وصف الدكتور محيي الدين عبيد، نقيب صيادلة مصر، المقترح الذي أعلنت عنه الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بشأن مطالبة شركات الدواء الخاصة بإرسال قائمة تتضمن 10% من المستحضرات المنتجة محليًا بحد أدنى 5 مستحضرات تمهيدًا لزيادة أسعارها بنسبة 50% من فرق سعر العملة بعد التعويم، بـ"المقترح الفاشل" الذي يضر بالمواطن.
وأشار في تصريح لـ"البوابة نيوز" علي هامش حضوره، أمس الجمعة، احتفالية "يوم الصيدلي" بمحافظة بورسعيد، إلي أن نقابة الصيادلة لن توافق علي هذا المقترح، حيث أنها تتحدث عن معالجة التشوهات في التسعير، ولكن التحريك الجزافي للأدوية بمثابة قرارات عاجلة متسرعة تعود بالسلب علي المواطن المصري، خاصة وأن شركات الأدوية ستعمل علي اختيار الـ10% من الأصناف الأكثر توافرًا ومبيعًا لديها وبالتالي لن تحل المشكلة.
وأضاف: "هناك خلل في منظومة التسعير ويجب الجلوس على طاولة المفاوضات لمناقشة أزمة الأدوية التي تخسر ويتم وضع حلول لعلاجها، وتقدمنا لمجلس النواب وسيتم إصدار بيان في اجتماع مجلس النقابة المقبل وإرساله لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، وسيتضمن ضرورة الاهتمام بشركات قطاع الأعمال، واسناد المناقصات التي تتم للصحة والمستشفيات الحكومية والجامعية لقطاع الأعمال، وذلك لتوفير الاحتياجات، لأن شركات الدولة لو خسرت ستنتج أما الشركة الخاصة فبمجرد أن تشعر بخسائر في بعض الأصناف تتوقف عن إنتاجها، في المقابل تقوم شركات قطاع الأعمال بتحميل الأدوية التي تخسر على الأدوية التي تحقق أرباح وبالتالي تكون المحصلة النهائية مكسب وهذا بمثابة تأمين للدواء".
وتابع قائلا: "لابد من نقل تبعية شركات قطاع الأعمال إلي وزارة الصحة، ووضع خطة واستراتيجية طويلة الأجل وليس فكر قصير لوزير لمدة 6 أشهر فقط، فنحن نتحدث عن تأمين العلاج من شركات مملوكة للدولة لا تتأثر بالدولار على عكس الشركات الخاصة التي تنتج الأدوية التي تحقق أرباح".
وردًا علي سؤال بشأن الاتهامات الموجهة لبعض شركات التوزيع وأصحاب مخازن الأدوية بإدارة سوق سوداء للأدوية في مصر أجاب: "بالفعل.. اذا كانت الوزارة غير قادرة على تنفيذ قرار التسعير الجبري الذي ينص على 25 و18 للصيادلة، فأصبح هناك بعض الشركات تبيع خارج المنظومة الدوائية بعيدًا عن الخصم، وخاطبنا مجلس الوزراء ومباحث التموين، فنحن ندخل على منعطف خطير وهو بيع الدواء حسب الأهواء بسبب السياسة التي ينتهجها الوزير".
وعن أزمة النقص الشديد للمحاليل أجاب: "اختفاء المحاليل بالسوق يعود إلي غلق إحدي الشركات كانت تنتج حوالي من 40% إلى 60% من السوق المصري وتوقفت عن الانتاج، وللأسف عاقبوا الشركة، متسائلًا:"اذا كان عيب في التشغيل أهل أعاقب المصنع أم أعالج التشغيل وللأسف عاقبوا المصنع فتوقف الإنتاج وإن شاء الله ستحل الأزمة قريبًا".
وأعلن نقيب صيادلة مصر عن إنشاء أكبر مدينة دوائية في مصر على أرض محافظة بورسعيد، قائلا: "بمجرد عرض الفكرة على المحافظ اللواء عادل الغضبان وافق على الفور وأكد علي جاهزية الأرض للمشروع، وحدد موعد لمقابلة وتقديم مقترح المشروع"، موضحًا ان المقترح يضم انشاء شركة برأس مال عربي لإنتاج المواد الخام، متمنيًا أن تكون بدايتها على أرض بورسعيد، خاصة أن النقابة تسعى لتطوير المنظومة الصحية والدوائية بالكامل، ومصر تسعى لكي يكون لديها منظومة دوائية صحيحة حتي في حجرة العمليات، مؤكدًا أنه يجب أن نفتخر بالصناعة الدوائية بمصر، حيث أنها تغطي 90% من الإنتاج المحلي وإن شاء الله سيكون هناك تصنيع دوائي واكتشافات جديدة والأمل في الشباب بالمرحلة المقبلة.
