السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

في حوار مع "فايننشال تايمز".. السيسي: ترشحي لفترة ثانية مرتبط بقدرة المصريين على التحمل.. الرئيس: الحديث عن سجن آلاف السياسيين بمصر "سخيف".. وهناك محاولات لإسقاط مصر

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أمس، تقريرًا مطولًا عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، تحت عنوان «مصر السيسى.. مسيرة الدولة الآمنة»، استعانت فيه بمقتطفات من حوار قالت محررته «رولا خلف» إنها أجرته مؤخرًا مع الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وذكر تقرير «الفايننشال» أن الرئيس السيسى على عكس الكثير من القادة العرب أعرب عن سعادته بانتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، واستشهدت بلقائهما سويًا على هامش اجتماع الأمم المتحدة بمدينة «نيويورك» في سبتمبر الماضى، وكون «السيسى» أول قائد يهنئ «ترامب» بنجاحه.
وأشار التقرير الذي تضمن تصريحات سابقة للرئيس، إلى أن وسائل الإعلام المصرية استحسنت «الكيمياء» الظاهرة بين الرجلين اللذين «يشتركان فى الخط الشعبوى، وتوجيه النظرة إلى روسيا كقوة جيوسياسية صالحة وشريك جدير بالشراكة، فضلًا عن تشابههما فى اعتبار كليهما للإسلام السياسى مهددًا للدولة»، لافتًا إلى أن محررة الصحيفة البريطانية التقت الرئيس المصرى فى القصر الرئاسى بالقاهرة، فأخبرها أنه «متفائل جدًا بشأن انتخاب ترامب».
ووفقًا لـ «الفايننشال» فإن «السيسى» قال: «طرق الرئيس المنتخب ترامب في مكافحة الإرهاب تتسم بالعزم والجدية، هو بالضبط ما نحتاجه الآن»، مشيرة إلى أنه قال أيضًا: «التعاون بين موسكو وواشنطن سيكون نعمة للاستقرار فى الشرق الأوسط الذى يعانى من الصراعات في الوقت الراهن».
ويرى «السيسيى» وفقًا للصحيفة، أن الإرهاب يمتد إلى ما وراء «داعش سيناء»، بل قدر على الوصول إلى قلب القاهرة وتفجير كنيسة قبطية في الأسبوع الماضى، مضيفًا بحسم: «الإرهاب يشمل جماعة الإخوان المسلمين»، معربًا عن أمله فى الدوائر الحكومية الأمريكية بألا تحذو حذو إدارة الرئيس باراك أوباما.
وأضاف التقرير: «الرئيس السيسي يتمنى من ترامب إضفاء الشرعية على الحملة الأمنية التي يديرها وتشديد قبضته ضد الإرهاب ودعم نظامه في الوقت الذى تتزايد فيه الضغوط الاقتصادية»، وتابعت على لسان الرئيس السيسى: « بعد ٦ سنوات من ثورات الربيع العربي التي أثرت مخيلة العالم، وزادت الآمال في إيجاد تحول ديمقراطى في الشرق الأوسط، ما زلنا نواجه مشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية اليوم، وهى أعمق بكثير من تلك التى أشعلت ثورة يناير عام ٢٠١١ ضد الرئيس الأسبق».
وأكدت الصحيفة أنه رغم الأوضاع الأمنية اتخذت السياحة خطوة كبيرة ناجحة، مشيرة فى الوقت ذاته إلى لجوء النظام المصرى لصندوق النقد الدولى لتنفيذ الإصلاحات التى «أدت إلى لمعان نجم السيسى» بحسب تعبيرها، مضيفة: «قلة من المصريين لديهم شهية لمزيد من الاضطراب، والأغلبية ترغب فى الاستقرار إلى جانب أن الأجهزة الأمنية على أهبة الاستعداد، وفى حالة تأهب دائم للمزيد من الاضطرابات أو الهجمات الإرهابية»، وتابعت: «لهذا كله، لا يزال الرئيس السيسى واثقًا من قدرته على إنقاذ مصر من الكارثة، هزم الإخوان، ويعتقد أن الأمة المصرية العظيمة لديها قدرة لا حدود لها للتفاهم والتضحية».
ونقلت عن الرئيس قوله: «لمدة ٣٠ شهرًا، بُذلت الكثير من المحاولات لإسقاط هذا البلد، ولكن ما أثار استغراب الكثيرين، أن المصريين أصبحوا أكثر مرونة، ووعيًا ودعمًا لبلدهم»، معربًا عن «سخطه» من قول أن «الجيش يمكن أن يتطلع للاستفادة من المشاريع التي يقوم بها لخدمة الوطن»، مضيفًا: «الجيش المصرى لا يدخر جهدًا لمساعدة البلاد، وأمر خطير جدًا أن يتهمونه بمثل هذه الأمور».
وقال: «الاقتصاد العسكرى يصل إلى ما بين ١.٥٪ لـ ٢٪ ٪ من الناتج المحلى الإجمالى لمصر»، مؤكدًا أن «الأعمال التجارية التى يديرها الجيش هدفها ضمان الاكتفاء الذاتى لموظفى الجيش وتخفيف الأعباء على السوق وليس للتنافس مع القطاع الخاص».
وأوضح أن «الجيش يلعب دورًا هو الإدارة والإشراف على عقود تقوم بتنفيذها شركات خاصة وعامة، وذلك من أجل ضمان الكفاءة والالتزام والتقيد بالمواعيد وعدم التسامح مع الفساد».
واعترض الرئيس السيسى، على مزاعم بعض منظمات حقوق الإنسان بوجود عشرات الآلاف من السجناء السياسيين فى مصر، مشيرًا إلى أن الأعداد تقتصر على عدة مئات، بينما تم الإفراج عن أكثر من ٨٠ شابًا مؤخرًا.. مضيفًا: «أى حديث غير ذلك شىء سخيف».
وقال: «فى وضع صعب مثل وضعنا، قد تكون هناك بعض الأخطاء لا يتم تركها دون تصحيح وفى أقرب وقت ممكن».
واعترف «السيسي" فى الحوار بتراجع شعبيته غير أنه قال إنه لا يخوض «مسابقة شعبية»، رافضًُا وجهة نظر تشير بأن حكمه أسوأ من حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وقال: «إن أوثق الحب بين المصريين، وموجة من احترام الآخر التى ستنطلق من القاهرة وتنتشر إلى جميع أنحاء المنطقة»، مشيرًا إلى أن ترشحه لفترة ثانية مرتبط بقدرة المصريين على تحمل المشاق والتضحية.
وبالحديث عن الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر، قال: «الدولة كانت تدعم الجنيه وسلعًا ترفيهية يتم استيرادها بمليارات الدولارات.. بينما الآن يتم ترشيد الدعم كما طبقت الحكومة إجراءات تضمن وصول الدعم لمستحقيه الحقيقيين»، واصفًا رئاسة مصر بأنه «عبء».