الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا نندهش؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا نندهش من عمل إرهابى ينفذه شاب صغير ونحاول جاهدين أن ننقذ أنفسنا ومن حولنا من أية عمليات أخرى من المتوقع أن تنفذها جماعات الشر، وشباب سلبوا عقولهم ونحن لا نعمل على المنع الحقيقى بالحجة؟
نندهش من قذارة ثقافة البعض ولا نحاول أن نغير من ثقافة جيل جديد، نندهش من فساد يستشرى ولا نحاول أن نعالج بل نبذل الكثير لنراقب ونحاسب. نندهش من قمامة فى الشوارع ولا نحاول أن نُعلّم أن النظافة من الإيمان ونتسارع لإصدار القوانين للعقاب والردع.
العقول البيضاء هدف للمتربصين ليكتبوا عليها كل ما يستلزم لتوجيهيها لأغراضهم، فيتم ميلاد إرهابى جديد، ومن الصعب أن يفعلوا ذلك بعقل به بعض من المبادئ. 
أين نحن من نشء لا يفقه عن دينه شيئًا، ولا يعرف من ثقافة الحياة سوى ما يراه من فقر وعدم الرضاء بما قسمه الله له، ولا يسمع سوى قصص الفساد ولا يرى غير القمامة.
إن المشروع الأكبر للدولة، هو إصلاح واحتواء طاقة شبابية ليست ممن يلبسون البدلة ومن يترددون على الوزارات.
تأهيل الصغار والشباب لا بد أن يأتى من عمق الوطن من قلب القرى، أين جماعات الدولة للتبليغ والدعوة التى تنشر القيم وحب الوطن وتنتشل العقول البيضاء التى لا تجد مأوى ولا ترى ضوءا لمستقبلهم، وبدلًا من أن تذهب لتبنى تذهب لتنسف؟
المشروع القومى الحقيقى لا بد أن يكون مشروع انتشال الأجيال من التخلف. انتبهوا للأجيال القادمة ولبناء دولة ذات حضارة وقوة لا بد من أن نغلق كل الأبواب ونبدأ من جديد لنعلم ونرعى ونحتضن ونبنى أنفسًا لنشكلها ولا نتركها لأناس يستخدمونها لمصالحهم ولأغراضهم.
كان هناك طفل صغير أراه والده زجاجة عصير صغيرة، وبداخلها ثمرة برتقال كبيرة تعجب الطفل كيف دخلت هذه البرتقالة داخل هذه الزجاجة الصغيرة؟ وهو يحاول إخراجها من الزجاجة.
عندها سأل والده: كيف دخلت هذه البرتقالة الكبيرة فى تلك الزجاجة ذات الفوهة الضيقة؟!
أخذه والده إلى حديقة المنزل وجاء بزجاجة فارغة وربطها بغصن شجرة برتقال حديثة الثمار ثم أدخل فى الزجاجة إحدى الثمار الصغيرة جدًا وتركها ومرت الأيام، فإذا بالبرتقالة تكبر وتكبر حتى استعصى خروجها من الزجاجة.
حينها عرف الطفل السر وزال عنه التعجب وقتها قال له والده: يا بنى سوف يصادفك الكثير من الناس، وبالرغم من ذكائهم وثقافتهم ومراكزهم إلا أنهم قد يسلكون طرقًا لا تتفق مع مراكزهم ومستوى تعليمهم ويمارسون عادات ذميمة لا تناسب أخلاق وقيم مجتمعهم، لأن تلك العادات غرست فى نفوسهم منذ الصغر، فنمت وكبرت فيهم، وتعذر تخلصهم منها مثلما يتعذر إخراج البرتقالة الكبيرة من فوهة الزجاجة الصغيرة.
فمن واجبنا أن نعلم أطفالنا وأولادنا منذ الصغر المبادئ والقيم الحميدة وغرس روح الانتماء والحب للآخرين وللوطن، لكى نساعد على بناء وتربية نشء ينتمى إلى الوطن، فـ«التعليم فى الصغر، كالنقش على الحجر».