقدمون العنصر الفلسطينى لنشر الفكر وتأسيس المنظمات المختلفة فى أمريكا ويروجون أنهم يخدمون القضية الفلسطينية، وفى عام ١٩٨١ أسسوا الاتحاد الإسلامى من أجل فلسطين IAP وكان باتفاق مباشر بين الدكتور على مشعل ورئيس المكتب السياسى الحالى لحركة حماس خالد مشعل، فيما بعد بدأ هذا الكيان بمد جذور التواصل مع الجاليات الإسلامية فى أمريكا وفقا لبرامج محددة وضعها جهاز التخطيط فى التنظيم الدولى، الذى كان يقوده وقتها الدكتور محمد أكرم القيادى الفلسطينى المعروف، وهو الرجل العقل الذى وضع برامج ومخططات التنظيم الدولى للإخوان بشكل عام.
بعد فترة بدأت الجاليات تخرج من عباءة الاتحاد الإسلامى من أجل فلسطين والذى أسسه الإخوان، وبدأوا فى تأسيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» الذى يقوده نهاد عوض الذى شارك بقوة فى نشر فكر الإخوان فى أمريكا من خلال علاقاته القوية مع عدد كبير من السياسيين الأمريكيين.
■ هل للإخوان تواجد قوى فى الخليج العربي؟
- الخليج احتضن عناصر الإخوان فى الهجرة الأولى فى ظل سوء علاقاتهم مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأتاحوا لهم التدريب والعمل، وهذا مكنهم فى نشر الفكر الإخوانى على نطاق واسع داخل الخليج.
■ متى تأسس التنظيم الدولى للإخوان بشكل رسمي؟
- بدأت مفاوضات تأسيسه فى نهاية السبعينيات، وأول لائحة مؤقتة له كانت عام ١٩٧٨، فى حين كانت أول لائحة دائمة للتنظيم عام ١٩٨٢، وحدث تعديل عليها سنة ١٩٩٤.
■ ما علاقة الإخوان بالمخابرات الفرنسية.. وكيف كانت تلك العلاقات؟
- هذه العلاقة التى اكتشفتها كانت من خلال وثيقة حصلت عليها خاصة باجتماع للتنظيم الدولي، أو مكتب الإرشاد العالمى عام ٢٠٠٦، تلك الفترة التى كانت تشهد توترا كبيرا فى العلاقات بين إخوان تونس ونظام بن على، فإخوان تونس كانوا يقولون آخر المستجدات مع النظام التونسى فذكروا بشكل صريح أن أحد الإخوان التقى أحد ضباط المخابرات الفرنسية وأخبره هذا الضابط بأن بن على يعانى من مرض شديد، وأن الأمن يدعم من بعده زوجته لأن ابنه لا يزال صغير سن، كل هذا كتب فى محضر جلسة التنظيم الدولى، وهذه هى الوثيقة التى تحصلت عليها.
■ ما أهم الوثائق التى تم الإفراج عنها مؤخرا من قبل الـ«سى أى إيه»؟
- أبرز تلك الوثائق علاقة إخوان أمريكا بتمويل حركة حماس عام ٢٠٠٨، وهذه القضية المعروفة إعلاميا فى أمريكا بقضية «الأرض المقدسة»، ومن ضمن وثائق تلك القضية أيضا أسماء الجمعيات التى أسستها الإخوان فى الولايات المتحدة لدعم حركة حماس، بالإضافة إلى وثائق بأسماء قيادات الجماعة هناك، وعلى رأسهم الفلسطينى موسى أبومرزوق الذى كان مسئولا عن إخوان أمريكا بالتعاون مع المهندس أحمد القاضى المصرى الجنسية.
■ من أخطر قيادى إخوانى فى أوروبا؟
- إبراهيم منير بلا منافس، يليه فى الخطورة التونسى «عبدالله بن منصور» رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا حاليا، وهو بالمناسبة من أصحاب العلاقات القوية مع المسئولين الفرنسيين، وهو من أسس فرع الاتحاد فى فرنسا.
■ ما حجم ميزانية التنظيم الدولى للإخوان تقريبا؟
- الموضوع ضخم لا أملك فيه رقما محددا، ولكنه يقترب من المليار دولار.
■ كم عدد الإخوان فى العالم؟
- أستطيع أن أقول عدد الإخوان فى مصر وفقا لوثائق التنظيم، وهنا أؤكد أن هناك فرقا بين دوائر الربط العام والتنظيميين داخل الإخوان، إذا لم تصل إلى مرحلة الأخ فى مراحل التكوين داخل الإخوان لن يعتبرك التنظيم منهم، وللعلم أعضاء الجماعة المعترف بهم فى مصر لم يتجاوزوا الـ ٢٥٠ ألفا، وهذا تقدير جهاز التخطيط داخل التنظيم الدولى الذى يؤكد أن من الـ ٢٥٠ ألف إخوانى مصر يوجد جزء فى الخارج يخضع لكيان آخر وهو رابطة الإخوان المصريين العاملين فى الخارج.
■ ما قصة هذه الرابطة؟
- بعد تأسيس التنظيم الدولى ووضع لائحته عام ١٩٨٢ بـ٤ سنوات، نشأت فكرة تأسيس رابطة للإخوان المصريين فى الخارج بعد أن انتشروا فى العالم وانتشرت نشاطاتهم التجارية والإعلامية وغيرها، وهذا الكيان يخضع إداريا لمكتب إرشاد مصر رغم أنهم فى الخارج، أصبح لهذا الكيان مجلس شورى ولائحة داخلية ولائحة ربط إدارية بين المكتب والرابطة، كان رئيسه محمد سعد الكتاتنى.
■ ما دور عبدالمنعم أبوالفتوح فى التنظيم الدولى للإخوان؟
- كان له دور مهم داخل التنظيم الدولى للإخوان، حيث إنه كان مسئولا عن مركز التخطيط المركزى داخل التنظيم الدولى عندما كان عضوا بمكتب الإرشاد فى مصر، وقت أن كان يردد أنه تمت الإطاحة به من داخل الجماعة، حضر عبدالمنعم أبوالفتوح اجتماع المكتب التنفيذى لجهاز التخطيط بالتنظيم الدولى عام ٢٠١٠ فى بيروت مع النائب اللبنانى عماد الحوت ولدى وثيقة على ذلك، وكان اللقاء يتم تحت لافتة جمعية إتقان للتنمية التى كانت واجهة للقاءات التنظيم الدولي؛ كى تدرك أهمية عبدالمنعم أبوالفتوح يجب أن تعلم القطاع الذى كان يشرف عليه داخل التنظيم الدولى، هو من كان يضع خطة تحرك التنظيم، وهو من وضع خطة التحرك حتى ٢٠١٦، أى أن أبوالفتوح هو من يدير التنظيم الدولى للإخوان حتى الآن.