الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

حفيدة عباس حلمي الثاني: أدعو "السيسي" لحماية ممتلكات جدي بعد أن اغتصبتها الأوقاف والبنوك.. ولجنة محلب ساومتني على نصف أموالي.. الرئيس يعمل بمفرده ولا وجود للحكومة.. ويجب حل البرلمان

في الذكرى الـ72 على وفاة آخر خديوي لمصر..

فاطمة الزهراء بكير
فاطمة الزهراء بكير جمال الدين حفيده الخديوى عباس الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع حلول الذكرى الثانية والسبعين على وفاة الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي وافته المنية في 19 ديسمبر 1944 بجينيف فى سويسرا، وتولى حكم مصر في الفترة ما بين 8 يناير 1893 حتى عزلِه 19 ديسمبر 1914، والذي حاول أثناء فترة حكمه أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلى المصريين ويقاوم الاحتلال البريطاني آنذاك.
ويعد الخديوي عباس حلمي الثاني الحاكم السابع لمصر من الأسرة العلوية، تولي الحكم بعد وفاة والده الخديوي توفيق، نهج نهجًا وطنيًّا وناهض الاحتلال، وأقال وزارة مصطفى فهمي باشا بعد عام من توليه الحكم، الذي كان مُواليًا للإنجليز، ووقعت أزمة مع إنجلترا وتحدى المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر، فأدى ذلك إلى زيادة شعبيته في مصر، لكن الإنجليز استغلوا فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى وكان وقتها «حلمي» خارج مصر، فخلعوه من الحكم وطلبوا منه عدم العودة ونصّبوا عمه حسين كامل سلطانًا على مصر بدلًا من أن يكون "خديوي" وفرضوا على مصر الحماية رسميًّا، ويوجد في القاهرة كوبري باسمه وهو كوبري عباس الذي يربط بين جزيرة منيل الروضة والجيزة.
وفي ذكرى وفاته الـ72 حاورت "البوابة نيوز" حفيدته فاطمة الزهراء بكير، بمنزلها الكائن بميدان المماليك بالمنيل والتي ناشدت الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة التصدي لمحاولات البعض اغتصاب أملاكه وسرقتها.

وإلى نص الحوار:

• في البداية مَن فاطمة الزهراء بكير؟
فاطمة الزهراء بكير جمال الدين بكير خورشيد، حفيدة الخديوي عباس حلمي الثاني من زوجته الأولي السيدة أمينة، التي رُزق منها بـ"إبراهيم، وإسماعيل، وأحمد طوسون"، أخذت من فرع إبراهيم وأحمد طوسون، الذي تزوج من بامبه قادم، وأنجبا عباس الأول، وأخذت من إبراهيم إسماعيل ابنه الذى أنجب محمد توفيق وحسين كامل وفؤاد الأول، وتزوج محمد توفيق ابنة عباس الأول من أحفاده أمينة إبراهيم إلهامى، وأنجبوا عباس حلمى الثانى وشقيقته خديجة عباس حلمى وأنا أرث عباس الأول وجدي صالح باشا فريد، يرث عباس الأول وشهرته صالح باشا فريد، وأصله الأمير لؤى برينج ويندى؛ لأن دائمًا لهم أسماء شهرة وأسماء أخرى تركية، كى يتعرفوا بها فيما بينهم، وأنا أرث صالح باشا فريد عن طريق جدتى مهرنجان أم والدى الذى استُشهد قبلها، ولدي ابنتان واحدة تزوجت، والأخري تعيش معي.
• وكيف تجدين حالة مصر بعد الثورة؟
مصر هي مصر، ستظل واحدة من آمَنِ بقاع الأرض مهما حاول البعض التآمر ضدها، وسعي إلى الهدم والتخريب والسرقة من خيرها فلن يستطيع أبدًا أن يضعفها أو يجعلها تركع، فأنا لم أغادرها منذ ولادتي، ورغم أصولي التركية لا يمكنني أن أتنازل عن حقي في اعتبار نفسي مصرية خالصة ولأسرة أسهمت في تاريخ هذا البلد العريق، ولن أغادرها أبدًا إلى أن أترك الدنيا.
• أطلعينا على مصير ممتلكات خديوي مصر التي تعرفينها؟
عباس حلمي الثاني واحد من أفراد الأسرة العلوية الذين كانوا دائمًا ما يقدمون العمارة ولديهم ذوق عالٍ في تشييد القصور، وواحد منها هو تلك التحفة المعمارية المتمثلة في قصر المنتزه بالإسكندرية والتي تسعي بعض الشركات السياحية لتدميرها، ولحسن الحظ فإنه دون جميع أملاكه في العقد الفرنساوي 35800، وهناك أيضًا قصرا القبة والدوبارة، وجميع أملاكه لم تخضع للتأميم؛ كونها من الممتلكات الخاصة التي اشتراها وعيَّن لها ناظرًا بعد وفاته تمثل في وزارة الأوقاف التي ادعت شراءها جميعًا من جدِّه عباس الأول، وكأنها لم تقرأ تاريخًا ولا تدري عنها شيئًا. 
• وهل تعرضتِ لمضايقاتٍ خلال رحلتك في استرداد تلك الممتلكات؟
أملاك "عباس الثاني" تتعرض دائمًا للنهب والسرقة على يد بلطجية ومزوِّرين، كان آخرها ما قام به البنك الأهلي وبنك مصر، حيث أعلنا عن طرح أراضٍ تتبع الخديوي عباس حلمي بالإسكندرية للبيع، ولن أصمت وسأتخذ كل الإجراءات القانونية لمقاضاتهم؛ حفاظًا على ممتلكات جدي بالإسكندرية؛ لأن قيام البنكين بعرض ممتلكات عباس حلمي للبيع باطل، ولعل ما أعلنته لجنة المهندس محلب من مغتصب لأحد الأملاك لا يعد نقطة ضئيلة في بحرٍ مما واجهتُه وما أواجهه بصورة يومية، فهناك موظفون في هيئة المساحة بالإسكندرية يسهلون الحصول على تلك الممتلكات مقابل رشاوى ويتجاهلون قرارات رسمية بتسليمي أملاكي.
• وماذا عن لجنة استرداد الأراضي برئاسة إبراهيم محلب؟
إلي اليوم لا يمكنني أن أشهد للجنة "محلب" بأنها قادرة على حماية ممتلكات جدي، والعمل على تخليصها من أيدي البلطجية والمغتصبين، فقد سبق أن تقدمت إلى اللجنة من أجل عقد لقاء مع المسئولين عنها، إلا أن جميع المحاولات قُوبلت بعدم الاهتمام، وكان لي لقاء مع المتحدث الإعلامي لها استمرَّ لأكثر من ساعة، وعرضتْ التعاون معي مقابل التنازل عن نصف مستحقاتي لإقامة المشروعات القومية للبلاد، ما يجعلني أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن يعيرني ولو نصف ساعة من وقته كي أطلعه على حقيقة تلك الممتلكات التي تتعرض للنهب والسرقة والإهمال علي يد مسئولي الأوقاف والمساحة والبلطجية هنا وهناك.
• ما تقييمك للفترة الماضية من تاريخ مصر منذ حكم الإخوان حتى عهد الرئيس السيسي؟
مصر تعاني غياب الضمائر والنفوس القادرة على إنقاذها من الفساد الذي عانته خلال مرحلتها السابقة، إلا أنني متفائلة لدرجة كبيرة من تعافيها، خاصة بعد زوال حكم الاخوان؛ لأنهم من وجهة نظري أسوأ فترة شهدتها مصر في تاريخها الحديث؛ لأنهم سعوا إلى تحويلها من دولة كبيرة ذات تاريخ عريق إلى مجرد أهل وعشيرة، إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو فاختلف الأمر لنكون تحت قيادة رئيس قادر على العبور بنا إلى بر الأمان.
• وماذا عن حكومة شريف إسماعيل؟
تلك الحكومة لا يمكنني أن أعتبرها تعيش بيننا اليوم، فالمواطن حاله يزداد سوءًا، ولا أجد من بين وزراء تلك الحكومة مَن يستطيع أن يقدم حلًّا، هي فقط تنتظر الرئيس لينقذها من الأزمات والأخطاء التي ترتكبها دون توقف.
• وهل البرلمان مخطئ في استمرار هذه الحكومة؟
البرلمان الحالي لا يمكن توصيفه بمصطلح البرلمان الذي كان يطلق في السابق على تلك المجالس العريقة التي ظهرت خلال فترة الأسرة العلوية، مرورًا بعصور الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك؛ لأن أعضاءه يفتقدون معاني المسئولية وذهبت مصالحهم في تيار مُعارض للشعب، فخانوا المسئولية في سماع حال المواطن الذي تزداد معاناته، فيما يظهرون على شاشات الإعلام لصنع أمجاد زائفة، وأتمنى حله في أسرع وقت.
• وماذا عن وزارة الأوقاف وسعيها لتشكيل لجنة لاستثمار أملاك محمد علي باليونان؟
وزارة الأوقاف لا تستطيع أن تحمي الممتلكات التي بين يديها، فيكف يمكنها أن تنقذ ما لا يمكنها رعايته بصفة دائمة؟ كما أنها رفضت التعاون معي في إثبات ما هو أصل ثابت بالوثائق والحجج الرسمية بزعم شرائها بموجب عقد مزوَّر، لذلك على الدولة أن تباشر مسئولية إنقاذ ممتلكات جدي الأكبر محمد علي ولا تتركها للعبث كما يحدث لكثير من ممتلكات الأسرة العلوية والتي نشاهد تحولها إلى مبانٍ آيلة للسقوط.
• مع انتصاف فترة حكم الرئيس السيسي، والدعوة لترشحه مجددًا هل تؤيدين تعديل مدة الرئاسة؟
بالتأكيد، فأنا أؤمن بأنه رجل تحمَّل المسئولية بمفرده وخاطَر من أجل بلاده، وترشحه لفترة ثانية أمر جيد يمكِّنه من استكمال المشروعات والإنجازات التي بدأها، أما عن تعديل مدة الرئاسة فلا أراها ضرورية الآن، وعلى الجميع أن يترك للشعب أن يختار ويقرِّر مَن يحكمه.
• في النهاية.. هل أنصف التاريخ عائلتك؟
التاريخ لا يظلم بقدر ما يمكن لكُتّابه أن يزوِّروا ويكذبوا، ولأن أسرة محمد علي أسهمت في نهضة هذا البلد، فقد كتب لبعض أفرادها الإنصاف وبعضهم التدليس والكذب، إلا أن جدي عباس الثاني كان واحدًا ممن شهد له التاريخ بحب المصريين الذين جعلوه مصدر إلهامٍ لهم من خلال قولهم: "الله حي عباس جاي"، ولديَّ يقين بأن التاريخ سينصفهم أكثر وأكثر بمرور الوقت؛ لأنهم ضحّوا لرفعة شأن مصر والمساهمة في نهضتها المعاصرة.