الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

آليسون جاكسون.. حكاية الفنانة التشكيلية التي هزت عرش "ترامب"

صممت صورًا نالت فيها من سمعة الرئيس الأمريكى المنتخب

الرئيس الأمريكي المنتخب
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما يصف البعض الفن بأنه «القوة الناعمة» فإن هذا المصطلح لم يأت من فراغ، لكنه ينطوى على حقائق ملموسة أحدثتها أعمال فنية معينة، وكأن هذه الأعمال أشبه بسلاح سلط وجهته تجاه عدو معين ففتك به.
والأمثلة أكثر من أن تحصى، فـ«بيت الدمية» للكاتب المسرحى النرويجى «هنريك إبسن» كانت أحد أسباب تحرر المرأة الأوروبية، كذلك كانت «دون كيشوت» التى كتبها الأديب الإسبانى «سيرفانتس» التى فتحت الثقافة الإسبانية على العالم، أما أعمال دافنشى التشكيلية فكانت بمثابة البذرة لتأسيس علم التشريح، وهكذا حقق الفن على مر تاريخه تلك القوة الحقيقية التى تغير العالم بدون إطلاق القذائف.
الأمر لم ينته بعد، فحتى وقت قريب منذ أن احتدم الصراع بين دونالد ترامب وهيلارى كلينتون على مقعد الرئاسة الأمريكية، سلطت الفنانة التشكيلية والمصورة الفوتوغرافية الإنجليزية آليسون جاكسون فنها، لدحض قوى «ترامب» أمام منافسته كلينتون، فأخذت فى تصميم صور فوتوغرافية تسخر فيها من ترامب وتنال من سمعته، انتشرت هذه الصور انتشار النار فى الهشيم، وتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعى والصحف العالمية، وكان من أبرز التهم التى لصقت به بسبب تلك الصور أنه زير نساء ويحتقر المرأة. 
صممت آليسون، البالغة من العمر ٤٦ عامًا وتقيم حاليًا فى بريطانيا، الصور باستخدام شخصية شبيهة بترامب، ووصلت إليها تهديدات من أمريكا بأن ترامب ينتوى مقاضاتها إن لم تكف عن نشر تلك الصور، مما دفع الناشرون الإنجليز لاجتناب نشر أعمال آليسون، حيث إنها قد انتهت من مجموعة تهكّمية كاملة عن ترامب، منها صور يظهر فيها شبيه ترامب وهو يمارس الجنس مع ملكة جمال المكسيك فى المكتب البيضاوى، كما يظهر فى إحدى الصور كعضو فى منظمة «كو كلوكس كلان» المتطرفة، فضلًا عن صور لمشاهير آخرين مثل كيم كارداشيان وكانى ويست، وأعضاء من الأسرة المالكة البريطانية.
تجاهل الناشرين دفع آليسون لاتخاذ قرار بنشر الصور بنفسها، حيث صرحت بأنه لا يجوز كبح الحرية الفنية، لكنها أقرت بأن خطر تعرضها للمقاضاة القانونية مقلق ومخيف للغاية، وأن لا أحد يرغب فى أن يتعرض للمقاضاة من الرئيس الأمريكى بالإضافة لكونها لا تريد أن تتوقف عن القيام بهذا العمل، حيث لا يجوز كبح جماح الحرية الفنية لأى فنان مستقل. لم يكن دونالد ترامب الشخصية الوحيدة المستهدفة من قبل جاكسون، فمنذ مطلع العام ٢٠١٦ بدأت فى اختيار شخصيات معينة واستهدفتهم بصورها، من بينهم الممثلة كيم كاردشيان، ومغنى الهيب هوب الأمريكى كانييه ويست، والأمير هنرى ثانى أبناء ولى عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز من زوجته الأولى ديانا ويلز، وسايمون كاول المذيع ورجل الأعمال الإنجليزى الشهير، حيث أعدت لهم ألبومات صور تضمهم جميعاً، ساخرة من كونهم الشخصيات الذين يحتفلون بعيد ميلاد السيد المسيح للعام ٢٠١٦.
دشنت آليسون موقعًا إلكترونيًا وبدأت تبيع كتبها المصورة بنفسها، والتى أثارت جدلًا واسعًا فى مختلف أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، كما أصبحت أعمالها محل نقاش وجدل فى مختلف الصحف العالمية، مما تحمله من إهانات بالغة وخدش حياء وازدراء أديان، حسب اتهامات بعض الصحف ووصفها لها.