الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مفتي القدس: لن تصمد فلسطين دون مصر.. لا بد من زيارة العرب للأقصى.. دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني ضرورية لمواجهة التطرف والإرهاب.. تحريم تعزية الأقباط في ضحايا تفجير الكنيسة هراء يهدف لإثارة الفتنة

الشيخ محمد أحمد حسين،
الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس وخطيب المسجد الأقصى، أن الخطاب الديني اليوم يحتاج للتجديد، والبيت والإعلام أيضًا لهما دور كبير لمجابهة التطرف والإرهاب، مشددًا على أهمية مواجهة الإرهاب الذي يستهدف الجميع.

وقال مفتي القدس في حواره مع "بوابة العرب": إن مصر قوية ومتماسكة، وستنجح في اقتلاع جذور الإرهاب، وأن الشعب الفلسطيني بقيادته وشعبه وكنائسه ومساجده كله خلف الشعب المصري داعمًا ومؤيدًا ومُحبًا له.

وإلى نص الحوار:

*ما الرسالة التي تحملونها إلى مصر خلال زيارتكم الحالية؟

جئنا من فلسطين حاملين رسالة حب وسلام لمصر الغالية ولتقديم واجب العزاء للشعب المصري، بأكمله ولقداسة بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، وشيخ الأزهر الشريف، واليوم أصبح الإرهاب خطرا يواجه الجميع بكافة البلدان، وعلينا جميعا التكاتف لمواجهته، وتواجدنا اليوم مسلم ومسيحي يؤكد أننا نسيج واحد لوطن واحد، ولن تفرقنا أزمات وإن كانت المصيبة كبيرة والألم أكبر فإننا صامدون، أما هذه التفجيرات فهى أعمال إجرامية تتنافى مع الأديان السماوية والقيم الأخلاقية النبيلة، واستهداف دور العبادة وقتل الأبرياء جرائم بشعة يرفضها الدين الإسلامى، والأديان كلها، التى دعت إلى حماية دور العبادة واحترامها والدفاع عنها، وعلينا جميعا وأد الفتنة وتوحيد الصفوف.

*وما تعليقك على تحريم تعزية الأقباط؟

كل هذا الهراء الذي يطلقه أصحاب الفكر المتشدد، بهدف تفريقنا، ولا يمكن أن يتألم أخي ولو كان من دين آخر ولا أشعر به، الدين الإسلامي براء من ذلك، فقد وقف الرسول عند مرور جنازة يهودي، وقال: إنها روح، فما بالك بالأشقاء المسيحيين الذين تجمعنا بهم مشاعر الود والرحمة والحب، وهم شركاء الوطن، فالدين علاقة خاصة بين العبد وربه وإن كانت تحكمها ضوابط، فديننا دين رحمة وحب وسلام وليس دين دماء ودمار وقتل، ولابد من تجديد الخطاب الديني، ليتطابق ما يقوله الدين وما ينشره الإعلام مع ما نغرسه في أبنائنا، ونتكاتف لمواجهة عدو مشترك اسمه الإرهاب.

* وكيف ترى الخلافات الفلسطينية الفلسطينية؟ 

أبشع خلاف هو الانقسام الداخلي، قد أختلف في الأفكار ولكن الانقسام شيء مؤلم ولا ينتج غير الخراب، نتمنى أن تنتهي الانقسامات الفلسطينية وتسير المصالحة بين غزة ورام الله؛ لأن هذا الانقسام يضر بمصلحة القضية الفلسطينية والشعب، ونتمنى أن يحقق مؤتمر حركة "فتح" أهدافه وتتم المصالحة لإعادة بناء الوطن.

 *هل فقدت القضية الفلسطينية الاهتمام العربي في ظل الانشغال بالثورات والأزمات الداخلية؟

لا أظن ذلك، ولكن تلك الثورات والصراعات كان من أحد أهدافها الانشغال عن القضية الفلسطينية، وليس من العرب فقط بل على مستوى العالم، وستبقى القضية الفلسطينية القضية الأولى لكل الشعب العربي، وإن لم تحل قضية القدس فلن يكون هناك سلام، والقدس ستظل مدينة السلام ومدينة الديانات، ولابد أن تحل مشكلة القدس وينتهي الاحتلال وتكون القدس الشرقية عاصمة الفلسطينيين، وتظل القدس مدينة مفتوحة للجميع وليس لديانة واحدة.

وما حكم زيارة الأقصي تحت الاحتلال الإسرائيلي؟

لا بد أن يزور الجميع القدس للتأكيد أن القدس فلسطينية مهد الأديان، ونعمل جاهدين لحرية العبادة كل إنسان عليه أن يعبد ربه حسبما أراد، وأن يصل إلى مكان العبادة بأمان، وندين أي إجراءات تعيق وصول أي إنسان للأماكن المقدسة سواء مسلم أو مسيحي، بل أشجع الجميع علي زيارة القدس العتيقة.

* الرئيس السيسي طالب بتجديد الخطاب الديني، فهل لتلك الدعوة صدى في فلسطين؟

نعم، نحتاج إلى تجديد الخطاب الديني الإسلامي والقبطي، والرئيس عبدالفتاح السيسي لديه فكر ووعي ويهدف بالفعل لذلك، وهذا من الأشياء الرئيسية لمواجهة الإرهاب، ويجب على الجميع أن يعمل من أجل إعادة الثقة والتعايش والمحبة والأخوة للجميع، والرئيس المصري أيقن أهمية وخطورة هذا في تشكيل فكر الشباب حتى لا ينجرفوا وراء قوى الظلام وأصحاب الفكر المتشدد.

* وما صورة مصر في عيون الفلسطينيين؟

مصر دائمًا الأم التي تضم الجميع، ورغم ما تعانيه تتحمل، وهي الدعامة الأولى للقضية الفلسطينية، وبدون مصر لن يكون هناك حل ولا دعم من جميع الدول العربية، وهي لم يتراجع دورها حتى في أصعب الأزمات، والرئيس المصري بينه وبين الرئيس محمود عباس صداقة، وأبو مازن يكن لمصر كل الحب ودومًا يقول: لن تصمد فلسطين دون مصر، ومصر بالنسبة لنا الأم والشقيقة والأزهر والتاريخ والكنيسة والتراث والفكر والعلم والحضارة، وستبقى عظيمة بحفظ الله.