الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سؤال المصريين.. ماذا يريد هؤلاء؟‼

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان أسبوعًا مشحونًا بالقلق والتوتر، وقد ارتفعت حدة التوتر والخوف مما قد يحدث يوم 19 نوفمبر في فعاليات إحياء ذكرى شهداء محمد محمود.
واختلط الإحساس بالخوف إلى اشتعال الغضب عقب قيام بعض ممن يطلقون على أنفسهم "حركات شبابية وثورية" بتحطيم النُصب التذكاري لشهداء الثورة بعد ساعات من قيام الدكتور حازم الببلاوي بوضع حجر أساسه في ميدان التحرير في صباح يوم 18 نوفمبر، وفي المساء كان أن حطمه هؤلاء الشباب وكتبوا على بقاياه عبارات السب والقذف، والتقط شباب الاخوان الصور بجوار أنقاضه وهم يرفعون علامة رابعة.
بداية أسجل أن قيام د. الببلاوي بصفته رئيسًا للحكومة بهذه الاحتفالية تزيد غير مقبول، فلا هو ممثل ولا معبر عن الثورة، ولا هو مؤمن أصلًا بأهدافها وحقوق الشعب الذي فجرها، وفي هذا اليوم وبالمصادفة الموجعة وقعت فجرًا حادثة قطار دهشور وسقط فيها مصريون ما بين قتلى وجرحى، فكان من اللائق ومن المسئولية أن يكون رئيس الوزراء بين أسر الضحايا، وليس في ميدان التحرير، كما أنه وقبل ساعات كانت يد الغدر والانحطاط القذرة قد اغتالت المقدم محمد مبروك، فكان على الببلاوي وبصفته أن يكون هناك في موقع المسئولية وليس في موقع لا يخصه.
وقد فتح تزيد الحكومة المصرية ثغرة، وفتح من يسمون أنفسهم "شباب الثورة" ثغرة أخرى في الميدان ليدخل منها الإخوان، ويلتقطون الصور، ويرسلونها للخارج كدليل على وجودهم في الشارع وعلى وجود جماهير تلتف حولهم وتنتفض ضد ما يسمونه بالانقلاب العسكري.
وهكذا اشتعلت حدة الخوف والغضب بين المصريين، وانفجر سؤالهم الاستنكاري المتكرر عقب كل "هوجة" يقومون بها "ماذا يريد هؤلاء؟".
وهؤلاء الذين أثاروا خوف وغضب المصريين تساؤلهم الاستنكاري واصلوا يومهم في مظاهرات لم تتجاوز بضعة مئات –أو حتى آلاف- جابت منطقة عابدين ومحمد محمود والتحرير وعبدالمنعم رياض، كان هتافهم الأساسي فيها "ياللي بتسأل إحنا مين.. إحنا شباب 25"، أي أنهم شباب ثورة 25 يناير عام 2011، وعقب هذا التحديد والاستئثار بالثورية والثورة تنطلق هتافاتهم ضد الجيش والشرطة وفلول نظام مبارك.
وتابع المصريون الاشتباكات وعاشوا معها يوم من أيام الفزع ومكثوا في بيوتهم، تاركين لهم الشوارع التي أكد خلوها هزال أعداد المتظاهرين المصريين على مواصلة المعارك العبثية التي لا نجني من ورائها سوى سفك المزيد من الدماء المجانية.
وقد يجيبون عن السؤال "همه عايزين إيه" بإجابتهم المعتادة: تحقيق أهداف الثورة : "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية" والقصاص للشهداء.
وبعيدًا عن السجالات الكلامية والمزايدات فهذه المطالب التي دفع الشباب من أجلها دمه ونور عيونه لن تحققها حكومة الببلاوي، ولن يحققها أيضًا هؤلاء المنتمون لتيارات سياسية يسارية أو حقوقية أو شبابية، فهم لا يدركون أنهم ليسوا الخيار الثوري للجماهير، وليس لهم ظهير شعبي يستندون إليه من العمال والفلاحين والكادحين، وأنهم يقفزون بـ"تعال" و"كبر" و"وهم" على الواقع الموضوعي، وربما لا يعلمون أنه عندما ينضج ظرفه سيطرح قياداته الثورية.
والقيادة الثورية الحقيقية لا تسعى لهدم الدولة وجيشها وشرطتها، ولا تسمح أيضًا بحرق علم بلادها في الميادين.